0
انعكست النسبية التي ناضل كثير من القوى السياسية لأجلها طويلا، تريثا يفرضه التأني في طبخ التحالفات الانتخابية استعدادا لمنازلات 6 أيار. غير أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت حماوة فسرت على أنها محاولة لتأكيد ركوب الجميع قطار الانتخابات، في مقابل ما يحكى عن تأجيلها، على وقع الاصلاحات الانتخابية التي يخوض العونيون معركتها بقوة.

وفي السياق، تلفت مصادر تتابع الحركة الانتخابية عبر "المركزية" إلى أن عددا من الأحزاب انبرى إلى حوارات مع خصومه وحلفائه على السواء، وإن كانت هذه المسارات لن تؤدي حكما إلى تحالفات انتخابية، بدليل الاجتماعات المكثفة التي شهدتها معراب في الفترة الاخيرة، حيث سجلت لقاءات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة، من جهة وأمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، في حضور وزير الاعلام لـ"تصحيح مسار" علاقات طرفي اتفاق معراب، بعد اهتزازات حكومية كثيرة، من جهة أخرى. وفي هذا الاطار، تفيد الأجواء القواتية "المركزية" أن معراب والرابية تلتقيان أولا على "صون الشراكة"، وهما قد لا تتحالفان انتخابيا في عدد من الدوائر لأن مصلحتهما قد تجبرهما على خوض المعارك منفردتين.

وكما مع التيار، كذلك مع الكتائب. فبعد فراق رئاسي وحكومي طويل تسبب به تموضع الحليفين التقليديين منذ ابرام اتفاق معراب، عادت الحرارة السياسية على خط الصيفي- معراب، بعد اتصالات حثيثة تولاها النائبان سامر سعادة (عن الكتائب) وفادي كرم عن القوات. وفي وقت تحدثت معلومات صحافية عن أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دخل شخصيا على خط المفاوضات بين الطرفين، تشي أجواء الصيفي بأن "برودة" طرأت على مسار الحوار، في وقت توقع كثيرون التقاء انتخابيا كتائبيا- قواتيا في عدد من الدوائر، حيث للحزبين حضور فاعل ووازن. ذلك أن الجميل الذي لا يزال متمسكا بموقعه المعارض، انسجاما مع ما يسميها "ثوابت كتائبية" سال من أجلها دم كثير، يرمي كرة "التواصل السياسي مع القوات في ملعب معراب التي يدعوها إلى "اتخاذ موقف واضح من أداء السلطة، الذي يعارضه وزراء القوات من داخل مجلس الوزراء. وفي السياق نفسه، يبدو الكتائبيون حريصين على وضع النقاط على حروف حوارهم مع حلفائهم السابقين، مؤكدين أن الملف الانتخابي لم يطرح بعد على طاولة النقاش، ومشددين على أن هم الصيفي الأول يكمن في الحفاظ على خطاب متجانس مع النهح المعارض الذي اختارته مسلكا.

أما على خط تيار المستقبل، فإن كلاما كثيرا يسري في الكواليس السياسية عن اتجاه أزرق إلى التمسك بالشريك البرتقالي في الحكم، حليفا انتخابيا في مناطق عدة، لا سيما في العاصمة. والبترون، علما أن النائب آلان عون أعلن أن "العلاقة مع المستقبل لن تأتي على حساب علاقات أخرى (في إشارة مبطنة إلى حزب الله، خصم المستقبل الأكبر) في موازاة الحوار الذي يقوده وزير الثقافة غطاس خوري مع القواتيين لتصويب مسار العلاقات بين الطرفين، التي اهتزت بقوة في خلال أزمة استقالة الرئيس الحريري في تشرين الثاني الفائت.

وعلى عكس سائر القوى، ليس في المشهد ما يشي بأن النسبية المستجدة هزت ركائز التحالف التاريخي المتين بين حركة أمل وحزب الله، بل على العكس. بدليل أن الثنائي حسم أمر ترشيحاته في كل الدوائر الانتخابية، وأطلق العنان لماكينته، في محاولة لكسب 27 مقعدا نيابيا، بما من شأنه أن يتيح لحركة أمل وحزب الله السيطرة على ثلث مقاعد المجلس. إلا أن هذه الحماسة الانتخابية لا تخفي مخاوف يبديها الطرفان من خروق قد تصيب لائحتهما في البقاع الشمالي، حيث للثنائي خصوم من الشيعة المستقلين، قد يقودهم الصوت التفضيلي إلى البرلمان.

"المركزية" - 25 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top