إنّ المتتبّع للحال والتحركات في الساحة العكارية خصوصاً، وطرابلس والشمال عموماً، يشعر ويتلمّس تحركات وزيارات سريّة لبعض كوادر «حزب الله» لمنطقة عكار والشمال، حيث ما زال الحزب مستمراً في تشكيل خلايا دينية وبلدية، وحتى أنّ بعض الطامعين والطامحين الى موقع سياسي واجتماعي ما، يحرّكهم «حزب الله» في الوقت المناسب لحصار المرجعية السياسية للمسلمين في لبنان، وتفريغ جمهور تيار«المستقبل» وحلفائه من الداخل في عدد من المناطق الشمالية، مستفيداً من الحالة الاقتصادية والاجتماعية والإهمال المزمن الذي تعانيه عكار منذ عشرات السنين. ويحرص مسؤولو «حزب الله» بالتعاون الضمني مع بعض المنتمين مصلحياً للتيار الوطني الحر، والمستفيدين من جنوح وجموح الوزير جبران باسيل الذي يوحي بزياراته وتنقلاته ومواقفه وتصريحاته بأنه هو الدولة، وأنّ الدولة هي مرمى تطلعاته وأحلامه، في ظل صمت يتحسّس خطورة المرحلة، ولا زال يقارن ويتخيّر بين السيئ والأسوأ.
والسؤال الذي يطرحه أهل الحل والعقد، هل يريد «حزب الله» ومعه النفوذ الإيراني أن يشكّل العديد من البؤر السياسية والدينية ضد الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي في الانتخابات القادمة، كما شكّل اللقاء التشاوري السنّي وفرضَ وزيراً سنّياً ينتمي لـ«حزب الله»، أو كما استطاع من خلال الترغيب والترهيب أن يختطف ما لا يقل عن 10 مقاعد نيابية لأهل السنة والجماعة ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من مشروعه السياسي، الذي هو حلقة من حلقات المشروع الصفوي الفارسي الذي يحلم لرفع أعلامه في القاهرة والرياض وأبو ظبي كما يرفعها الآن في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء؟
صحيح أنّ عكار تحتاج الى كل شيء من ماء وكهرباء ومدراس وجامعة وطنية ومستشفيات حكومية والى مرفأ ومطار، والى وضع حد للبطالة والمشاكل الاجتماعية المتراكمة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ عكار كانت ولا زالت وستبقى الصفحة المشرقة في عيشها الوطني الواحد، والركن الأساسي لبناء المؤسسة العسكرية ضباطاً وأفراد، وهي على مدى تاريخها الطويل أرض الإيمان والوطنية والعروبة، ومن حقنا أن نسأل كغيرنا من المتابعين ماذا يريد «حزب الله» من عكار؟ وماذا يريد من مناطق الشمال؟ هل يريد أن يجنّد المنطقة لخدمة النفوذ الإيراني؟ أم يريد أن يستغل بعض أبنائها بحجّة المقاومة ليكونوا حقول ألغام مساعدة له لتمزيق الساحة الإسلامية السنية؟ بعدما اخترق الطوائف المسيحية والدرزية، ليقول للقوى الإقليمية والدولية: «الإمرة لي في لبنان»، وأنا القيادة السياسية للمسلمين، وأنا وحدي مَن يقرّر مَن سيكون رئيساً لمجلس الوزراء أو نائباً أو وزيراً.
من المؤكد أنّ إيران بدأت تعاني حصاراً لمشروعها، لكنّ مشروعَها الفارسي الممتد من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت ما زال قوياً، وما زالت تخدع الرأي العام العربي والإسلامي بشعار مقاومة العدو الصهيوني وتحرير القدس وكل فلسطين، لكننا من حقّنا أن نسأل منذ انطلاق ثورتها المذهبية المشؤومة عام 1971، ما هي الأراضي التي حرّرتها من أرض فلسطين؟ وكم شهيداً إيرانياً سقط لها على أرض فلسطين المباركة؟ ولِم قاتل ويقاتل حرسها الثوري وفيلق القدس فيه في بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ولَم يقاتل مرّة واحدة في القدس أو غزة أو في أي بقعة من أرض فلسطين؟.
