لم تتوانَ مجموعات من التيار الوطني الحر ومرافقي النائب زياد أسود من جهة، ومجموعات من المحتجين من مدينة طرابلس ومناصرين للقوات اللبنانية، من افتعال توتّر طائفي ومناطقي في البلاد ليل أمس، في أخطر مرحلة يمرّ بها لبنان والمنطقة.
الحكاية كما جرى التداول بها على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعد اعتراض عدد من الشبان، بينهم مناصرون للقوات اللبنانية على وجود أسود في أحد مطاعم جونية. ثم سرعان ما تطور الإشكال بعد قيام مرافقي أسود بضرب أحد الشّبان الطرابلسيين وتصويره أثناء «إذلالهم» له، مع إطلاق عبارات «كانتونية»، وتوجيه الشتائم له. ومع انتشار الفيديو الذي يُظهر ما جرى، انتقل التوتّر إلى طرابلس، حيث تجمّع عشرات الشّبان للتوجه نحو جونية والبترون مع دعوات وشتائم طائفية وتهديدات للتيار الوطني الحر. وبالفعل، توجّهت مجموعات من طرابلس إلى البترون، حيث حاولت القوى الأمنية منعهم من الوصول، فيما سُجّل إشكال على مدخل البترون بين مناصرين للوطني الحر والمجموعات الطرابلسية.
وبسرعة كبيرة، قُطِع العديد من الطرق في البقاع الأوسط والشمال، بالتزامن مع تجمعات على خط الساحل الجنوبي، وإطلاق عبارات ضد «الوطني الحرّ».
وليس خافياً وجود أجواء لدى التيار الوطني الحرّ تؤشر إلى قرارٍ بـ«الردّ بالمثل» على الحوادث التي سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين من قبل «ثوّار» يلاحقون نواباً ووزراء في التيار في أكثر من منطقة، إذ يعتبر الإشكال مع أسود أمس الثاني من نوعه خلال يومين، فضلاً عمّا حصل مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والوزير السابق رائد خوري.
هذا التصعيد الخطير يكاد يتحوّل إلى اشتباك طائفي، مع محاولات الفريقين شدّ العصب على حساب السلم الأهلي والتحريض الطائفي والمناطقي، في لعبة وقحة تهدّد وحدة لبنان وسط كل أجواء التوتر الطائفي التي تعصف بالإقليم.
التوتر في طرابلس لم يكن وليد ساعة ليل أمس، إذ سبقه نهاراً احتقان على خلفية قيام مرافقين لمحافظ الشمال رمزي نهرا بضرب أحد المحتجين في سرايا طرابلس، ما أدى إلى موجة غضب وتهديد للمحافظ بعدم العودة إلى المدينة.
ويوم أمس، لم تكن المرّة الأولى التي يخرج فيها محافظ الشمال من مكتبه في سرايا طرابلس خلسة، وبمواكبة أمنية، خشية تعرّض محتجّين له تجمّعوا عند مدخلَي السرايا، مطلقين هتافات ضدّه، ومطالبين بإقالته من منصبه بعدما توعّدوه بمنعه من الدخول إلى سرايا المدينة مجدّداً.
فمنذ انطلاق شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، عمد عدد من الشبّان والناشطين المنضوين في الحراك إلى الاعتصام أمام مدخلَي سرايا طرابلس، بشكل شبه يومي، داعين إلى إقالة نهرا. اتهموه بالفساد والمحسوبيات، ودخل بعضهم إلى مبنى السرايا واعتصموا أمام باحة مكتب نهرا في الطبقة الثانية، مردّدين هتافات وشتائم بحقه، بعدما فتحوا هواتفهم الشخصية وبثّ ما يقولونه ويفعلونه مباشرة على الهواء عبر منصّات التواصل الاجتماعي، ما كان يدفع حراس نهرا وعناصر الأجهزة الأمنية إلى عدم التعرّض لهم، خشية أن يتسبّب ذلك باندفاع المحتجين الموجودين في ساحة عبد الحميد كرامي (النّور) المجاورة نحو السرايا. يوم الإثنين الماضي، وبعدما علم المحتجّون بأنّ نهرا يداوم في مكتبه، اعتصم عدد منهم أمام مدخل السرايا، ورشقوا نوافذ مكتبه بحبّات من البرتقال، في إشارة منهم إلى انتمائه إلى التيار الوطني الحر، قبل أن يتسلّل عدد منهم إلى أمام مكتبه، حيث كالوا الاتهامات والشتائم له.
