أبرزت تقارير صحفية غربية تعاطي عدد من الحركات السياسية المختلفة ورؤيتها لما يجري في سوريا، وهو التعاطي الذي يكشف عن الرؤية الاستراتيجية للكثير من هذه الجماعات، والأهم أسلوبها الفكري والسياسي لما يجري.
دورية فورين افيرز طرحت ملف لما يحري في سوريا مشيرة إلى عدد من الحركات السياسية ومنها على سبيل المثال حركة حماس وتعاطي قياداتها سواء على الصعيد السياسي أو العسكري للعمليات العسكرية التركية في سوريا، وهي العمليات التي تعاظمت خلال الآونة الأخيرة على أكثر من صعيد خاصة في مدينة أدلب وبعض من المناطق الأخرى المتعددة في سوريا.
واعتبرت هذه القيادات ان لتركيا الحق في إرسال قوات عسكرية إلى سوريا، منبهة في الوقت عينه إلى أن رد سوريا وقوات الجيش على تركيا في هذه المناطق يمثل جريمة، الأمر الذي اثار جدالا واسعا على الصعيد السياسي للحركة.
وتوضح صحيفة إيفننج ستاندر الشعبية البريطانية إلى أهمية هذه النقطة، موضحة أن حركة حماس وبدعمها للعمليات العسكرية الاخيرة فإنها تعتبر بمثابة شريك رسمي ورئيسي لتركيا.
واضافت الصحيفة أن حماس تحافظ على هذه الشراكة بقوة حتى ولو انعكس هذا بصورة سلبية على مسار العلاقات بين حماس وسوريا.
بدورها ابرزت صحيفة مترو أيضا هذا الدعم الذي تقدمه حركة حماس لتركيا، مشيرة إلى اتفاق رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية على تقديم الدعم لتركيا خلال القمة التي جمعته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً، وهو ما كشفت عنه مصادر سياسية متابعة للحركة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الدعم الذي تقدمه بعض من أجنحة حركة حماس لتركيا لا يعتبر دعما مطلقا لأسباب عدة، ابرزها أن هناك أجنحة بالحركة ترفض هذا الدعم الان وترى إنه يؤثر بصورة سلبية على الحركة وسياساتها على الصعيدين الداخلي أو الخارجي، بالاضافة إلى أن هذا الدعم سيسيء لمنظومة العلاقات مع سوريا، وهو ما تحرص الكثير من الأجنحة وقيادات حماس على أن تعود العلاقات بين حماس وسوريا إلى سابق عهدها.
ويشير مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن هذا التوجس ربما دفع برئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل إلى الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي، وهو الاجتماع الذي تحفظت عليه مصادر إعلامية تركية، خاصة مع تصاعد المناوشات العسكرية الروسية التركية في سوريا.
عموما فإن الواضح أن هناك الكثير من التطورات السياسية والانعكاسات التي تؤثر استراتيجيا في مسار العلاقات التركية مع حماس، وهي التطورات التي تنعكس على منظومة العلاقات مع سوريا الان في ظل الظرف الدقيق الذي يعيشه الشرق الأوسط والمنطقة.
أحمد محمد - ليب تايم - 21-1-2020
إرسال تعليق