0
تلاث لوائح ولدت رسميا في مهرجانات منفصلة في محافظة بعلبك - الهرمل من اجل خوض المعركة الانتخابية اثنتان منها ولدتا مكتملتين، وهما الامل والوفاء، التي ابصرت النور من معبد باخوس في الثامن عشر من اذار الماضي من قلعة بعلبك الاثرية، مكتملة من عشرة مقاعد، ستة شيعة، سنيان، ماروني وكاثوليكي وهي مدعومة من الثنائي الشيعي ضمن تحالف امل حزب الله، القومي والمشاريع، ومستقلين والثانية معارضة للاولى وهي الاقرب الى الرابع من اذار وقد اعلن عنها في مهرجان شعبي بعد اسبوع من الاولى في الرابع والعشرين منه من مجمع ايعات كاونتري كلوب، باسم لائحة الكرامة والانماء، وقد جمعت استثناء تحالف حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل في الدائرة الثالثة من البقاع.

وقد جاءت مكتملة بمرشحيها العشرة من ستة شيعة هم الاقرب الى تيار المستقبل ومستقلين، سنيان ينتميان الى تيار المستقبل، الى جانب الماروني طوني حبشي عن القوات اللبنانية والكاثوليكي سليم كلاس المقرب من القوات اللبنانية.


اما الثالثة حسب الولادة الزمنية وقد اعلنت يوم الجمعة الفائت غير مكتملة من تسعة مرشحين باسم لائحة حركة الارز الوطني خلال مهرجان اعلان من صالة هياكل بعلبك في عدوس غرب المدينة وهي تضم ستة مرشحين شيعة، سنيين ومارونياً بعد انسحاب الكاثوليكي سعدالله عردو من اللائحة وهي برئاسة رئيس التواصل الوطني خلدون شريف وتضم من الشيعة كلاً من الدكتور محمد خليل رعد، محمد الشل، حمد ديب، الدكتور عباس عساف، العميد المتقاعد فؤاد المولى والسنيان عادل بيان ووعد سكرية والمارونية الدكتورة ليلى تنوري وتخوض اللوائح الثلاث الى جانب لائحتين احداها اعلن عن موعد اطلاقها في السادس من الجاري باسم اللائحة المستقلة برئاسة الوزير السابق الدكتور فايز شكر باحتفال للائحة يقام في صالة مطعم السفري في بعلبك.

وعلم عن تردد المرشح السني محمد الفليطي من بلدة عرسال في حضور الاحتفال بهدف الانسحاب من اللائحة بعد لقاء له في بيت الوسط قضى بذلك وجاء انسحاب الفليطي بعد انسحاب الدكتور مسعود الحجيري وهو المرشح من البلدة نفسها عن لائحة التغيير والانماء وجاء انسحابه مذيلا ببيان اعتراضي على انسحاب الرئيس حسين الحسيني، الذي كان ينوي تشكيل لائحة المقاومة المدنية ومع اعلان لائحة التغيير والانماء التي تتحضر قريبا من الاعلان الرسمي تكتمل فصول المشهد ومن المتوقع ولادتها بستة مرشحين بعد سلسلة انسحابات.

وعلم ان اللائحة ستتكلل ولادتها بدون رئيس وهي تتألف من ستة مرشحين، في حال عدم حصول انسحابات جديدة خلال الفترة المتبقية من موعد الاعلان الرسمي، لان التسجل الرسمي في وزارة الداخلية لم يعد ثابتا.


وبذلك تكون المعركة قد حسمت في صورة بانورامية لمعركة السادس من ايار بخمسة واربعين مرشحا وبثلاث لوائح مكتملة واثنتين غير مكتملتين، للسباق نحو المجلس النيابي بهدف شغل عشرة مقاعد ستة شيعة، سنيان، ماروني، وكاثوليكي، انما ماذا يجري على الارض قبل خمسة وثلاثين يوما من موعد فتح ابواب اقلام الاقتراع امام الناخبين؟
بعدما اصبح الناخب البعلبكي في الدائرة الثالثة موقع اهتمام ومحط انظار قوى اقليمية ومحلية تتنافس من اجل الحصول على مقاعد لتسجيل خرق في معقل حزب الله وخزان المقاومة واي خرق في هذه الدائرة يعني تسجيل بداية انتصار يؤدي الى اعادة خلط اوراق اللعبة مع القانون الجديد بعدما بلغ الشحن والتحشيد ذروتهما من خلال التصريحات والاطلالات والزيارات وبعد اطلالات امين عام حزب السيد حسن نصرالله الخاصة للكوادر والعامة كان محورها انتخابات الدائرة الثالثة، وتصريح الرئيس الحريري، وامين عام تيار المستقبل بأن خرق مقعد اللواء جميل السيد يساوي 127 نائباً وقد توالت ردود السيد على صفحته وكان اخرها كلما تيقنت انهم اما يجهلون تلك المنطقة واهلها او انهم يكتبون تمنياتهم، بين الجهل والتمني مسافة تقول ان نتائج الانتخابات والاصوات التفضيلية ستتكلم قريبا عن نفسها لذلك روقوا يا شيخ سعد وجعجع، حرام تحرقوا اعصابكم من اليوم، وليس بعيدا عن المعركة واهميتها.


