
اللبنانيون يسألون وحتى الدول الراغبة في مساعدة هذا البلد المبتلي بحكام فاسدين ومفسدين لا يتطلعون إلا لحصد المكاسب الشخصية على حسابهم: متى ينتهي هذا التلاعب بمصيرهم، وبمستقبلهم ومستقبل الشباب؟ بل متى ينتصر في نفوسهم وعقولهم حسّ المسؤولية، التي تحتم عليهم الالتفات إلى مصالح هذا الشعب وحقوقه المسلوبة بدلاً من التلهي في تقاسم الحصص الوزارية، والتفريق بين الدسمة منها وغير الدسمة وبين السيادية وغير السيادية في الوقت الذي لم يعد هناك أي معنى لهذه الكلمة بعدما اتضح أن هؤلاء المسؤولين رهنوا أنفسهم للخارج، وباتوا مسلوبي الإرادة والقرار؟
مضى اسبوع الوعود بولادة الحكومة وانطلاقة عجلة الدولة المتوقفة منذ أكثر من أربعة شهور ولم تحصل أية تطورات على صعيد تذليل العقد التي ما زالت تحول دون ولادة الحكومة العتيدة ولم يحصل أي تطوّر إيجابي على هذا الصعيد، بل إن كل التصريحات والمواقف التي صدرت من هنا وهناك تؤكد على انه لم يحصل أي تقدّم على صعيد التأليف، وان الأمور ما زالت تراوح مكانها، لأن العقد ما زالت على حالها بل ازدادت تعقيداً وفي نفس الوقت غابت عن الساحة الاتصالات والمشاورات بين الأطراف المعنية لأسباب مجهولة معلومة في نفس الوقت، وانقطع الاتصال بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المعنيين الأساسيين في عملية التأليف، وكأن هناك انقطاع تام أو اقتناع باليأس وعدم الجدوى من أي لقاء أو اتصال ما دامت الأمور ما زالت على حالها، ولم يحصل أي تنازل من هذا الفريق أو من ذاك من فرقاء الأزمة الحكومية الراهنة، في حين ان كل المعلومات المتداولة بين الأوساط السياسية تؤكد على ان أزمة التأليف طويلة حتى لو انهار البلد كلّه.
عامر مشموشي - "اللواء" - 3 تشرين الأول 2018
إرسال تعليق