لم تظهر أي ملامح مطمئنة مطلع الاسبوع الذي كان يفترض ان تتبدل فيه الاولويات ويعود الاستحقاق الرئيسي الى الملف المالي والاقتصادي المتمثل في مشروع الموازنة مع شروع لجنة المال والموازنة النيابية أمس في عقد جلسات متواصلة لدرسه، اذ استعر السباق بين محاولات احتواء التوترات والزوابع السياسية التي تسببت بها تباينات وسجالات ومواقف نافرة طبعت الفترة الاخيرة، والتداعيات المتصاعدة لـ"دينامية الاضطراب" التي يمارسها البعض.
ولعل الانعكاس الاكثر تعبيراً للمناخ الآخذ في التراجع السياسي تمثل في ارتفاع صوتين اعتراضيين بارزين لكل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولو في ملفين منفصلين ومختلفين، ولكن المفارقة اللافتة تمثلت في ان جعجع وجّه انتقادات نارية الى وزير الخارجية جبران باسيل، في حين ان جنبلاط سدد سهامه الى العهد مباشرة. وهو أمر يتخذ دلالات معبرة للغاية لتزامنه أيضاً مع توجه العهد بمبادرة تبريدية نحو دار الفتوى بايفاده وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لترميم ما اهتز سابقا بفعل تصريحات ومواقف نافرة للوزير باسيل أيضاً اثارت ردود فعل سلبية في الشارع السني تحديداً وانعكست على رئيس الوزراء سعد الحريري.
وما زاد المشهد الداخلي ارتباكاً وأضفى عليه مزيدا من الاضطراب، تصاعد التداعيات لتصريحات أدلى بها الوزير باسيل عن العمالة العربية والاجنبية كانت لها أصداء سعودية سلبية تحديداً أثارت محاذير متكررة حيال العلاقات الرسمية اللبنانية - السعودية. وحاول الوزير باسيل تخفيف الانعكاسات السلبية بقوله انه جرى "تحريف" كلامه عن العمالة، لكن ذلك لم يوقف موجات ردود الفعل عليه لجهة حديثه عن عمالة سعودية أيضاً تنافس اللبنانيين فكان ان صدرت ردود غير رسمية تهدد بابعاد لبنانيين عاملين في المملكة العربية السعودية.
وفيما انتظرت الاوساط السياسية والرسمية عودة الرئيس الحريري الى بيروت ولقاءه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سعى العهد الى احتواء التشنجات التي تصاعدت أخيراً على المستوى السني وقام وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بزيارة لدار الفتوى وصرح بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بان "رئيس الجمهورية حريص على الصلاحيات ولا سيما رئاسة الحكومة"، ملاحظاً أن "الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا". وأضاف "اننا توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير حكم الأقوياء الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته". وأوضح انه نقل الى المفتي دريان تحيات الرئيس عون، "وقد بادلني سماحته بالإحترام للرئيس عون". وقال: "أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه". وختم "تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية".
وفي سياق مساعي تنفيس الاحتقان نفسها، من المتوقع ان يزور وفد من "التيار الوطني الحر" دار الفتوى اليوم، علماً ان رئيسه الوزير باسيل يسافر الى لندن في الساعات المقبلة.
ويذكر ان تحرك الوساطة الاميركية في شأن ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية مع اسرائيل سيشهد متابعة، اذ يصل اليوم الى بيروت مجدداً مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد للقاء المسؤولين. وعلم انه سيلتقي غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعود في الساعات المقبلة من اجازة امضاها في الخارج.
وسط هذه الاجواء انتهت جلسة المال والموازنة المسائية باقرار 13 بندا من الفصل الاول وتعليق بندين يتعلقان بالهبات والقروض ونقل اعتمادات للتصويت عليهما غداً.
جعجع
في غضون ذلك، برز المحور الساخن الاخر بكلام لرئيس حزب "القوات اللبنانية" انتقد فيه وزير الخارجية في ملفي العمالة والتعيينات. وفيما اشاد بوزير العمل كميل أبو سليمان "على الخطة التي وضعها من أجل تقويم الإعوجاج في ما خص العمالة الأجنبيّة في لبنان"، "أننا نرى بعض المسؤولين الآخرين الذين إلى جانب كل ما يقوم به وزير العمل "تنطحوا"، في حين أن الجميع يعلم أن المسؤول لا يمكنه اطلاق التصاريح العشوائيّة من دون أن "يزين" كلماته معتقدين أن الأمور تسير بالمزايدات وفي سياق مزايدتهم تسببوا لنا بأزمة مع بعض الدول الصديقة التي تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون منذ عشرات السنوات في كل دول الخليج إن في المملكة العربيّة السعوديّة أو في دولة الإمارات العربيّة المتحدة أو في دولة الكويت أو في عمان أو قطر أو غيرها من الدول. لذا المطلوب من المسؤولين كافة ان يزينوا" كلماتهم قبل إطلاقها باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية هؤلاء اللبنانيين جراء تصريحاتنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي". اما في موضوع التعيينات فقال جعجع إن "وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل يعتبر أنه إما أن يعيّن هو جميع المواقع التابعة للمسيحيين أو أن حقوق المسيحيين مغبونة ونحن لا نقبل أبداً بهذه المعادلة، لذا فالحل الأفضل للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للتعيينات".
