
ففي وقت اصبح "النأي بالنفس" وإبعاد لبنان عن نزاعات المنطقة محط إجماع دولي قلّ نظيره تُرجم في محطتين بارزتين بعد عودة الرئيس الحريري عن استقالته: بيان مجموعة الدعم الدولية وبيان مجلس الامن، تأتي الزيارات "السياحية" المتكررة لفصائل مسلّحة غير لبنانية تدور في فلك "محور الممانعة" الى جنوب لبنان لتضع "النأي" في مهبّ رياح الاختراق والالتفاف من بوابة ما يعتبره "حزب الله" "النأي بالنفس الخاص بنا" الذي لا يشمل العدو الاسرائيلي. فهل الزيارات الجنوبية التي يبدو انها لن تتوقف لا تُعدّ خرقاً لـ"النأي بالنفس" ما دامت موجّهة ضد العدو الاسرائيلي؟ واين الالتزام بالقرار 1701 الذي يمنع اي تواجد "اجنبي" في منطقة جنوب الليطاني؟ وما هو موقف "حزب الله" المعني الاوّل بالالتزام بسياسة "النأي" بزيارة "ابو العباس" فيما آثار اقدام الخزعلي في الجنوب لم تُمحَ بعد؟
مصادر مطّلعة على اجواء "حزب الله" اوضحت لـ"المركزية" "ان جولة القيادي "ابو العباس" في منطقة الجنوب تأتي في خانة الجولات "المُقاوِمَة"، لافتةً الى "انها ليست خرقاً لسياسة "النأي بالنفس" ما دامت موجّهة ضد عدو مشترك للجميع هو العدو الاسرائيلي".
وقالت "النأي بالنفس الذي اقرّته الحكومة اخيراً مع عودة الرئيس الحريري عن استقالته لا يشمل العدو الاسرائيلي، وزيارة الحاج حمزة يُمكن إدراجها بما اعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه في احتفال "يوم القدس" "بانه في حال شنّت إسرائيل حرباً على محور المقاومة، فإن الأجواء والحدود ستفتح امام آلاف المقاتلين، للمشاركة في هذه المعركة".
ورداً على سؤال عن ان القانون اللبناني يمنع وصول الأجانب إلى منطقة جنوب الليطاني من غير الحصول على إذن مُسبق من قيادة الجيش اللبناني، اشارت المصادر الى "ان زيارة الحاج حمزة لا تتعارض مع القرار الدولي 1701 وهو كأي زائر لتلك المنطقة لا يحتاج الى إذن للتجوّل فيها، وهو كان بلباس مدني ولم يقم بأي استعراض عسكري. فجولته سياحية لا اكثر".
وعلى رغم الجولات "السياحية" المتكررة لقادة فصائل مسلّحة عراقية وسورية "ممانعة"، الا ان "المصادر اكدت "ان "حزب الله" مُلتزم بـ"النأي بالنفس" الذي لم يشمل مسألة العدو الاسرائيلي، فلا نأي ولا حيادَ عن العدو الاسرائيلي الذي يواصل خرقه للسيادة اللبنانية في شكل شبه يومي ويُطلق التهديدات بين الحين والاخر بشنّ عدوان على لبنان، فهل يجوز النأي في هذه الحالة"؟
"المركزية" - 28 كانون الأول 2017
إرسال تعليق