0
قبل تناول الاحتفال الشعبي الكبير الذي أقامه تيار المستقبل في «البيال» لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وبعض الملاحظات التي ميّزت هذا الاحتفال، شكلاً ومضموناً، لا بدّ من كلمة قصيرة حول زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية القصيرة بيروت، والانطباعات حول المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير ريكس تيلرسون بعد انتهاء اجتماعه برئيس الحكومة سعد الحريري وتناول الغداء الى مائدته، قبل اختتام زيارته التي بدأها بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، بعد حوالى 7 دقائق على ادخاله غرفة الاجتماعات بسبب وصوله الى القصر الجمهوري قبل عشر دقائق من الموعد المحدّد، وذلك لأن وزارة الداخلية اقفلت تقريباً جميع الطرق والمنافذ، ما تسبب بزحمة سير خانقة على مداخل بيروت لاكثر من خمس ساعات، وقد انضم الى الاجتماع وزير الخارجية جبران باسيل، غادر بعدها تيلرسون الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وحطّ رحاله اخيراً في السراي الكبير بضيافة الحريري، مختتماً زيارته بمؤتمر صحافي ادلى في خلاله رئيس الحكومة بموقف لبنان الرسمي من المطالب والتهديدات الاسرائيلية، عقّب عليها تيلرسون بموقف بلاده، الهادئ والايجابي في الشكل، لكنه المتشدد في المضمون، خصوصاً عند مقاربته لوضع حزب الله في التركيبة اللبنانية، تاركاً لنائب مساعده دفيد ساترفيلد نشر الغسيل الاميركي الوسخ، عندما صرّح بأن بلاده سوف تتخلّى عن وساطتها اذا رفض لبنان المقترحات الأميركية، وكأنه يترك لبنان لمصيره في فم التنين الاسرائيلي.

في العودة الى احتفال «البيال»، يمكن تسجيل الانطباعات الآتية، استناداً الي ما تضمنته كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري، والى الاشكالات التي حصلت بسبب الفوضى التي رافقت الاحتفال في الدخول والمقاعد، والتي دفعت ممثل رئيس الجمهورية الأسبق امين الجميل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل الى الانسحاب لاسباب بروتوكولية، وكذلك فعل النائب نديم الجميّل، وميشال معوّض، والزميلة مي شدياق.

هذا في الشكل الذي عكس في المضمون، سوء العلاقة بين سعد الحريري وبين حلفاء حميمين له منذ استشهاد والده، فالرئيس الجميّل ونجله سامي وميشال معوّض ومي شدياق، كانوا يتصدّرون الصف الأول في جميع سنوات الاحتفال بذكرى 14 شباط، لكنهم غابوا هذه السنة، كما غاب الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية «كتعبير واضح عنا لمتغيرات التي طرأت على العلاقات مع سعد الحريري» اضافة الى غياب اساسيين في انتفاضة 14 اذار مثل وليد جنبلاط، فارس سعيد، بطرس حرب، دوري شمعون، وغيرهم من الشخصيات والنواب، وكان لافتاً ومستهجناً عند جمهور 14 آذار، عبّر عنهما في وسائل التواصل الاجتماعي، تصدّر وزير العدل سليم جريصاتي، الاحتفال جنباً الى جنب مع الحريري، ما جعل جريدة الشرق الاوسط تشير الى ان الصورة هذه «كشفت تداعي فريق 14 آذار» امّا البارز في كلمة الحريري، فهو نبرته العالية في وجه خصومه، حلفاء الأمس، وتأكيد عدم تحالفه انتخابياً مع حزب الله، وتوجيه رسالة الى القيادات المسيحية وغير المسيحية، بأن تياره، هو تيار عابر للطوائف والمذاهب، ولن يتخلّى عن هذا الواقع لمصلحة أحد، بما يعني انه سيرشّح للانتخابات المقبلة على لوائح تيار المستقبل، مسيحيين، وشيعة، ودروزاً، وسوف يكونون في حال فوزهم اعضاء في تكتل نواب تيار المستقبل، واضعاً بذلك حدّاً، لأي تفاوض أو تفاهم من هذا النوع...

هل يصبح احتفال هذه السنة، تاريخاً لفرقة نهائية بين الحريري وحلفائه السابقين؟

فؤاد أبو زيد - "الديار" - 16 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top