جنبلاط
في المقابل، وجه جنبلاط انتقاداً حاداً الى العهد على خلفية توتر واسع حصل أمس في بلدة عين دارة حيث سقط خمسة جرحى إثر إشكال حصل مع جماعة من آل فتوش ترافق مع رشق المعتصمين بالحجارة وإطلاق نار في الهواء للترهيب، خلال الاعتصام السلمي الذي نظمه أهالي بلدة عين دارة رفضاً لمعمل الترابة التابع لآل فتوش والمزمع إنشاؤه في مرتفعات البلدة.وعملت قوة من الجيش وقوى الأمن على تطويق الإشكال، منعاً لتفاقمه. كما أوقف الجيش ثلاثة مسلحين تابعين لآل فتوش.
وغرد جنبلاط عبر تويتر: "أين هي الدولة في عين دارة؟ هل هي دولة الجنجاويد لعصابة فتوش وشركائه التي تعتدي على الاهالي بالحجارة وبالسلاح. أين هي الدولة ومشاعات عين دارة مستباحة مع الاملاك الخاصة مع وجود عصابات من المسلحين. الى متى يا فخامة الرئيس ستبقى الامور سائبة في عهدك؟".
اشتباكات في بعلبك
وعلى الصعيد الامني أيضاً، سجلت اشتباكات عنيفة امس في البقاع الشمالي بسبب عمليات دهم نفذها الجيش بحثاً عن مطلوبين وبدأت في بلدة الكنيسة حيث تعرضت قوة عسكرية لاطلاق نار كثيف وردت بالمثل مما أدى الى سقوط قتيلين وجريح وتوقيف عدد من المسلحين وضبط كميات من الاسلحة والذخائر والسيارات المسروقة والمخدرات.
ومساء حصلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين الجيش ومطلوبين في محلة الشراونة ببعلبك.
ولعل الانعكاس الاكثر تعبيراً للمناخ الآخذ في التراجع السياسي تمثل في ارتفاع صوتين اعتراضيين بارزين لكل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولو في ملفين منفصلين ومختلفين، ولكن المفارقة اللافتة تمثلت في ان جعجع وجّه انتقادات نارية الى وزير الخارجية جبران باسيل، في حين ان جنبلاط سدد سهامه الى العهد مباشرة. وهو أمر يتخذ دلالات معبرة للغاية لتزامنه أيضاً مع توجه العهد بمبادرة تبريدية نحو دار الفتوى بايفاده وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لترميم ما اهتز سابقا بفعل تصريحات ومواقف نافرة للوزير باسيل أيضاً اثارت ردود فعل سلبية في الشارع السني تحديداً وانعكست على رئيس الوزراء سعد الحريري.
وما زاد المشهد الداخلي ارتباكاً وأضفى عليه مزيدا من الاضطراب، تصاعد التداعيات لتصريحات أدلى بها الوزير باسيل عن العمالة العربية والاجنبية كانت لها أصداء سعودية سلبية تحديداً أثارت محاذير متكررة حيال العلاقات الرسمية اللبنانية - السعودية. وحاول الوزير باسيل تخفيف الانعكاسات السلبية بقوله انه جرى "تحريف" كلامه عن العمالة، لكن ذلك لم يوقف موجات ردود الفعل عليه لجهة حديثه عن عمالة سعودية أيضاً تنافس اللبنانيين فكان ان صدرت ردود غير رسمية تهدد بابعاد لبنانيين عاملين في المملكة العربية السعودية.
وفيما انتظرت الاوساط السياسية والرسمية عودة الرئيس الحريري الى بيروت ولقاءه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سعى العهد الى احتواء التشنجات التي تصاعدت أخيراً على المستوى السني وقام وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بزيارة لدار الفتوى وصرح بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بان "رئيس الجمهورية حريص على الصلاحيات ولا سيما رئاسة الحكومة"، ملاحظاً أن "الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا". وأضاف "اننا توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير حكم الأقوياء الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته". وأوضح انه نقل الى المفتي دريان تحيات الرئيس عون، "وقد بادلني سماحته بالإحترام للرئيس عون". وقال: "أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه". وختم "تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية".
