0
تم اعداد المخطط، مسرح العمليات عكار، مجموعة صغيرة سرية تقوم بتوزيع مناشير تحت جنح الظلام، وسائل اعلام معروفة تفند ما جاء في المناشير وتبدأ عملية التحريض الطائفي، الجو مشحون ومتشنج، انباء مؤكدة عن التحضيرلاستهداف الأقلية المسيحية في عكار من مجموعات إرهابية بهدف اقامة الامارة الاسلامية، المتفجرات جاهزة لاستهداف الكنائس، تدخل شعبة المعلومات على الخط، تقوم باعتقال ميشال سماحة ومصادرة المتفجرات، تم افشال المخطط، البلد ينجو من حرب أهلية حضر لها في مصنع الارهاب، لم يكن هناك اي مجموعات ارهابية تهدف الى اقامة امارة اسلامية، بل هي كذبة راجح على الطريقة السورية.

مخطط جديد، مسرح العمليات طرابلس، مجموعات مسلحة تسليح ثقيل تستهدف احياء طرابلس بالقنص والقصف العشوائي، ابناء الاحياء الطرابلسية يتسلحون للدفاع عن مدينتهم، إعلام "الممانعة" يؤكد وجود مخطط لانشاء امارة اسلامية في طرابلس، الارهابيين الاجانب بالاف يجوبون طرابلس، الإعلام الممانع يشبه طرابلس بقندهار، بعد سنوات من المعارك الجيش اللبناني يدخل المدينة ويفرض الأمن، لا وجود لمسلحين أجانب ولا وجود لقندهار، لا إمارة اسلامية ، كذبة راجح من جديد.

مخطط جديد، مسرح العمليات عرسال، بيان من قبل لواء أحرار السنة، الاعلام يتناقل البيان، المعلومات مؤكدة عن التحضير لاستهداف الكنائس في المناطق المسيحية في البقاع تحضيرا لاعلان الامارة الاسلامية، الجو مشحون ومتشنج، شعبة المعلومات تعتقل ناشر البيان التحريضي، لا علاقة للطائفة السنية بالتحريض بل هم من رجال الممانعة، الجيش اللبناني يدخل المواجهة في عرسال، محاولات لتوريط الجيش باقتحام عرسال وقصف لمخيمات اللاجئين السوريين من قبل جهة مجهولة (معلومة)، هيئة علماء المسلمين على خط الازمة، محاولة لاغتيال هيئة العلماء لافشال الحل، اتفاق على انسحاب المسلحين بعد وصول قافلة الاغاثة واطلاق الرهائن، حزب الله يعترض قافلة الاغاثة، انسحاب المسلحين دون اطلاق الرهائن. ما جرى في عرسال يفضح فكَّي الكماّشة التي تحاول الإطباق على الجيش. حملة عليه من الداخل تلاقي الهجمات عليه من الجرود، في تقاطع مثير بين قوّات بشّار الأسد و”حزب الله” من جهة، وقوّات “داعش” و”النصرة” من جهة ثانية. ولا شيءَ مفاجئاً، فالأربعة فروع لأصلٍ واحد، من جديد لا امارة اسلامية، وكذبة راجح.

مخطط جديد، نتائج واعدة للاستثمار، التحريض في أوجه، الترويج للامن الذاتي اعلاميا، توزيع السلاح بكثافة لفريق 8 آذار في مختلف المناطق، مسرح العمليات الاشرفية، أحراق اعلام وشعائر دينية، وسائل الاعلام التحريضي تباشر مهامها، التحضير لحرق الصلبان وشعائر دينية مسيحية في مناطق اخرى، تدخل وزارة العدل والطلب من الاجهزة الامنية اعتقال المحرضين والضرب بيد من حديد لتجنب الفتنة. نعم هذا هو مصنع الارهاب، هو نفسه من يدعي الدفاع عن الأقليات، هو نفسه من انتج جميع الحالات المتطرفة في المنطقة.

في مخطط لحرق الشرق الاوسط عبر "داعش" قدم النظامين السوري والايراني كل التسهيلات والسبل لتوصيل التكفيريين لداخل سوريا، مع بداية الثورة السورية صدر قرار بإطلاق سراح المئات من المتطرفين أصحاب الخبرات القتالية من سجن صيدنايا، الذي كان مكاناً لتنظيم الحركات الإسلامية العنيفة التي ظهرت خلال الثورة والحرب السورية الأخيرة، وفي تحرك مماثل قام الجانب العراقي بتسهيل خروج اكثر من 2000 عنصر من الارهابيين من السجون العراقية، ورفع الحراسة المشدّدة عن الحدود مع سوريا.

اعتقد نظام الاسد ان وجود هكذا جماعات تكفيرية في الساحة السورية والعراقية يسهّل حشد الرأي العام الإسلامي والعربي والغربي لصالح الحكومة في سورية ولصالح بقاء نظام الاسد. وفي نفس السياق عرض النظام السوري نفسه كشريك المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب. غير ان حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر، فجاء الرد سريعا من رؤساء المجتمع الغربي: ان النظام السوري و"داعش" هم وجهان لعملة واحدة، ونظام الاسد ليس الحل، بل هو جزء من المشكلة". ان بداية الحل في سوريا يبدأ بتنحي الاسد.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية دينا بدوي أن "الولايات المتحدة لا تناقش مكافحة إرهاب مع النظام السوري واستناداً إلى سجل (الرئيس السوري بشار) الأسد في الماضي والحاضر، فمن السخافة أن ينظر إليه كشريك محتمل في مواجهة التطرف. 

فخلال أصعب الأيام في العراق سعى بشار الأسد إلى تدفق مئات المقاتلين الأجانب إلى العراق، ونفذوا عمليات ضد المصالح الأميركية والغربية هناك، والتعاون النشط الحالي بين الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ويعمل على تأجيج نيران الصراع الطائفي. وأكدت أن "الإدارة الأميركية تؤمن أن وحشية النظام والفظائع التي ترتكب ضد الشعب السوري هي التي تدفع إلى تدفق الإرهابيين وخلق تلك القضية، ووحشية النظام الذي لا يزال مستمراً يغذي التطرف العنيف"، معتبرة أن النظام "ليس الحل، بل هو جزء من المشكلة".

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال بشكل واضح: إن بشار الأسد "ليس شريكا في مكافحة الإرهاب" في سوريا العراق. واتهم الأسد بـ"استخدام الإسلاميين" المتشددين في النزاع القائم في سورية للضغط على "المعارضة المعتدلة"، معتبرا أن لا حل في سورية مع بقاء الأسد رئيسا. كما صدر تصريحا مماثلا منذ عدة أيام عن وزارة الخارجية البريطانية مفاده ان الحكومة البريطانية لا تنوي التحالف مع نظام الأسد في تصديها لمقاتلي داعش.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لم يتم تحديد استراتيجية للتدخل في سوريا حتى اللحظة، وبالتالي فإن أميركا ليست مضطرة لأن تختار بين داعش أو الأسد، وأشار إلى أن كسر شوكة داعش على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا.

نعم الحل الوحيد لكسر شوكة "داعش" على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا ولبنان، بعيدا عن نظريات تحالف الاقليات الذي هو فعليا تحالف المجرمين، والبحث عن شركاء من الطائفة السنية.

تادي رشيد عواد - منبر "ليبانون تايم" 1\9\2014

 

إرسال تعليق

 
Top