0
هل أصبحت المساعدات الدولية سلاحًا جديدًا ضد النظام الإيراني؟
سؤال طرحته عدد من الصحف الغربية والأجنبية الصادرة أخيرا في ظل التطورات المتواصلة التي تمر بها المنطقة والعالم الان مع رضد وباء فيروس كورونا، وتداعيات هذا الفيروس وتأثيره على العالم، واشارت غالبية هذه الصحف إلى أن العالم بات يهتم الان بقضية محورية وهي تعاطي إيران مع هذا الفيروس.
تشير صحيفة مترو الشعبية البريطانية إلى دقة هذه القضية، خاصة وان وضعنا في الاعتبار أن الكثير من الإيرانيين يروا أن لا داع إلى الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية أو السياسية الدولية على إيران، خاصة مع تفشي وباء كورونا.
واشارت الصحيفة إلى اقتناع الكثير من الإيرانيين بأن استمرار العقوبات بهذه الوتيرة ضد إيران يعني ان العقوبات موجهة ضد الشعب، وليس ضد النظام الإيراني.
ورصدت الصحيفة الخطابات التي أرسلها النظام الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، حيث طالب بضرورة رفع العقوبات عن إيران في اقرب فرصة لدعمها في التصدي لوباء كورونا.
اللافت أن الوضع يتعقد بوضوح في إيران، حيث نقلت صحيفة إيفننج ستاندرز البريطانية الشعبية عن سجين في سجن طهران المركزي قوله أن كثيرًا من السجناء في هذا السجن مصابون بفيروس كورونا في السجن، ويتم الإبلاغ عن حالات وفاة يوميًا، بسبب نقص المستلزمات الطبية والصحية.
وأكد هذا السجين، وفقا للصحيفة، أن معظم السجناء معه في الجناح مصابون بفيروس كورونا وأمراض الجهاز التنفسي الحادة، وأن السيطرة على الأوضاع خرجت من يد مسؤولي السجن.
وأشار السجين إلى أنه “"يمكن سماع سعال السجناء"، وعلى الرغم من أن المشكلة جدية وخطيرة "فإن المسؤولين في السجن يخفونها ولا يتابعون الأمور".
يذكر أن الإحصاءات الرسمية في إيران أن عدد ضحايا فيروس كورونا وصل إلى 611 شخصًا، كما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن نيتها التحقق من الإصابة المحتملة لنحو 6.5 مليون أسرة بهذا الفيروس.
غير أن عدد من التقارير أشارت إلى دقة هذه القضية الان، خاصة وأن عدد من المنظمات الدولية أعلنت عن إرسال ما قيمته 1.5 مليون دولار إلى الأجهزة الطبية الإيرانية لمكافحة للوباء، إلا أن غالبية هذه المساعدات لم يصل إلى الموقع أو المكان المقرر له الان.
وتعتقد الصحيفة البريطانية أن معظم المساعدات أو المعدات الطبية تم الاستيلاء عليها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهي الخطوة التي أتت حتى يتمكن الحرس وتحديدا فيلق القدس من استخدام المعدات اللازمة لعلاج شعبه، خاصة وأن الفيلق نفسه هو الوحيد الذي يسيطر على المعدات. ومع تصاعد هذه القضية فإن الكثير من مسؤولي العالم يرفضون رفع العقوبات الان عن إيران، مؤكدين أنها وفي النهاية لا تصل إلى الشعب الإيراني، وبالتالي لا يوجد اي سبب وجيه لرفض هذه العقوبات عن إيران الان.
تداعيات نفطية
وتشير صحيفة إيران انترناشيونال إلى دقة هذه القضية وتاثر إيران اقتصاديا بها، قائلة إنه ومع اتساع تفشي فيروس كورونا في المحافظات الإيرانية، لا سيما في خوزستان وبوشهر، توقفت المرحلة الثانية من عمليات تطوير مصفاة عبادان (جنوب غربي إيران)، بثلاثة آلاف عامل. كما أعلن رئيس منطقة بارس الاقتصادية الخاصة للطاقة عن منع نحو 20 ألف موظف ومقاول في مشاريع حقل فارس الجنوبي، من دخول عاصمة الغاز الإيراني.
وقد أعلن سعيد ستاري ناييني أنه تم منع العمال من دخول حقل فارس للغاز، وهو أكبر حقل إيراني، لمدة شهر كامل، بهدف منع تفشي فيروس كورونا بين العمال البالغ عددهم 20 ألف عامل.
وقد أعلن سعيد ستاري ناييني أنه تم منع العمال من دخول حقل فارس للغاز، وهو أكبر حقل إيراني، لمدة شهر كامل، بهدف منع تفشي فيروس كورونا بين العمال البالغ عددهم 20 ألف عامل.
ونقلت الصحيفة عمن وصفته بمسؤول كبير في منظمة الصحة الدولية أن العديد من المنظمات تريد مساعدة إيران، لكن سياسات إيران وسلوكها تجعل العملية أكثر صعوبة.
من جانبها تطرقت صحيفة الغارديان إلى هذه القضية، مشيرة إلى أن المساعدة الطبية مهمة جدًا لإيران خاصة مع تفشي الفيروس، لأن عدد المرضى في إيران مرتفع ولا يمكن للنظام الإيراني محاربة الفيروس وحده، غير أن هناك تحدي مهم الان يتمثل في ضرورة التنسيق والقبول بإرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى إيران ورفع العقوبات دون تدخل الحرس الثوري الإيراني، وهو الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.

أحمد محمد - ليب تايم - 15-3-2020

إرسال تعليق

 
Top