0
قد يكون أبرز تعبير عن الواقع المأزوم الذي استعاده لبنان بسرعة خاطفة في الفترة الاخيرة في ما ينقله متصلون برؤساء بعثات ديبلوماسية وسفراء اجانب وعرب عن تنامي القلق لديهم حيال المسارات السياسية والامنية والاقتصادية للواقع الداخلي في لبنان. هذه الانطباعات باتت تتردد على السنة كثيرين ولكن المشهد السياسي لا يبدو مقبلا على ما يترجم انصراف المسؤولين الى معالجة ما يتوجب معالجته بسرعة بفعل استغراق معظمهم في يوميات المماحكات والمناورات والمعارك التي تطغى عليها حسابات صغيرة ووضيعة.
في اي حال لم تظهر الاتصالات السياسية الداخلية في الساعات الاخيرة اي حلحلة فعلية على صعيد ازالة العوائق من طريق معاودة مجلس الوزراء جلساته المعلقة منذ الثلاثاء الماضي علامة تأزيم رسمية وحكومية اعقبت الحادث الدامي في قبرشمون الاحد الماضي ولم تظهر مؤشرات الى اقتراب انهاء الاشتباك السياسي الحاصل بين فريقي الحكومة المتنازعين بين فريق رافض لإحالة ملف الحادث على المجلس العدلي وفريق مؤيد للإحالة. ولا تبدو الصورة واضحة خصوصا ان رئيس الحكومة سعد الحريري غادر في زيارة خاصة الى الخارج ذكر انها ستستمر 48 ساعة.
وما زاد طين المشهد الداخلي بلة ان زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لطرابلس امس فاقمت الاجواء المتوترة سياسيا وحكوميا بعدما تمادى مرة اخرى في خطاب الاستفزاز الجوال الذي يعتمده ولا يبدو في وارد الاتعاظ من تداعياته البالغة السلبية عليه وعلى العهد وعلى التيار الذي يقوده. اذ ان زيارة باسيل لطرابلس تركت مجموعة ترددات سلبية يمكن اختصاره بالآتي: جاءت زيارة باسيل لطرابلس في غير اليوم المقرر سابقا واختصر برنامجها فلم تشمل اي مسؤول او زعامة بل اقتصرت على لقاء مناصرين لتياره في معرض رشيد كرامي . وبدا واضحا ان عدد المشاركين في اللقاء الذي أقيم في المعرض كان محدودا وأظهرت صور الناشطين العونيين انفسهم ضألة العدد.

النهار - 7 تموز 2019

إرسال تعليق

 
Top