0
التناقضات التي أفضت إليها التطورات الدراماتيكية على الساحة السياسية منذ تشرين الثاني الماضي، دفعت الأقطاب إلى مقاربة الاستحقاق الانتخابي المقبل بطريقة غير مسبوقة وغير معتادة من قبل انصارهم، كما خصومهم، على مستوى القاعدة الشعبية لكل طرف سياسي بارز بدأ يحسب مسبقاً حجم كتلته النيابية بعد 6 أيار المقبل. ووفق مرجع نيابي سابق، فإن الواقع السياسي الناشئ منذ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، وأزمة رئيس الحكومة سعد الحريري مع الرياض، وقانون الانتخاب الجديد، قد شكّلت عناصر مؤثّرة بشكل كبير في الانتخابات النيابية المقبلة، وخصوصاً على مستوى الأقطاب الموارنة الذين دخلوا سباقاً نحو النفوذ والحجم السياسي انطلاقاً من عدد النواب الذين سيشكّلون كتلتهم المستقبلية.

وفي هذا السياق، تحدّث المرجع نفسه، عن المعارك الانتخابية المرتقبة في الدوائر الانتخابية ذات الطابع المسيحي، حيث تبرز خارطة التحالفات في لوائح دائرة الشمال الثالثة التي تتنافس فيها أربع لوائح على عشرة مقاعد مسيحية، 7 منها للموارنة، وثلاثة للروم الأرثوذكس. وأوضح أن الدائرة التي تضم بشرّي وزغرتا والكورة والبترون، والتي أطلق عليها البعض اسم "دائرة الرؤساء"، تبدو في دائرة الضوء، إذ ان الأنظار تتركّز على كيفية سير المعركة الانتخابية على الساحة الشمالية المسيحية، ذلك أن المواجهات تدور بين الأحزاب المسيحية على اختلاف انتماءاتها وتحالفاتها السابقة والمستجدّة واتجاهاتها وطموحاتها الحزبية والسياسية والنيابية، وحتى الرئاسية.

وعلى الرغم من وصف طريقة تشكيل اللوائح الأربع في دائرة الشمال الثالثة بأنها اقتربت من "الفوضى الخلاّقة"، كما يكشف المرجع النيابي السابق نفسه، فإن النواب العشرة الذين ستنتخبهم هذه الدائرة يتمتعون بخصوصية سياسية انطلاقاً من كون الموارنة منهم ينتمون إلى نادي رؤساء الجمهورية المستقبليين، كما أن الأغلبية الساحقة من الناخبين هم موارنة.

أما اللوائح الأربع التي تتنافس في هذه الد ائرة التي يبلغ عدد ناخبيها 249454 ألفاً، فهي على الشكل الآتي: لائحة "معاً للشمال ولبنان" المدعومة من تيار "المردة" والحزب السوري القومي الإجتماعي، والنائب والوزير السابق بطرس حرب، ولائحة "الشمال القوي" المدعومة من تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وحركة "الإستقلال"، ولائحة نبض الجمهورية القوية" والمدعومة من "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" و"اليسار الديمقراطي"، ولائحة "كلنا وطني" والمدعومة من هيئات المجتمع المدني وحزب "سبعة". ووفق المرجع نفسه، فإن التناقضات التي اجتمعت في لائحة واحدة في دائرة الشمال الثالثة، على غرار بعض اللوائح في دوائر انتخابية أخرى، وأعاد السبب إلى الخلافات القديمة بين رؤساء هذه اللوائح، علماً أن ما يدفعهما إلى التعاون اليوم، هو الوصول إلى المجلس النيابي، وجمع أكبر كتلة مسيحية، وليس أي اعتبارات أو اهداف أخرى.

ولذلك، لاحظ المرجع المذكور، أن التعاون ما بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" في هذه الدائرة سيحقّق أهدافاً إيجابياً لـ "التيار الوطني"، إذ أن لدى "المستقبل" حاصلين انتخابيين، ومن الممكن أن يوزعهما بين مرشحه في الكورة النائب نقولا غصن، والوزير جبران باسيل في البترون، ومرشحي تيار "المردة" في زغرتا. وأضاف أن لائحة تحالف "القومي" و"المردة" والنائب حرب، هي أيضاً قادرة على تأمين ثلاثة حواصل انتخابية، وبالتالي، فهي ستفوز بمقعدين في زغرتا، ومقعد نيابي في الكورة، فيما تبقى حظوظ الفوز في البترون ضعيفة، وذلك في موازاة ارتفاع حظوظ لائحة تحالف "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"اليسار الديموقراطي"، والتي ستؤمن 4 حواصل انتخابية ستذهب لمصلحة مقعدين في بشرّي، ومقعد نيابي في زغرتا، ومقعد نيابي في البترون ومقعد آخر في الكورة. وبالتالي، فإن المعركة على المقعد الأرثوذكسي الثالث، ستكون ربما المعركة الوحيدة في الكورة، في ضوء المنافسة الشديدة بين اللوائح في دائرة الشمال الثالثة.

ووفق الأرقام، فإن الحاصل المطلوب هو 12 ألف صوت في هذه الدائرة، حيث يشكّل المسيحيون 90% من الناخبين، إلى جانب 12 الف سنّي و2335 شيعياً، مما يجعل من الصوت السنّي لاعباً أساسياً في السباق الانتخابي في السادس من أيار المقبل، إذ انه يؤمن الصوت التفضيلي لمرشحيه، أو الذين يدعمهم في زغرتا والكورة والبترون. 

هيام عيد - "الديار" - 2 نيسان 2018

إرسال تعليق

 
Top