يوم أمس، تكرّر المشهد، فتوجّه أحد المحتجّين، ويدعى خالد الديك، إلى أمام مكتب المحافظ، ومن هناك وبعدما فتح كاميرا هاتفه الخلوي كالمعتاد للبثّ المباشر، بدأ بإطلاق الهتافات ضدّ نهرا، متهماً إيّاه بالفساد، ومطالباً بخروجه من مكتبه لأن «طرابلس لا تريده». غير أنّ أحد عناصر حماية نهرا هجم على الديك وانهال عليه مع عناصر آخرين ضرباً ولكماً بعدما نزعوا منه هاتفه الخلوي، قبل أن يتدخل عناصر الأجهزة الأمنية الموجودة في المكان لفكّ الإشكال، ويطلقوا سراح الديك قبل استفحال الأمر، وخصوصاً بعدما وجّه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من الإشكال، دعوات إلى الاعتصام أمام السرايا.
وبالفعل، لم تكد تمرّ دقائق حتى كان عشرات المحتجّين يتجمّعون أمام مدخلَي السرايا، ما دفع عناصر القوى الأمنية المكلفة حماية السرايا إلى إغلاق المدخلين، ومنع دخول أو خروج أحد من السرايا وإليها، مطلقين التهديدات بحق نهرا، ومتوعدين إيّاه بالانتقام لزميلهم، فيما كان البعض منهم يدعو إلى النزول إلى البترون، مسقط رأس نهرا، والاعتصام أمام منزله.
بعد مرور نحو ساعة على الاعتصام وإطلاق سراح الديك، غادر المحتجّون مدخلَي السرايا، الأمر الذي أفسح في المجال أمام نهرا للخروج من مكتبه مسرعاً باتجاه المصعد، ومنه إلى سيارته في الطبقة الأرضية. وغادر السرايا بمواكبة أمنية. وكاد الموكب يدهس أحد النّاشطين الذين اعترضوا طريقه، وهو محمد شوك أحد المشرفين على هيئة «حراس المدينة»، ما دفع شوك وآخرين إلى بث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون نهرا «بعدم العودة مجدّداً إلى طرابلس».
الحكاية كما جرى التداول بها على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعد اعتراض عدد من الشبان، بينهم مناصرون للقوات اللبنانية على وجود أسود في أحد مطاعم جونية. ثم سرعان ما تطور الإشكال بعد قيام مرافقي أسود بضرب أحد الشّبان الطرابلسيين وتصويره أثناء «إذلالهم» له، مع إطلاق عبارات «كانتونية»، وتوجيه الشتائم له. ومع انتشار الفيديو الذي يُظهر ما جرى، انتقل التوتّر إلى طرابلس، حيث تجمّع عشرات الشّبان للتوجه نحو جونية والبترون مع دعوات وشتائم طائفية وتهديدات للتيار الوطني الحر. وبالفعل، توجّهت مجموعات من طرابلس إلى البترون، حيث حاولت القوى الأمنية منعهم من الوصول، فيما سُجّل إشكال على مدخل البترون بين مناصرين للوطني الحر والمجموعات الطرابلسية.
وبسرعة كبيرة، قُطِع العديد من الطرق في البقاع الأوسط والشمال، بالتزامن مع تجمعات على خط الساحل الجنوبي، وإطلاق عبارات ضد «الوطني الحرّ».
وليس خافياً وجود أجواء لدى التيار الوطني الحرّ تؤشر إلى قرارٍ بـ«الردّ بالمثل» على الحوادث التي سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين من قبل «ثوّار» يلاحقون نواباً ووزراء في التيار في أكثر من منطقة، إذ يعتبر الإشكال مع أسود أمس الثاني من نوعه خلال يومين، فضلاً عمّا حصل مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والوزير السابق رائد خوري.
هذا التصعيد الخطير يكاد يتحوّل إلى اشتباك طائفي، مع محاولات الفريقين شدّ العصب على حساب السلم الأهلي والتحريض الطائفي والمناطقي، في لعبة وقحة تهدّد وحدة لبنان وسط كل أجواء التوتر الطائفي التي تعصف بالإقليم.
