0
في معظم الاحيان، ان لم يكن في جميعها، لا تنشب الحروب للاسباب الظاهرة التي تعلن، بل تكون لاسباب اخرى موضوعة منذ زمن وتنتظر الظرف المناسب لتنفيذها، وتحضر لها الذرائع لتختبئ وراءها، والادلة على هذا الواقع وهذه الحقيقة عديدة وتعود الى الاف السنين.
ما لفتني الى هذا الامر، تصريح لمستشار الامن القومي الاميركي اتش مكماستير في مؤتمر ميونيخ للامن، ويمكن اختصاره بجملة واحدة، بعدما عدد الانتشار الايراني المسلح في منطقة الشرق الاوسط، حيث اكد انه «قد حان الوقت للتصرف ضد ايران».

مكماستير لم يذكر اذا كانت بلاده هي التي سوف تتصرف او اسرائيل حليفة بلاده الاساسية في هذه المنطقة، ولكن الاشتباكات التي دارت مؤخراً في سوريا ونتج عنها حسب مصادر الطرفين اسقاط طائرة حربية اسرائيلة، وطائرة ايرانية من دون طيار موجهة عن بعد، وتدمير حوالى 12 هدفاً عسكرياً، ايرانياً وسورياً بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية، قد تكون احدى الذرائع للقيام بعمل عسكري واسع النطاق ضد الوجود العسكري الايراني في سوريا، او ضد قواعد الصواريخ الايرانية ومصانع انتاجها في اي مكان كانت، وقد يكون تحرش اسرائيل بلبنان حول الحدود البحرية والبرية، ذريعة ثانية يمكن استغلالها في اي وقت لشن عدوان واسع في جميع الاتجاهات قد ينشأ عنه المدخل الواسع لتغيير خريطة دول ما يسمى بالهلال الخصب.

بالتوازي كان هناك موقف لافت لروسيا، عبر عنه نائب سفير روسيا في تل ابيب ليونيد فرولوف في موقع «تايمزاوف اسرائيل» اعلن فيه انه «في حال الاعتداء على اسرائيل، لن تقف الولايات المتحدة وحدها الى جانبها بل روسيا ايضاً، وان اسرائيل دولة صديقة ولن نسمح باي اعتداء عليها، خصوصاً وانها محاطة بالعديد من الدول المعادية، ولم يكتف فرولوف بذلك، بل اكد ان طلب اسرائيل بعدم السماح لايران بانشاء تواجد عسكري في سوريا، شرعي تماماً، وحيال هذا الموقف الروسي الصارخ، هل نكتفي بالقول ان الولايات المتحدة الاميركية، ليست وسيطاً نزيهاً في النزاع بين لبنان واسرائيل، واذا فتشنا في الغرب والشرق على وسيط نزيه، لا نجد دولة عليها «القدر والقيمة» عسكرياً وسياسياً تقف الى جانب لبنان ضد اسرائيل، ولذلك نقل عن مرجعية كبيرة تخوفها من دعسة ناقصة يقوم بها لبنان، قد تقحمه في حرب غير مستعد لها، وهو غارق في ازمات كبيرة وخطيرة اهمها اقتصاده الضعيف الى حد التلاشي، وماليته المهددة في كل حين، وديونه التي تقترب من رقم المئة مليار دولار، ووجود مليون ونصف مليون نازح سوري، ومئات الاف اللاجئين الفلسطينيين، وحذرت هذه المرجعية من وقوع لبنان في فخ نصب له بحراً وبراً، ودعت الى التوجه الى الامم المتحدة ومجلس الامن، قبل ان يتحول الحق اللبناني الى حجر بين شاقوفين، فيضيع الحق ويضيع لبنان، في لعبة الامم التي تدور على الارض السورية وعلى دم الشعب السوري.

فؤاد أبو زيد -"الديار" - 18 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top