فقد شهدت مدينة بعلبك يوم الجمعة الفائت اطلالة وزيارة لافتة وغير مسبوقة لم تحصل من قبل وهي على بعد اقل من خمسة اسابيع من الانتخابات للقائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، والسفير الاماراتي حمد الشامسي وقد جالا على جامع الملك سعود بن فيصل والمعروف بجامع المقاصد في حي آل الصلح في مدينة بعلبك ولفت في الجولة التي اعقبتها صلاة في المسجد الاموي الكبير المرشح السني من لائحة الكرامة والانماء حسين صلح وفي حضور مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح الذي ام الصلاة وكان للزيارة اكثر من وقع وصدى على جمهور المقاومة ولائحة الكرامة والانماء وقد ذهبت التفسيرات الى ابعد من الزيارة والتوقف عند دلالاتها وضمونها وموعدها وربطها بالانتخابات وخصوصا انها لم تحصل بمثل هذا الوفد الى المنطقة منذ زمن بعيد وقد ذهب البعض الى الحديث بأن اجتماعاً حصل بين مرشحي لائحة الكرامة والانماء وهذا ما نفته اللائحة ببيان لها صادر عن المكتب الاعلامي للنائب يحيى شمص.

لكن اوساطاً سياسية ترى ان للزيارة اكثر من دلالة وبعد سياسي وانتخابي فكيف اذا كانت غير مسبوقة بوفد رفيع الى منطقة كانت منسية على الدوام واصبحت محط انظار اكثر من جهة وسفارة ودولة وحتى بين القوى المتصارعة سياسيا وبهذا التوقيت.

ويصف مصدر سياسي فاعل من لائحة الامل والوفاء الزيارة بالطارئة ولم تكن بمحلها او في وقتها لكنها لن تغير شيئاً بالمعادلة على الارض.

فالمعركة بين مشروعين سباسيين طابعهما انمائي عشائري، ديني، مناطقي.

ويرى مصدر قريب من مرشح تم استبعاده من اللوائح انهم لا يريدون معركة حقيقية وقد حصلت اتفاقات من تحت الطاولة بين جهات سياسية منذ الان قضت بالاتفاق على معركة لا يحصل فيها منطقة بعلبك -الهرمل تمهيدا لاتفاقات ستظهر عند تشكيل الحكومة المقبلة برئاسة سعد الحريري.
فالدكتور سمير جعجع يعمل من اجل ان يكون الخرق بمقعد شيعي بوصول رئيس اللائحة الشيعي يحيى شمص واخر ماروني من خلال القواتي طوني حبشي.

بينما زيارة الوفد السعودي الاماراتي اظهرت دعمها لمنسق تيار المستقبل السابق المرشح على اللائحة نفسها حسين صلح فهل من تنسيق بين الزيارات والتطلعات ام ان كل يتطلع من موقعه، ويخشى مصدر معارض لكتلة الامل والوفاء من ان يتمكن جمهور اللائحة من رفع نسبة الحاصل فوق الستين بالمئة، ما ينعكس على النتائج بحصول خرق يتيم، ويرى في حال انخفاض الحاصل الى خمسين بالمئة وما دون فالخرق سيحصل بمرشحين مع احتمل خرق بمقعد بثالث.

امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي يستشعر ابعاد اللعبة وخطورة المرحلة يتطلع الى زيارة نحو منطقة عاش فيها لسنوات الى جانب اهلها من اجل ان يشد ازر الناخبين لرفع الحاصل الانتخابي وحصر الخرق وتفويت الفرصة قدر الامكان على المعارضة فيما تعمل القوات اللبنانية وتيار المستقبل اللذان يخوضان معركتهما في بعلبك - الهرمل معاً من اجل خرق اوسع واشمل فهل تتمكن هذه القوى المتضامنة مع شيعة مستقلين ومؤيدين من رفع نسبة الخرق الى اثنين او ثلاثة بان يصل الخرق الى شيعي وسني وماروني يبقى الجواب الشافي من خلال نسبة التصويت المرتفعة من عدمها في السادس من ايار المقبل. 

حسين درويش - "الديار" - 2 نيسان 2018

إرسال تعليق

 
Top