0
يتصدّر العامل المالي واجهة أيّ معركة انتخابية قادمة من الناقورة حتى النهر الكبير. تأثير المال من تقاليد الإنتخابات النيابية في لبنان.

في الأمس، جاهر رئيس الحكومة سعد الحريري- بأعلى صوت- بعدم امتلاكه المال لخوض المنازلة المنتظرة في أيار، فلاقى الهتافات الكفيلة بـ"إراحته" نوعاً ما، أقلّه لثلاث أشهر. لكنّ الصوت التفضيلي الذي خطف نجومية النسبية، زاد على "الهم" المالي همّاً في زمن الشح الإقتصادي.


لا شكّ أنّ كل مرشح بحاجة للسيولة كي "تتيسّر" ماكينته الإنتخابية. المعركة في النهاية معركة ماكينات تروّج وتجذب وتسوّق لصالح صاحبها بالوسائل المتاحة، وغير المتاحة كلّما اشتدّت حدّتها. الواقع الأليم في لبنان أن الناخب في عيون المرشح، وفي عيون نفسه أحياناً، رقم يرتفع وينخفض بحسب الحاجة إلى صوته في الصندوق.


وكما للإنتخابات قانونها، فلصرف الأموال في هذا الموسم دستورٌ وخارطة. المخضرم في الميدان الانتخابي يعلم جيداً أنه بين دائرة وأخرى تختلف هذه الحاجة كي لا نقول "السعر"، أو حتى بين قضاء وآخر في الدائرة نفسها. فعند الحديث عن كسروان مثلاً مع من يمثّلها من وجوه تُدرك سرّ أبنائها، يكون المال هو المقاتل الأوّل والسياسة الجندي الأضعف على الجبهة. أمّا جارها المتن الشمالي، فللسياسة مكانٌ أوسع من العُملة في صالوناته وللـDeals الكلمة الفصل في مواجهة قد تُعرَف نصف نتائجها قبل لحظة صدورها بأشهر.


بعض الأعراف المالية في الإنتخابات لا تتغيّر. فالمعروف أنّه كلما اتجّهتَ نحو المناطق الأطراف، "المحرومة" انمائياً وخدماتياً، تعاظمت مُهمّة المرشح في "تعويض" الفراغ المُتعمَّد لسنوات، فكيف إن امتدّت إلى تسعة هذه المرة؟


لكن لا تتعجّبوا وأنتم في لبنان، إن قلنا أنّ للخطاب الإعلامي والشعارات دورٌ أيضاً في الحملات الإنتخابية. ففي بيروت التي تحتضن فائضاً من رجال الأعمال وأصحاب الرساميل الكبرى، تفعل لافتةٌ من هنا وعنوان سياسي واجتماعي يتماشى مع شخصية البيارتة من هناك، فعلها دون الحاجة الملحة إلى حمل أوزار "شيكات" يذهب رصيدها هدراً. ومع ذلك، لا مهرب من "الدفع". 

انكفأت حرارة الحديث عن التمويل الخارجي للإنتخابات، بينما يبدو أنّ الداخل سيتكبّد تكاليف طموحات أبعد من مقعد نيابي وكتلة وازنة... الطموحات مُكلفة في الجمهورية اللبنانية!

ريكاردو الشدياق - موقع mtv - 
16 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top