0
عندما انتقل الرئيس ميشال سليمان من بيروت الى باريس، في عطلة قسرية فرضها إصراره على أن يكون الى جانب زوجته السيدة وفاء، في مشوار طبي إضطرت له، تمنى على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي سارع الى تحديد موعد رسمي وعلني لاستقباله، أن يُعفي إدارته من تقديم أي حراسة له، على اعتبار أنه في زيارة خاصة جدا ولا يريد أن تُربكه المواكبات والحراسات.

في البداية، نزل الرئيس الفرنسي عند رغبة سليمان، ولكنه لاحقا، وخلال استقباله له في قصر الإليزيه، بمراسم مماثلة لتلك التي تُقام للرؤساء العاملين عندما يكونون في زيارة عمل لفرنسا، أبلغ هولاند الرئيس اللبناني السابق بأنه غير راض على طريقة تنقلاته في باريس، لأن أي مكروه يمكن أن يتعرض له، سيحسب على فرنسا.

طمأن الرئيس سليمان هولاند أنه يستطيع أن يتدبّر أموره بلا حرسات، كما سبق وأبلغه، ولكن في اليوم التالي على لقاء الإليزيه، فوجئ الرئيس سليمان بحراسة أرسلها له الأمن الفرنسي، بطلب من هولاند.

وبعد "أخذ ورد" اتفق سليمان ورئيس المجموعة المكلفة مواكبته، على أن تكون هذه المواكبة مستترة بأكبر قدر ممكن، لأنه في زيارة عائلية، ويريدها أن تبقى كذلك.

لم يخطر ببال أي مراقب أن يأخذ موضوع حراسته في فرنسا تفسيرات سياسية مغلوطة مبنية على "ظاهر الحال".

واعتبر المراقبون أن من حق الرئيس سليمان أن يعيش إجازته العائلية بهدوء في فرنسا، خصوصا أنه ليس من طينة الرؤساء السابقين المتّسخة أياديهم بدماء شعوبهم، فهو خرج من الرئاسة محترما ونظيفا، ويستحق إجازة هانئة.

لكن ما لم يخطر على بال المراقبين وسليمان نفسه، أن يكون هناك سياسيون في لبنان على مقياس النائب سليمان فرنجية، الذي اعتبر أن الدولة الفرنسية رفضت توفير حراسة لسليمان، لأنها تستخسرها به.

ومن يدقق بنظريات فرنجية المبنية على مصادر معلوماته الخاصة - ليس في هذا الموضوع فحسب بل في كل المواضيع التي يُثيرها - يدرك أنه ينتمي الى تلك المجموعة التي كلّما تنفّست نطقت بخلاف الواقع، خدمة لسيّدها المقيم على جثث السوريين.

يُقال نت 26\6\2014

إرسال تعليق

 
Top