0
شهد لبنان في الايّام الأخيرة أزمة سياسية حادة، انعكست توترا وتحركات احتجاجية في الشارع. وساد القلق من ان يكون هذا المشهد قد ساهم في تعقيد الأزمات المالية والاقتصادية القائمة. ما هي انعكاسات ما جرى على الاقتصاد؟
وصف الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، لـ"الجمهورية"، الوضع القائم بـ"الدقيق وغير المتماسك، كما انه كان بمثابة "ضربة كف" للبلد بأكمله".

وأشار حبيقة الى ان "الأزمة اثرت سلباً على استقرار البلد وحيويته واستمراريته، اذ ان الاحداث التي شهدناها في الايام الماضية اعادتنا الى الطائفية، وهذا أمر يشغل البال".

وتساءل: "كيف يمكن للاستثمارات ان تأتي في ظل هكذا اجواء، وهذا هو التأثير السلبي الاساسي على جو البلد ككل. هذه الاحداث كانت صدمة للجميع، وفي حال لم يكن هناك استقرار لن يكون هناك استثمار في البلد، واذا لم يعالج هذا الموضوع سريعا سيكون له تأثير أكبر مع مرور الايام".

أضاف حبيقة: "هذه الصدمة النفسية التي طالت البلد والمستثمرين، أكبر من خسارة بضع ليرات من الضرائب".

ختم : "حتى في حال انتهت الامور، سيبقى تأثيرها موجودا، اذ أن الاوضاع الاجتماعية لم تصحّح جيدًا".

السياحة

بدوره، أشار الامين العام لإتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي، لـ"الجمهورية"، الى أن "الوضع الذي مررنا به خلال الايام الماضية له تأثير على اللبنانيين في الاغتراب وليس على الاجانب لانه لم يكن لديه انعاكسات أمنية على الارض، لا بل فوضى اجتماعية".

أما عن تزامن زيارة ممثلين عن 55 شركة فرنسية للبنان، للحديث عن المشاريع السياحية ومنها سياحة المؤتمرات مع الاحداث في الشارع، لفت بيروتي الى ان "الفرنسيين كانوا معجبين بلبنان وكانوا مصرين على ان لبنان قادر على ان يكون مقصدا أساسيا لهم في سياحة المؤتمرات الذين يسعون اليها، وان هذه الاحداث لم تؤثر على هذا الموضوع".

تابع: "في الوقت الحالي ليس هناك اي تأثير ولكن في حال استمر الوضع او أكمل نكون قد أطلقنا رصاصة الرحمة على المجتمع اللبناني، اذ نحن نعيش ازمة اقتصادية كبيرة، ونحذر منها".

وأشار بيروتي الى انه "كنا نأمل أن يكون الواقع اليوم محدودا في الوقت وعلى الارض، اذ نحن بصدد التحضير لموسم سياحي صيفي واعد، على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات النيابية.

وهناك الكثير من اللبنانيين يتحضرون لتمضية فصل الصيف في لبنان بالاضافة الى الذين يحبون القدوم الى لبنان في هذا الموسم"، مضيفًا "اليوم هناك حركة استثنائية، وهناك حضور سياحي كبير، ولم يكن هناك تأثير للذي حصل أخيرًا".

في الختام، تمنّى بيروتي أن "يكون هناك وعي سياسي واقتصادي واجتماعي، حيث ان هذا الموضوع لا يقدر ان يتمادى اكثر من ذلك، ونحن في ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها اليوم، في حال استمر هذا الموضوع، احذر من حدوث كارثة اقتصادية، لا تقدر السياسة ان تفيدها او اي شيء آخر".

تاليا قاعي - "الجمهورية" - 2 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top