0
أبرزت تقارير صحفية عربية أخيرا غضب من اسمته بالمحور السني العربي من التقارب الكبير الحاصل بين حركة حماس من جهة وقيادات إيرانية من جهة أخرى، وهو التقارب الذي بات واضحا الان أكثر من اي وقت مضى منذ مشاركة وفد من حركة حماس في التعزية باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأحد ابرز القادة العسكريين الإيرانيين.
وتشير صحيفة انديبندنت إلى خطورة هذه القضية، موضحة أن عدد من العناصر المسؤولة في حركة حماس أشارت إلى أن هذه الزيارة تأتي لتحقيق أهدافٍ ومكاسب سياسية لحماس مع إيران، وهي الأهداف والمكاسب التي باتت مصيرية في ظل الدعم الإيراني للحركة.
وتوضح الصحيفة أن حماس وبهذا التوجه السياسي فإنها اختارت الرهان الإيراني، وهو ما يعني أنّ خيارات حماس حُسمت وأصبحت جزءاً رئيساً مما أسمته الصحيفة بالمحور الإيراني.
وتشير انديبندنت إلى أن بعض من المصادر السياسية توقعت أن تخسر حماس علاقتها مع ما يعرف بالمحور السني المضاد، والذي يتكون من ثلاث دول رئيسية وهي مصر والسعودية والإمارات.
وتقول مصادر سياسية إلى أن هذا سيؤثر بالطبع في تطبيق تفاهمات الهدنة الطويلة الأمد مع إسرائيل، الأمر الذي سينعكس سلباً على سكان قطاع غزّة، طبقا لحديث الصحيفة.
اللافت هنا أن عدد من الصحف وسائل الاعلام السعودية توجست وانتقدت هذا التقارب الذي تقوم به حركة حماس مع إيران، وعلى سبيل المثال قالت صحيفة عكاظ إلى أن ذهاب قيادات حماس إلى إيران يعتبر تأكيدا جديدا على ارتهانها لنظام الملالي وأجندته الطائفية التخريبية في المنطقة.
وقالت الصحيفة: «الإخونجي» هنية تناسى أن معارك الهالك «سليماني» كانت على جثث وأشلاء عربية، وأن بأسه كان لنصرة الطائفة والانتصار للباطل والضلال وليس للحق، وتناسى هنية أن قاسم كان يقود فيلقا أطلق عليه «فيلق القدس» لكنه لم يوجه سلاحه يوما لنصرة القدس أو تحرير فلسطين المحتلة، لم يعرف عنه أنه قتل إسرائيليا واحدا بسلاح فيلقه، لكنه رمّل نساء وقتل شيوخا وأطفالا واغتال أحلام آلاف الأبرياء في سورية والعراق واليمن ولبنان. يمكن أن يقال إن نظامه الإرهابي بامتياز قدم دعما عسكريا أو درب مسلحين من حماس أو الجهاد أو مليشيا حزب الله، إلا أنه لم يفعل ذلك خدمة للقضية أو إيمانا بتحرير الأرض المحتلة، إنما لتلميع صورته ومشروعه الطائفي التوسعي.
وانتهت الصحيفة بالقول إن سليماني الذي زعمت حماس أنه «شهيد» لم يكن مقاتلا يدافع عن مصالح الأمة الإسلامية، لكنه كان رمزا لمشروع توسعي مغرق في الإرهاب والقتل والخراب والطائفية، وهكذا لم يكن «هالكهم» يوما ما رمزا للمقاومة كما يدعون.
ووصفت الصحيفة ما تقوم به حماس بالنفاق الرخيص قائلة ان رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية الذي كان أول من افتتح بيتا للعزاء في غزة للسفاح سيلماني حتى قبل أن يفتتح مثل هذا البيت أهله في إيران، لم يكتف بذلك، بل هاتف بوق الملالي جواد ظريف معزيا في قائد فيلق القدس «بهتانا وزورا»، إذ إنه لم يطلق رصاصة واحدة لأجل القدس.
«حماس» ليست وحدها في غزة من تبكي سليماني، بل وقف إلى جانبها شيطان طهران الصغير الذي يطلق على نفسه حركة الجهاد الإسلامي، ما استفز الرأي العام الفلسطيني وأغضبه.
بدورها انتقدت صحيفة الرياض موقف حماس قائلة ايضا في تقرير لها "لا ريب في موقف حماس وهي التي أقامت بغزة إمارة إيرانية ترجع بكل انصياع إلى آية الله، ولعلي أحيل القارئ الكريم إلى كتاب "حلف المصالح المشتركة" لتريتا بارزي، وستجد أن كل تصريح له مصدر بالرقم والصفحة والتاريخ، وكل وثيقة تحال إلى مكانها وبكل دقة.. صحيح أنه لا جديد علينا في موقف حماس، ولكن المفارقة الساخرة في خبر تعازي "الهالك" في غزة، أن سليماني كان زعمًا قائد فيلق القدس، وكل من تلطّخت يداه بدمائهم من عرب ومسلمين ليس بينهم على الأقل إسرائيلي واحد دفاعًا عن القدس!".
عموما بات من الواضح أن الكثير من الدول العربية تنتقد وبشدة هذا التقارب بين حركة حماس وإيران، وهو التقارب الذي يتزايد بقوة هذه الايام في ظل تطورات المشهد السياسي الحاصل الان سواء في غزة أو الشرق الأوسط.

احمد محمد - ليب تايم - 16-1-2020

إرسال تعليق

 
Top