0
فَقَدَ العالم عموماً وأوروبا خصوصاً أحد أهم الوجوه السياسية، برحيل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عن عمر يناهز 86 عاماً. ومع وفاته، فقد لبنان صديقاً أخلص لقضاياه، وكان الداعم الأول لها في المحافل الدولية.
سارع المسؤولون اللبنانيون الى مشاركة "الأم الحنون" والشعب الفرنسي مصابهم الاليم، فأبرق رئيس الجمهورية ميشال عون إلى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون معزياً، وأكد أن لبنان يذكر في شيراك "الصديق الوفي الذي لطالما وقف الى جانبه، وعمل بصدق وشغف من اجل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا، وجعلها مميزة". وأبدى ثقته "بأننا سنعمل على الحفاظ على هذه العلاقة، النابعة من القلب والروح، وإبقاء شعلتها مضاءة". ولفت رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى أن "رجلاً من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا وشخصية فذة لعبت ادواراً مميزة في قيادة أوروبا وترسيخ مكانتها في المعادلات الدولية غاب عن العالم اليوم".
وجاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي: "الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك، يرحل بعد ان كتب تاريخاً حافلاً بالانجازات تشهد عليها قضايانا العربية واللبنانية، وهو الذي وقف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه المشروعة وأمسك بيد لبنان في أصعب الظروف وتقدم الصفوف دفاعاً عن حريته واستقلاله وسيادته. واذا كان اللبنانيون والعرب يشعرون اليوم بخسارة رجل ترك أثراً عميقاً في وجدانهم على مدى سنوات طويلة، فانني من موقعي السياسي والعائلي أشعر بخسارة خاصة لصديق عزيز، شكل التوأم الروحي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والأخ الكبير لعائلتي التي عرفته داعماً ونصيراً وأباً ولبلدي الذي لن ينسى أياديه البيضاء في دعم لبنان والعمل على حمايته وتقدمه". وتقدم بأحر التعازي من عائلته ومن الرئيس ماكرون "الذي يسير على خطاه في دعم لبنان ومن الشعب الفرنسي الصديق الذي أحب جاك شيراك ومحضه ثقته لسنين طويلة" .
وغرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "رحل رجل كبير وصديق كبير للبنان ولفلسطين. وقف معنا في أصعب الظروف في مواجهة إرهاب النظام السوري. انجزنا سوياً المحكمة الدولية لكن القدر اخذه قبل ان نعرف الحقيقة كل الحقيقة التي طالما انتظرناها سوياً".
من جهته، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أن "لبنان والوطن العربي خسرا بوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك شخصية فرنسية وأوروبية وعالمية مهمة وقامة كبرى واستثنائية، ولا سيما في زمن الانحسار الكبير في عدد العمالقة من القياديين الدوليين. وهو الى جانب ذلك الدور الذي تميز به، فقد كان شخصية أوروبية صديقة وصدوقة قلّ ان تتكرر بالنسبة للعرب وتحديداً في ما خص دفاعه المستمر والقوي عن قضاياهم ومصالحهم الوطنية. كذلك في حرصه ودفاعه عن لبنان واستقلاله وسيادته وحريته واستقراره الاقتصادي والمالي والنقدي وعن نظامه القائم على العيش المشترك بين اللبنانيين".
وذكّر السنيورة في بيان بالمحطات التي وقف فيها شيراك الى جانب لبنان ومصالحه الوطنية "وكان العنصر المتميز والفعال في إنجاح مؤتمرات باريس الأول والثاني والثالث... وهو الذي وقف ودافع عن لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي في العام 2006 وحرص على إنجاح جهود المفاوضات في مجلس الامن الدولي حتى إقرار القرار 1701 في العام 2006. وهو كان حريصاً على مشاركة فرنسا وبقوة في عديد قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل". وهو الذي لعب الدور الأساسي في إقرار مجلس الامن الدولي للمحكمة الخاصة من أجل لبنان لكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حرصاً على أن تسود العدالة في لبنان وألا يستمر سيف الانتقام والاغتيال والخوف مصلتاً فوق رؤوس اللبنانيين". وأكد ان الكثيرين في لبنان وفي جميع بلدان الوطن العربي يشعرون اليوم بفداحة الخسارة الكبيرة التي مني بها العالم بغياب أحد كبار أوروبا والعالم الذي كان وظل حتى وفاته داعماً للبنان".
بدوره قال الرئيس نجيب ميقاتي عبر "تويتر": "يخسر لبنان بغياب الرئيس الفرنسي جاك شيراك صديقاً وقف الى جانبه في كل الظروف ودعمه في كل المحافل مدافعاً عن سيادته واستقلاله ووحدة ابنائه".
ونعى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل شيراك وكتب عبر "تويتر" بالفرنسية ما ترجمته: "مع رحيل الرئيس جاك شيراك، ليست فقط صفحة كبيرة من الحياة السياسية الفرنسية قد طويت بل لبنان يخسر رجلاً ساهم بنشاط في استعادة سيادته الوطنية في 14 آذار 2005".

27 أيلول 2019

إرسال تعليق

 
Top