0
رأت النائب بولا يعقوبيان، أن "لا أمل للبنان بالخروج من نفق الفساد ونهب المال العام، إلا بحكومة تكنوقراط مصغرة كناية عن مجلس ادارة متخصصة في إدارة الازمات ومعالجة الملفات الكبرى الضاغطة على ان تهتم التيارات والاحزاب فقط في مواكبة الشؤون الخارجية من صراعات اميركية روسيا إيرانية عربية، فالشعب اللبناني الذي أوصلته الطبقة السياسية الى الحضيض، لا يهمه إذا بقيت الصين شعبية أم إذا فكت كوريا الشمالية منشآتها النووية، فجل ما يريده ويحلم به هو كهرباء 24/24 وبيئة صحية وخدمات اجتماعية واستشفائية وتربوية".

ولفتت يعقوبيان، لـ "الأنباء"، الى ان "السلطة السياسية في لبنان متخصصة في استغباء الشعب وإيهام الرأي العام بالتغيير"، متسائلة: "أي تغيير يتكلمون عنه والوزراء الذين غرقوا بروائح الفساد باقون في مناصبهم، والتيارات السياسية الفاسدة التي تقاسمت الجبنة ومصت دم الشعب عائدة إلى الحكومة؟"، ما يعني من وجهة نظر يعقوبيان أن "الحكومة العتيدة أكانت من 30 أو من 32 وزيرا، لن تكون أقل فسادا من سابقاتها، وستبقي امل الناس بقيام دولة حقيقية، أسير النهب والفساد والمحاصصة والسمسرات والصفقات، بدليل ان كل القوى السياسية قاتلت للحصول على الحقائب الخدماتية وأبقت حقيبة البيئة بعيدا عن مطالبها لأن لا إمكانية لإبرام صفقات فيها".

وأكدت يعقوبيان أن "ما تريده الطبقة السياسية، هو ابقاء الناس وقود مذهبية وارقام انتخابية لكي تضمن التجديد لها في كل استحقاق انتخابي دستوري ونقابي وطلابي"، مشيرة بناء على هذا الواقع المرير، الى أن "البلاد ذاهبة إلى الاسوأ بدليل أن أقصى آمال السلطة السياسية اليوم، هو تأليف حكومة شبيهة بالحكومة السابقة، مع تعديل بسيط نتيجة الحملات الضاغطة ألا وهو اشراك المرأة في السلطة التنفيذية، علما أن العنصر النسائي سيكون من ضمن المنظومة السياسية نفسها، معربة بالتالي عن يقينها بأن ما يقال عن تغيير قادم مجرد أوهام ليس إلا".
وردا على سؤال ختمت يعقوبيان مؤكدة أن "الثورة في لبنان هي ثورة صناديق، وعلى الشعب بالتالي أن يقلب الطاولة على من فيها عبر امتناعه عن التجديد لأمراء الطوائف والاحزاب والتيارات الذين أوصلوه إلى الفقر والعوز ودفعوا به إلى الهجرة بحثا عن مستقبل آمن اجتماعيا وبيئيا"، مشيرة الى أن "الانسان اللبناني ينهار صحيا نتيجة الكوارث البيئية من نفايات ومياه وأنهر وزراعات مسرطنة، ونتيجة الفساد في إدارة الشأن العام، معتبرة تبعا لما تقدم ان ما سُمي بالعهد القوي هو "عنوان المسخرة"، قائلة: "قليل من الواقعية والصدق ويكفي استخفافا بعقول اللبنانيين"، يدعون القوة وطموح الناس هو الكهرباء وخسَّة غير مسرطنة".

"الأنباء الكويتية" - 6 كانون الأول 2018

إرسال تعليق

 
Top