وفي سياق مساعي تنفيس الاحتقان نفسها، من المتوقع ان يزور وفد من "التيار الوطني الحر" دار الفتوى اليوم، علماً ان رئيسه الوزير باسيل يسافر الى لندن في الساعات المقبلة.
ويذكر ان تحرك الوساطة الاميركية في شأن ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية مع اسرائيل سيشهد متابعة، اذ يصل اليوم الى بيروت مجدداً مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد للقاء المسؤولين. وعلم انه سيلتقي غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعود في الساعات المقبلة من اجازة امضاها في الخارج.
وسط هذه الاجواء انتهت جلسة المال والموازنة المسائية باقرار 13 بندا من الفصل الاول وتعليق بندين يتعلقان بالهبات والقروض ونقل اعتمادات للتصويت عليهما غداً.
جعجع
في غضون ذلك، برز المحور الساخن الاخر بكلام لرئيس حزب "القوات اللبنانية" انتقد فيه وزير الخارجية في ملفي العمالة والتعيينات. وفيما اشاد بوزير العمل كميل أبو سليمان "على الخطة التي وضعها من أجل تقويم الإعوجاج في ما خص العمالة الأجنبيّة في لبنان"، "أننا نرى بعض المسؤولين الآخرين الذين إلى جانب كل ما يقوم به وزير العمل "تنطحوا"، في حين أن الجميع يعلم أن المسؤول لا يمكنه اطلاق التصاريح العشوائيّة من دون أن "يزين" كلماته معتقدين أن الأمور تسير بالمزايدات وفي سياق مزايدتهم تسببوا لنا بأزمة مع بعض الدول الصديقة التي تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون منذ عشرات السنوات في كل دول الخليج إن في المملكة العربيّة السعوديّة أو في دولة الإمارات العربيّة المتحدة أو في دولة الكويت أو في عمان أو قطر أو غيرها من الدول. لذا المطلوب من المسؤولين كافة ان يزينوا" كلماتهم قبل إطلاقها باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية هؤلاء اللبنانيين جراء تصريحاتنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي". اما في موضوع التعيينات فقال جعجع إن "وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل يعتبر أنه إما أن يعيّن هو جميع المواقع التابعة للمسيحيين أو أن حقوق المسيحيين مغبونة ونحن لا نقبل أبداً بهذه المعادلة، لذا فالحل الأفضل للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للتعيينات".
جنبلاط
في المقابل، وجه جنبلاط انتقاداً حاداً الى العهد على خلفية توتر واسع حصل أمس في بلدة عين دارة حيث سقط خمسة جرحى إثر إشكال حصل مع جماعة من آل فتوش ترافق مع رشق المعتصمين بالحجارة وإطلاق نار في الهواء للترهيب، خلال الاعتصام السلمي الذي نظمه أهالي بلدة عين دارة رفضاً لمعمل الترابة التابع لآل فتوش والمزمع إنشاؤه في مرتفعات البلدة.وعملت قوة من الجيش وقوى الأمن على تطويق الإشكال، منعاً لتفاقمه. كما أوقف الجيش ثلاثة مسلحين تابعين لآل فتوش.
وغرد جنبلاط عبر تويتر: "أين هي الدولة في عين دارة؟ هل هي دولة الجنجاويد لعصابة فتوش وشركائه التي تعتدي على الاهالي بالحجارة وبالسلاح. أين هي الدولة ومشاعات عين دارة مستباحة مع الاملاك الخاصة مع وجود عصابات من المسلحين. الى متى يا فخامة الرئيس ستبقى الامور سائبة في عهدك؟".
اشتباكات في بعلبك
وعلى الصعيد الامني أيضاً، سجلت اشتباكات عنيفة امس في البقاع الشمالي بسبب عمليات دهم نفذها الجيش بحثاً عن مطلوبين وبدأت في بلدة الكنيسة حيث تعرضت قوة عسكرية لاطلاق نار كثيف وردت بالمثل مما أدى الى سقوط قتيلين وجريح وتوقيف عدد من المسلحين وضبط كميات من الاسلحة والذخائر والسيارات المسروقة والمخدرات.
ومساء حصلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين الجيش ومطلوبين في محلة الشراونة ببعلبك.
النهار 11 حزيران 2019
إرسال تعليق