0
على وقع الهزّات الارتدادية التي اصابت اخيراً العلاقة بين الحليفين الاستراتيجيين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" نتيجة "فيديو محمرش المُسرّب" الذي وصف فيه وزير الخارجية جبران باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"البلطجي"، وما اعقبه من ردّات فعل "غاضبة" لمناصري "حركة امل" في الشارع كادت ان تقع في المحظور، ومسارعة الحزب الى اصدار موقف رافض لما تعرّض له بري، يُطفئ تفاهم "مار مخايل" الممهور بتوقيع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" آنذاك الرئيس ميشال عون والامين العام للحزب السيد حسن نصرلله، شمعته الثانية عشرة في ظل "تناقض" بين الحليفين حول العلاقة مع "حليف الحليف".

فما حصل اخيراً من توتر سياسي على خط بعبدا-عين التينة من ازمة مرسوم الاقدمية مروراً "بفيديو محمرش" وصولاً الى التحرّكات "الغاضبة" في الشارع التي بلغت ذروتها في منطقة الحدث التي كادت ان تنزلق الى توتر بصيغة طائفية وهي القريبة جغرافياً من منطقة مار مخايل التي شهدت على ولادة التفاهم السياسي، جعل من التساؤل عن مصير التفاهم مشروعاً، خصوصاً ان "المواقف الباسيلية" من الصراع العقائدي مع اسرائيل الى فيلم "the post" " وصولاً الى ما تضمّنته مقابلة مجلة "ماغازين" تضعه على حافة الانهيار.

غير ان مصادر "حزب الله" خالفت هذه الوقائع، واصفةً عبر "المركزية" التفاهم بـ"التاريخي"، بحيث انها المرّة الاولى التي يوقّع فيها طرفان سياسيان كبيران يُمثّلان شريحة واسعة من اللبنانيين، تفاهماً خطّياً وموقّعاً يتضمّن نظرة مشتركة لقضايا استراتيجية منها السياسة الخارجية مرتبطة بمصير البلد".

وذكّرت "بأن هذا التفاهم ومنذ توقيعه جنّب البلد خضّات امنية وسياسية عدة، لا بل انه مدّ لبنان بعنصر القوّة، خصوصاً خلال حرب تموز والحرب على الارهاب"، مشددةً على "ان التفاهم نقل البلد من مرحلة الازمات الطائفية الى ازمات سياسية، بحيث اعطى صورة واضحة عن قدرة المسيحيين والمسلمين، وتحديداً الشيعة في التفاهم على امور اساسية واستراتيجية في وقت كان اعداء البلد يراهنون على نقيضه، كما انه حوّل الخلاف بين فريق "8 و14 آذار" من طائفي ومذهبي الى سياسي، وهذه نقلة نوعية في الحياة السياسية في لبنان".

وفي حين رفضت المصادر التعليق على مواقف وزير الخارجية جبران باسيل الاخيرة، خصوصاً لناحية اشارته الى ان بند بناء الدولة في "تفاهم مار مخايل" لم يُطبّق"، او كلامه الاخير في "فيديو محمرش" في حق الرئيس بري"، فضّلت المصادر الاسهاب في سرد ايجابيات "تفاهم مار مخايل" ونتائجه المُفيدة سياسياً واستراتيجياً".

ولفتت الى "ان لا مشكلة في عدم اصدار "التيار الوطني الحرّ" بياناً في ذكرى "تفاهم مار مخايل" كما فعلنا امس، لننتظر ما سيصدر عن اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" لربما سيتطرّق اليه".

واعتبرت مصادر الحزب "ان ما جمعه قصر بعبدا من لقاء ثلاثي بين رئيس الجمهروية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، بداية لحلحلة التأزّم الذي اصاب الحياة السياسية اخيراً نتيجة امور عدة"، الا انها اوضحت في المقابل "ان لا علاقة لرئيس الجمهورية بالتوتر القائم بين "حركة امل" و"التيار الوطني الحر" بسبب تسريبات باسيل بحق الرئيس بري، بحيث ان الحركة قيادةً ومسؤولين "يُحيّدون" الرئيس عون عن الخلاف مع باسيل".

واكدت "ان لا خوف على استمرار عمل الحكومة".

"المركزية" - 6 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top