منذ عام 1979، عام ثورة الخميني، ما زال حرسها الثوري يزرع الفساد والشقاق في العديد من الأقطار العربية، تارةً يرى طريق القدس من بغداد، وأخرى يراها من صنعاء، فمتى يرى القدس مباشرة؟
وهل يريد «حزب الله» مجدداً أن تكون عكار طريقه نحو القدس؟
من أجل ذلك نقول لـ«حزب الله»: إرفع يدك عن عكار والشمال، وخُذ كل خلاياك المعمّمة وغير المعمّمة، فإنّ عكار مشروعها الدولة ومؤسساتها، والدولة هي وحدها الكفيلة لإنصافها، وقياداتها الوطنية إسلامية ومسيحية هي المؤتمنة على عكار وأبنائها ومستقبلها. ولعكار ربّ يحميها، وللبنان أشقاء عرب وأصدقاء لن يسمحوا بسقوطه أو إسقاطه في المشروع الإيراني الذي يرفع شعار تحرير فلسطين، ويدمّر الوحدة الوطنية الفلسطينية على مرأى ومسمع كل المهتّمين بقضايا الحرية والعدالة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
والسؤال الذي يطرحه أهل الحل والعقد، هل يريد «حزب الله» ومعه النفوذ الإيراني أن يشكّل العديد من البؤر السياسية والدينية ضد الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي في الانتخابات القادمة، كما شكّل اللقاء التشاوري السنّي وفرضَ وزيراً سنّياً ينتمي لـ«حزب الله»، أو كما استطاع من خلال الترغيب والترهيب أن يختطف ما لا يقل عن 10 مقاعد نيابية لأهل السنة والجماعة ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من مشروعه السياسي، الذي هو حلقة من حلقات المشروع الصفوي الفارسي الذي يحلم لرفع أعلامه في القاهرة والرياض وأبو ظبي كما يرفعها الآن في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء؟
صحيح أنّ عكار تحتاج الى كل شيء من ماء وكهرباء ومدراس وجامعة وطنية ومستشفيات حكومية والى مرفأ ومطار، والى وضع حد للبطالة والمشاكل الاجتماعية المتراكمة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ عكار كانت ولا زالت وستبقى الصفحة المشرقة في عيشها الوطني الواحد، والركن الأساسي لبناء المؤسسة العسكرية ضباطاً وأفراد، وهي على مدى تاريخها الطويل أرض الإيمان والوطنية والعروبة، ومن حقنا أن نسأل كغيرنا من المتابعين ماذا يريد «حزب الله» من عكار؟ وماذا يريد من مناطق الشمال؟ هل يريد أن يجنّد المنطقة لخدمة النفوذ الإيراني؟ أم يريد أن يستغل بعض أبنائها بحجّة المقاومة ليكونوا حقول ألغام مساعدة له لتمزيق الساحة الإسلامية السنية؟ بعدما اخترق الطوائف المسيحية والدرزية، ليقول للقوى الإقليمية والدولية: «الإمرة لي في لبنان»، وأنا القيادة السياسية للمسلمين، وأنا وحدي مَن يقرّر مَن سيكون رئيساً لمجلس الوزراء أو نائباً أو وزيراً.
من المؤكد أنّ إيران بدأت تعاني حصاراً لمشروعها، لكنّ مشروعَها الفارسي الممتد من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت ما زال قوياً، وما زالت تخدع الرأي العام العربي والإسلامي بشعار مقاومة العدو الصهيوني وتحرير القدس وكل فلسطين، لكننا من حقّنا أن نسأل منذ انطلاق ثورتها المذهبية المشؤومة عام 1971، ما هي الأراضي التي حرّرتها من أرض فلسطين؟ وكم شهيداً إيرانياً سقط لها على أرض فلسطين المباركة؟ ولِم قاتل ويقاتل حرسها الثوري وفيلق القدس فيه في بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ولَم يقاتل مرّة واحدة في القدس أو غزة أو في أي بقعة من أرض فلسطين؟.
منذ عام 1979، عام ثورة الخميني، ما زال حرسها الثوري يزرع الفساد والشقاق في العديد من الأقطار العربية، تارةً يرى طريق القدس من بغداد، وأخرى يراها من صنعاء، فمتى يرى القدس مباشرة؟
وهل يريد «حزب الله» مجدداً أن تكون عكار طريقه نحو القدس؟
من أجل ذلك نقول لـ«حزب الله»: إرفع يدك عن عكار والشمال، وخُذ كل خلاياك المعمّمة وغير المعمّمة، فإنّ عكار مشروعها الدولة ومؤسساتها، والدولة هي وحدها الكفيلة لإنصافها، وقياداتها الوطنية إسلامية ومسيحية هي المؤتمنة على عكار وأبنائها ومستقبلها. ولعكار ربّ يحميها، وللبنان أشقاء عرب وأصدقاء لن يسمحوا بسقوطه أو إسقاطه في المشروع الإيراني الذي يرفع شعار تحرير فلسطين، ويدمّر الوحدة الوطنية الفلسطينية على مرأى ومسمع كل المهتّمين بقضايا الحرية والعدالة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
القاضي الشيخ خلدون عريمط - الجمهورية - 1 اب 2019
إرسال تعليق