التوتر في طرابلس لم يكن وليد ساعة ليل أمس، إذ سبقه نهاراً احتقان على خلفية قيام مرافقين لمحافظ الشمال رمزي نهرا بضرب أحد المحتجين في سرايا طرابلس، ما أدى إلى موجة غضب وتهديد للمحافظ بعدم العودة إلى المدينة.
ويوم أمس، لم تكن المرّة الأولى التي يخرج فيها محافظ الشمال من مكتبه في سرايا طرابلس خلسة، وبمواكبة أمنية، خشية تعرّض محتجّين له تجمّعوا عند مدخلَي السرايا، مطلقين هتافات ضدّه، ومطالبين بإقالته من منصبه بعدما توعّدوه بمنعه من الدخول إلى سرايا المدينة مجدّداً.
فمنذ انطلاق شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، عمد عدد من الشبّان والناشطين المنضوين في الحراك إلى الاعتصام أمام مدخلَي سرايا طرابلس، بشكل شبه يومي، داعين إلى إقالة نهرا. اتهموه بالفساد والمحسوبيات، ودخل بعضهم إلى مبنى السرايا واعتصموا أمام باحة مكتب نهرا في الطبقة الثانية، مردّدين هتافات وشتائم بحقه، بعدما فتحوا هواتفهم الشخصية وبثّ ما يقولونه ويفعلونه مباشرة على الهواء عبر منصّات التواصل الاجتماعي، ما كان يدفع حراس نهرا وعناصر الأجهزة الأمنية إلى عدم التعرّض لهم، خشية أن يتسبّب ذلك باندفاع المحتجين الموجودين في ساحة عبد الحميد كرامي (النّور) المجاورة نحو السرايا. يوم الإثنين الماضي، وبعدما علم المحتجّون بأنّ نهرا يداوم في مكتبه، اعتصم عدد منهم أمام مدخل السرايا، ورشقوا نوافذ مكتبه بحبّات من البرتقال، في إشارة منهم إلى انتمائه إلى التيار الوطني الحر، قبل أن يتسلّل عدد منهم إلى أمام مكتبه، حيث كالوا الاتهامات والشتائم له.
يوم أمس، تكرّر المشهد، فتوجّه أحد المحتجّين، ويدعى خالد الديك، إلى أمام مكتب المحافظ، ومن هناك وبعدما فتح كاميرا هاتفه الخلوي كالمعتاد للبثّ المباشر، بدأ بإطلاق الهتافات ضدّ نهرا، متهماً إيّاه بالفساد، ومطالباً بخروجه من مكتبه لأن «طرابلس لا تريده». غير أنّ أحد عناصر حماية نهرا هجم على الديك وانهال عليه مع عناصر آخرين ضرباً ولكماً بعدما نزعوا منه هاتفه الخلوي، قبل أن يتدخل عناصر الأجهزة الأمنية الموجودة في المكان لفكّ الإشكال، ويطلقوا سراح الديك قبل استفحال الأمر، وخصوصاً بعدما وجّه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من الإشكال، دعوات إلى الاعتصام أمام السرايا.
وبالفعل، لم تكد تمرّ دقائق حتى كان عشرات المحتجّين يتجمّعون أمام مدخلَي السرايا، ما دفع عناصر القوى الأمنية المكلفة حماية السرايا إلى إغلاق المدخلين، ومنع دخول أو خروج أحد من السرايا وإليها، مطلقين التهديدات بحق نهرا، ومتوعدين إيّاه بالانتقام لزميلهم، فيما كان البعض منهم يدعو إلى النزول إلى البترون، مسقط رأس نهرا، والاعتصام أمام منزله.
بعد مرور نحو ساعة على الاعتصام وإطلاق سراح الديك، غادر المحتجّون مدخلَي السرايا، الأمر الذي أفسح في المجال أمام نهرا للخروج من مكتبه مسرعاً باتجاه المصعد، ومنه إلى سيارته في الطبقة الأرضية. وغادر السرايا بمواكبة أمنية. وكاد الموكب يدهس أحد النّاشطين الذين اعترضوا طريقه، وهو محمد شوك أحد المشرفين على هيئة «حراس المدينة»، ما دفع شوك وآخرين إلى بث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون نهرا «بعدم العودة مجدّداً إلى طرابلس».
عبد الكافي الصمد - الأخبار - 6-2-2020
إرسال تعليق