0
يراقب "حزب الله" الحدود الشمالية بدقة متناهية، هو على اطلاع على تقارير ديبلوماسية غربية وردت الى بيروت قبل أفول السنة الفائتة، وبعيد انطلاق الشغب في المدن الايرانية، تحذر بشكل واضح من ان الفشل هذه المرة في تخريب الداخل الايراني لن يبقي حلاً أمام الإسرائيليين الا التحرك على الحدود الشمالية، ليس مؤكداً إن الجبهة اللبنانية ستكون المستهدفة، ولكنها ستكون جزءاً من عملية استهداف للجبهة السورية، لأن الموقف هناك بالنسبة للتقويم الاسرائيلي بات خطراً استراتيجياً لا يمكن السكوت عنه.

وبحسب أوساط مطلعة، لـ"الديار"، فقد اطلعت بعض السفارات الغربية في اسرائيل على تقويم شديد الخطورة أعده معهد بحوث الأمن القومي، لعام 2018، وفيما كان هذا المعهد يقدر أن تكون احتمالات الحرب "صفرا"، يشير الى أن "الوضع مع نهاية العام 2017 تغيّر، إيران باتت ترابط بقواتها مع "حزب الله" في الجولان، وحين تعلن إسرائيل أنها لن تسمح لهذه العملية بأن تحصل، يتعاظم احتمال الحرب. فبخلاف المعلن يدرك الاسرائيليون إن من ربح الحرب في سوريا ليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانما طهران ويقول معهد بحوث الامن القومي حرفياً مع بوتين نتدبر أمرنا، وكذلك مع الأسد، ولكن خامنئي هو "جوزة قاسية" وان تنتهي سنة بتثبيت وجود عسكري إيراني على الحدود الشمالية لا يمكن أن تعتبر سنة طيبة".

وأكد التقرير الغربي إن "خطوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخيرة إزاء القدس، لم تضع اسرائيل في موقف افضل، "فصفقة القرن" ماتت قبل ولادتها وانتقلت المسيرة السلمية من "البراد الى الثلاجة"، رهان اسرائيل على تحولات سعودية سريعة في الموقف العلني "تبخر" مبدئياً، وقد سمع مسؤول أميركي التقى الامير السعودي مؤخراً كلاماً واضحاً أنه بات محرجاً الآن بعد خطوة ترامب الأخيرة وشطب الموضوع عن جدول اعماله في المدى المنظور، وأي تطور في العلاقة الان مع إسرائيل سيمس بالحرب مع إيران... اما سياسة ترامب الخارجية فقد تلخصت في شعار "أميركا أولاً"، وهذا ادى الى تسليم الشرق الأوسط الى بوتين ومن خلفه الايرانيين. ترامب غاب عن سوريا وترك الساحة للاخرين، وفي اسرائيل يقولون إنه "في المكان الذي احتجنا فيه إلى أميركا في 2017 اختارت الغياب".

وإزاء هذا التقويم الاسرائيلي السلبي لتطورات الاحداث، تحذر الأوساط الديبلوماسية من خطوات اسرائيلية "متهورة" على "الجبهة الشمالية"، نتانياهو يمر بصعوبات داخلية كبيرة تشعره "بالضيق" ويحتاج الى مكان ينفس فيه الغضب الشعبي المتعاظم على الفساد، اسرائيل ترى كل دفاعاتها الاساسية ديبلوماسياً وميدانياً تنهار أمام "المد" الايراني، "حزب الله" يستعيد انفاسه بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في سوريا والعراق، ولذلك إذا نجت "ايران" من "المصيدة" الجديدة التي بدأت قبل نحو أسبوع، فإن الكثير من الخيارات ستكون موضوعة على "الطاولة" في اسرائيل لان ثمة من يعتقد هناك بأن "الخناق" قد بدأ يضيق، واذا كانت اثمان "الجبهة المفتوحة" كبيرة، قد يكون الخيار تكثيف العمليات العسكرية في الداخل السوري على نحو غير مسبوق، وقد تدفع حركة حماس "الثمن" مرة جديدة.

"الديار" - 2 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top