0
وصفت مجموعة من الصحف والتقارير الغربية سياسات حماس بالنفاق إزاء تركيا، مستدلة على ذلك بالكثير من السياسات التي تنتهجها الحركة وتثبت انها سياسات للنفاق، والأهم محاولات التلون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
وتشير صحيفة إنديبندنت في تقرير لها إلى أن حركة حماس، رغم العلاقات المضطربة بين القيادي الفلسطيني محمد دحلان وتركيا، فإنها تتعاون معه، والأهم فإنها تفتح الباب لمزيد من الدعم المشترك معه.
وتضيف الصحيفة أن دحلان يدعم الحركة على الكثير من الأنشطة والمستويات بالقطاع، وهو ما تعترف به منصات الحركة ووسائلها الإعلامية، إلا أن هذا السلوك أثار اندهاش واستغراب الكثير من القطاعات والدوائر السياسية لأسباب عدة.
وتشرح الصحيفة أبرز هذه الأسباب التي يمكن تلخيصها في أن دحلان وبالأساس معاقب من تركيا، وبالتالي من غير المقبول أن تتعاون الحركة معه في الوقت الذي تحتضن فيه تركيا الكثير من قيادات الحركة، فضلا عن الكثير من السياسات الأخرى لحركة حماس والتي تجمع بين الكثير من التلاعب من أجل تحقيق هدف رئيسي ووحيد وهو كسب المال وتحقيق المكاسب المتعددة والمختلفة فقط.
اللافت أن بعض التقارير التركية أشارت إلى دقة هذه القضية، متفقة مع ما ذهبت إليه صحيفة انديبندنت في تحليلها، وعلى سبيل المثال أشارت وكالة الأناضول إلى أن القرار بوضع محمد دحلان في القائمة الحمراء، التي تصدرها تركيا سنويا وتضم أبرز المطلوبين الخطيرين لديها، تتفق مع السياسات التي ترعاها السلطة الفلسطينية، والتي تصف بدورها محمد دحلان كقيادي مفصول ومطلوب من العدالة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية خاصة وأن هذه الخطوةة تعني أن حماس أيضا متهمة بالنفاق حيال تعاطيها مع السلطة الفلسطينية وليس فقط مع دحلان.
وفي الوقت الذي تعلن فيه الحركة عن رفضها لسياسات السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبو مازن)، فإن هناك اجنحة بالحركة تعلن عن دعمها للتسوية للوصول لمصالحة فلسطينية شاملة، وتهدم هذه الأجنحة تلك الدعوات بالتقارب مع القيادي الفلسطيني محمد دحلان الذي تتهمه السلطة وبناء على حكم قضائي بأنه قيادي انقلابي وينتهج سياسات تضر بمكانة فلسطين ومنظمة التحرير، وصورة الرئيس محمود عباس أبو مازن.
حديث دحلان
اللافت أن القيادي الفلسطيني محمد دحلان حاول إلقاء الضوء على هذه القضية، موضحا إن قرار تركيا بمعاقبته هو ذاته يمثل حالة من الازدواجية السياسية المثيرة للاندهاش، واشار دحلان في حوار له مع عمرو أديب عبر قناة MBC أخيرا إلى أن تاريخه السياسي والعسكري مليء بالنضال، وفي الوقت الذي كان يشارك فيه الرئيس عرفات في النضال الوطني الفلسطيني كان اردوغان يجتمع مع شارون ويزور القدس ومتحف الهولوكوست وما يعرف بمتحف جرائم النازية.
وترى الكثير من القيادات الفلسطينية ايضا أن تواصل دحلان مع حركة حماس تحديدا له أسباب عدة، اولها إن الحركة الان تتمركز في قطاع غزة الذي يمثل واحدا من أهم روافد الحركة السياسية، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن دحلان وبالأساس هو إبن قطاع غزة، الأمر الذي يجعل تواصل الحركة معه أمرا طبيعيا، في ظل حالة التزاوج والعلاقات الوثيقة بين ابناء القطاع وبعضهم البعض.
بالإضافة إلى أن حركة حماس تمثل واحدة من أهم الحركات الوطنية الفلسطينية، وهو أمر يدفع دحلان أو غيره من كبار القيادات الفلسطينية للتواصل مع الحركة. 
وعليه، فإن هذه القضية المعقدة باتت تمثل حديث الكثير من وسائل الإعلام العالمية، وهو ما بات واضحا الان في ظل تعاطي هذه القضية وتناول وسائل الاعلام الغربية لها الان.

أحمد محمد- ليب تايم - 23-1-2020

إرسال تعليق

 
Top