0
تتواصل ردود الفعل السياسية في الشرق الأوسط على اثر العرض الذي تقدم به عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين في السادس والعشرين من شهر مارس الماضي، والخاص بمبادلة 5 من العسكريين السعوديين المتواجدين في قبضة الحوثيين (ضابط طيار وأربعة من العسكريين) بالمعتقلين التابعين لحركة حماس في السعودية جدالا واسعا.
وأثار الحوثي جدالا واسعا خاصة مع إعلانه عن دعم القضية الفلسطينية، وتأكيده في الوقت عينه على إدانته لاعتقال اي ناشط فلسطيني بصورة عامة أو من حركة حماس بصورة خاصة في اي معتقل عربي، معربا عن دعمه للقضية الفلسطينية.
وتشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن هذه الخطوة من الحوثيين تؤكد على قوة التعاون الأمني بين عناصر حماس من المعتقلين في السعودية وبين المخابرات الإيرانية، وتستدل هذه الاوساط على ذلك بهذا العرض من الحوثيين.
وبات هذا العرض دليلا على العلاقات الوثيقة التي ترتبط بها حركة الحوثيين وحركة حماس، وهي العلاقات التي ترعاها وتدعمها المخابرات الإيرانية وتحديدا الحرس الثوري الإيراني.
وعن هذه النقطة يشير التلفزيون البريطاني إلى سطوة وقوة الحرس الثوري الإيراني على القرار الصادر من الحوثيين، وبالتالي فإن هذا العرض الذي تقدم به عيد الملك الحوثي فإنه يؤكد بلا شك عدد من النقاط، ابرزها العلاقات الوثيقة التي تجمع الحوثيين بالحرس الثوري الإيراني وعناصر من حركة حماس، وهي العلاقات التي باتت وثيقة مع التصعيد الأخير وبروز هذا التحالف في أكثر من مناسبة.
بالاضافة إلى ارتباط بعض من العناصر الفلسطينية التي تتهمها السعودية بالتعاون مع حركة حماس، بعلاقات مريبة وسرية مع المخابرات الإيرانية، وهي العلاقات التي تصاعدات خلال الفترة الأخيرة في ظل المعلومات التي تطلبها المخابرات الإيرانية من هؤلاء النشطاء، بحسب ما يتردد من مزاعم.
بالاضافة إلى تأكيد مصدر أمني تحدث للتلفزيون على أن هذه المبادرة الحوثية التي تأتي وتحت إشراف الحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية الحساسة في إيران تؤكد تورط العناصر الفلسطينية المعتقلة في السعودية والتابعة لحركة حماس في أعمال تجسس ضد السعودية، وهي الأعمال التي جاءت بتكليف من الأجهزة الإيرانية التي تعمل الان وبجد على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين بشتى السبل.
وأشارت صحيفة الغارديان في تقرير لها إلى أن صبحي علولو وصلاح كاف (من الفلسطينيين المقيمين في السعودية) متورطان في هذه القضية، وهو ما اشارت إليه بعض المصادر الصحفية.
وكانت تقارير فلسطينية قد كشفت اخيرا عن قيام حركة حماس بتكثيف الاتصالات التي تجريها مع السلطات السعودية بشكل مباشر، وأيضا عبر وسطاء، بهدف الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.
وفي هذا السياق توقع القيادي في حركة حماس باسم نعيم في مقابلة مع وكالة الأناضول، نقلتها الصحيفة أن "يتم إغلاق ملف هؤلاء المعتقلين بالسعودية قبل حلول شهر رمضان المقبل"، مشيرا إلى أن السلطات السعودية بدأت في 8 آذار/ مارس الجاري، بمحاكمة نحو 62 فلسطينيا (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية)، يقيمون داخل أراضيها.
بدورها انتقدت بعض من الأقلام السعودية هذا العرض، وقال الإعلامي مشاري الزايدي في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط أن عرض الحوثي يثير الاستغراب.
وقال الزايدي أن الحوثيين تقدموا بعرض خبيث بإطلاق سراح بعض العسكريين السعوديين لديهم، مقابل إطلاق سراح بعض الموقوفين بتهم أمنية من أنصار حركة حماس الفلسطينية الإخوانية في السعودية.
وقال الكاتب أن الغريب هو ترحيب حركة حماس بهذا العرض الحوثي اللئيم، على حد وصفه، موضحا أن هذا العرض يؤكد مثلث الشر المتواجد في الشرق الأوسط ، قائلا "هذه القطع المتناثرة من الصورة إذا تمّ جمع بعضها لبعض، بانت الصورة الكبيرة واضحة المعالم، وهي أنَّ العصابة الحوثية، ومن يديرها أو ينسّق معها من إيران وضاحية حسن نصرالله في بيروت، وقتلة «الحشد الشعبي» في العراق، لا همَّ لها بصحة اليمنيين وحياتهم وأمنهم، حتى في ذروة الاستنفار العالمي لمجابهة جائحة كورونا".
من جانبه قال الإعلامي السعودي بندر عطيف، إن حركة حماس هي شريكة لمليشيات الحوثي. وقال عطيف في تغريدة عبر "تويتر" ان "حماس شريكة الحوثي بلا شك كبقية الجماعات المتطرفة.. ومن أذرع طهران الإرهابية: ميليشيات حماس فلسطين، الحوثي اليمن، مليشيات إيران بسوريا، حزب‌ الله لبنان، عصائب أهل الحق العراق، الحشد الشعبي العراق، سرايا المختار وسرايا الأشتر البحرين".

أحمد عزت - ليب تايم - 2-4-2020

إرسال تعليق

 
Top