
في العودة الى احتفال «البيال»، يمكن تسجيل الانطباعات الآتية، استناداً الي ما تضمنته كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري، والى الاشكالات التي حصلت بسبب الفوضى التي رافقت الاحتفال في الدخول والمقاعد، والتي دفعت ممثل رئيس الجمهورية الأسبق امين الجميل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل الى الانسحاب لاسباب بروتوكولية، وكذلك فعل النائب نديم الجميّل، وميشال معوّض، والزميلة مي شدياق.
هذا في الشكل الذي عكس في المضمون، سوء العلاقة بين سعد الحريري وبين حلفاء حميمين له منذ استشهاد والده، فالرئيس الجميّل ونجله سامي وميشال معوّض ومي شدياق، كانوا يتصدّرون الصف الأول في جميع سنوات الاحتفال بذكرى 14 شباط، لكنهم غابوا هذه السنة، كما غاب الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية «كتعبير واضح عنا لمتغيرات التي طرأت على العلاقات مع سعد الحريري» اضافة الى غياب اساسيين في انتفاضة 14 اذار مثل وليد جنبلاط، فارس سعيد، بطرس حرب، دوري شمعون، وغيرهم من الشخصيات والنواب، وكان لافتاً ومستهجناً عند جمهور 14 آذار، عبّر عنهما في وسائل التواصل الاجتماعي، تصدّر وزير العدل سليم جريصاتي، الاحتفال جنباً الى جنب مع الحريري، ما جعل جريدة الشرق الاوسط تشير الى ان الصورة هذه «كشفت تداعي فريق 14 آذار» امّا البارز في كلمة الحريري، فهو نبرته العالية في وجه خصومه، حلفاء الأمس، وتأكيد عدم تحالفه انتخابياً مع حزب الله، وتوجيه رسالة الى القيادات المسيحية وغير المسيحية، بأن تياره، هو تيار عابر للطوائف والمذاهب، ولن يتخلّى عن هذا الواقع لمصلحة أحد، بما يعني انه سيرشّح للانتخابات المقبلة على لوائح تيار المستقبل، مسيحيين، وشيعة، ودروزاً، وسوف يكونون في حال فوزهم اعضاء في تكتل نواب تيار المستقبل، واضعاً بذلك حدّاً، لأي تفاوض أو تفاهم من هذا النوع...
هل يصبح احتفال هذه السنة، تاريخاً لفرقة نهائية بين الحريري وحلفائه السابقين؟
فؤاد أبو زيد - "الديار" - 16 شباط 2018
إرسال تعليق