0
يا ليتها تقليد بمعناه الشائع، انما تقليد مصطلح اعتمد للدلالة على ما هو مزيّف أسوة بما يطلق على البضاعة المقلدة.. ويا ليتها تفك اسر الشعوب أم تروي غليل العطشى منهم، انها ديمقراطية "الطرابيش" و "العصي" وديمقراطية من انتحل صفة "محاربة الاقطاع" وهو لبس الرداء الاقطاعي وباع من بضاعته ونهل من بئره وصرف المال من ثروته وبذّر من جيوبه وارتدى معطفه وتستّر بعمائمه..

انها ديمقراطية الكذب والرياء والمراوغة، ديمقراطية التزلّف. فها قد وجدوا في عبارة الديمقراطية سترة لافعالهم المشينة وسرقتهم المال العام.

وها قد اختبأوا في عباءتها، فشربوا كأسها وامتطوا جوادها وعاثوا في الارض فساداً باسمها.

لكنهم لم يدركوا يوماً أن تلك العباءة شفافة لا تستر عورةً ولا تخفي عيباً ولا تحمي مرتكباً ولا تمحو آثاماً ولا تدمل جراحاً.

هي ليست بمرآة تعكس الديمقراطية الاصلية ولا هي وكيلاً يحلً مكان االاصلي ولا هو الشعب غبياً ولا سموحأً بالقدر الذي يظنه سارقو الديمقراطية وفارضو الاقنعة على وجهها.

انها ممارسة بحد ذاتها وعلم وسلوك سياسي واجتماعي يحفظ حقوق الافراد والجماعات على حد سواء.

وان خيّل اليكم يوماً أن بامكانكم تشويه صورة الديمقراطية الحقيقية وجرّها الى تطبيق آخر وأداء آخر وآلية أخرى، فان الديمقراطية الحقيقية مؤسسة تستمد قوتها من نفسها وتحيا بقوّة الحق والانصاف والعدل والمساواة بين أفراد المجتمع.

وان كتب يوماً للديمقراطية المزيفة أن تعيش اياماً معدودة على فتات مشغّليها ومحرّكيها، فلا بدّ للقدر أن يزرع في كل حبّة من تراب لبنان الارز ديمقراطية أصلية لا تقبل لا التقليد ولا التحريف ولا التأويل.

المحامي لوسيان عون  - منبر "ليبانون تايم" 1\9\2014



 

إرسال تعليق

 
Top