0
أثارت الضربات الصاروخية التي تضربها حركة حماس جدالاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، عقب فشل هذه الضربات أكثر من مرة وخطأ أهدافها لأكثر من مرة، وبات من الواضح أن هناك انتقادات توجهها مصادر فلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي للحركة بسبب ضرباتها الصاروخية حيث يتم اتهامها صراحة بأنها توجه ضرباتها الخطأ للمواقع المدنية وليس للمواقع الإسرائيلية.
ويوثق الكثير من النشطاء الفلسطينيين بصورة دقيقة لبعض هذه الضربات الخاطئة سواء التي قامت بها حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي على حد سواء. ففي الواحد والعشرين من شهر (إبريل) نيسان الماضي فشلت محاولة إطلاق صاروخ أطلقته كتائب عز الدين القسام، وهو الصاروخ الذي سقط بالقرب من سواحل غزة داخل القطاع.
وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها أن هذا الفشل في الإطلاق يعود لوجود خلل في منظومة الطيران المتعلقة بالصواريخ، الأمر الذي أدى إلى تحويل مساره جنوبا وهبوطه على مبنى أحدى العائلات الفلسطينية، عائلة أبو زكا التي تواجدت وقتها في المنزل.
وأشار مصدر فلسطيني للصحيفة إلى أن العائلة كانت قيد الحجر المنزلي والعزل بسبب التعليمات الصادرة من الهيئات ومن وزارة الصحة الفلسطينية تجنباً للإصابة بفيروس كورونا.
مصدر فلسطيني قال للصحيفة أن الكثير من الأوساط الفلسطينية بالقطاع تشعر بالغضب من القائمين على منظومة إطلاق الصواريخ، وفي الوقت الذي يجب أن تحميهم قيادات حماس فإنها تضربهم بالصواريخ. كما اشار بعض الفلسطينيين إلى اعتقادهم بأن هذا الصاروخ إسرائيلي، لكنه بمجرد أن شاهد احداثيات الصاروخ ومكان وموقع انطلاقه عرف انه اطلق من جانب المقاومة وأصاب منزل إحدى العائلات الفلسطينية عن طريق الخطأ.
وتعددت الضربات الصاروخية الفاشلة للمقاومة الفلسطينية، وقبل أشهر عدة أصاب أحد الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي. إصابة الطابق الخامس لمبنى عمارة حرارة، والتي تعتبر واحدة من أهم البنايات في قطاع غزة، والتي تتواجد فيها بعض المؤسسات المهمة كمركز حقوق الإنسان الفلسطيني فضلا عن وجود هذه البناية قبالة المجلس التشريعي الفلسطيني، وأدى هذا الصاروخ لإصابة مباشرة للمركز الحقوقي.
اللافت أن الكثير من منصات التواصل وجهت انتقادات لحركة حماس وبقوة نتيجة لذلك، مشيرة إلى أن حركة حماس تعيش الان في الاتجاه الخاطىء وتضرب الكثير من الصواريخ بدون دراسة، ويدفع ثمن ذلك في النهاية المواطن الفلسطيني، حتى أن بعض نشطاء مواقع التواصل انتقدوا الحركة وسخروا منها سائلين عما أن كانت تمتلك احداثيات وخرائط دقيقة لقطاع غزة وفلسطين بدلا من ضرب المدنين الابرياء في القطاع.
غير أن عدد من كبار الخبراء العسكريين يرجع سبب ضعف صواريخ المقاومة وفشلها في كثير من الأحيان لأسباب عدة، ابرزها قلة خبرة من يطلقون هذه الصواريخ ورغبتهم في الحرب على الإحتلال بحماسة دون دراسة دقيقة، الأمر الذي يوقعهم في أخطاء ومشاكل متعددة .
بالاضافة إلى قلة إمكانات المقاومة في عمليات إطلاق الصواريخ، وهو ما يزيد من خطورة هذه العملية خاصة وان وضعنا في الاعتبار أن المقاومة تنتهج وسائل تعد بدائية في هذا الصدد، الأمر الذي يزيد من مخاطر هذه العمليات.
عموما فإن هناك جدالا الان بشأن المنظومة التي تتبعها المقاومة في ضرب الصواريخ، الأمر الذي تعبر عنه منصات التواصل الاجتماعي وعدد من التقارير الصحفية الغربية بوضوح.

احمد عزت - ليب تايم - 10-5-2020

إرسال تعليق

 
Top