0
يحلو لبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام لقب بطريرك العرب، كما بطريرك المسلمين، وهو الذي حمل هم فلسطين عندما كان مطراناً فيها، وهم سوريا مسقطه، وهم لبنان بالطبع، ويقول إنه يحمل هم دنيا العرب بمسيحييها ومسلميها لانهم مكون واحد، او مكونات عدة في أمة واحدة.

بالامس اطل علينا المفتي المنتخب للطائفة السنية في لبنان مفتياً للجمهورية بمسيحييها ومسلميها، خصوصا اننا نعيش زمن "الداعشية" الرافضة الآخر، بل قاتلته، كما يحصل في العراق بحق المسيحيين والايزيديين، وفي سوريا بحق العلويين والشيعة اذا توافروا في مناطق التنظيم التكفيري.


تجعلنا اطلالة المفتي الجديد عبد اللطيف دريان نتذكر الآية الكريمة "إن اكرمكم عند الله أتقاكم"، ومثلها في الانجيل "ما فعلتم بهؤلاء الصغار اخوتي فبي فعلتموه"، في اشارة الى عمل الخير مع كل محتاج من دون النظر الى لونه ودينه ومعتقده، خصوصا ان اكثرية الناس الساحقة لم تختر دينها وطائفتها بل قبلته بعدما ورثته أباً عن جد.
 

فقد جسد المفتي الجديد في اول خطاب له منهج الاعتدال الذي سيتبعه إن بتسميته المسيحيين كما هي تسميتهم وكما يريدونها، لا جعلهم نصارى، أو بالتشدد في ابعاد شبح الفتنة السنية – الشيعية، او برفع الصوت حيال ما يلحق بمسيحيي الموصل من تهجير واقتلاع، خصوصا في ظل صمت مريب من المرجعيات الاسلامية في العالم العربي، بدءاً من الازهر، مروراً بمفتي السعودية، وصولا الى آية الله الخامنئي في ايران.
 

لنقرأ ما قاله المفتي الجديد: أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، بيننا وبين المسيحيين في الوطن والثقافة والقومية شراكات ووجوه عيش عريق، وقد اختلفنا ونختلف في أمور كثيرة، لكننا ومنذ قرر القرآن الكريم أن النصارى هم الأقرب مودة لنا، ما اختلفنا على الحق في الدين وفي الوطن وفي الحرية وفي الكرامة والعيش المشترك، فكيف يرغم المسيحي بالموصل وغير الموصل على ترك الدين والدار، وتتهدد حريته وكرامته وحياته من هذه الجهة أو تلك وباسم قهر فاجر ما أنزل الله به من سلطان؟ إن الدفاع عن الدين والوطن والعيش المشترك يقتضينا نحن اللبنانيين جميعا، ونحن العرب جميعا، أن نقوم معا، وبمقتضى التجربة العريقة، بالواجب الديني والأخلاقي والوطني والعربي في مكافحة هذه الفئة الباغية على المسيحيين كما كافحنا ونكافح هذا التطرف دفاعا عن ديننا وإنساننا. هناك اثنا عشر مليون عربي مهجر، ونصف مليون قتيل عربي خلال أقل من خمس سنوات، وتهجير المسيحيين والفئات الأخرى أو اضطهادهم من ضمن ظواهر الطغيان والتطرف والتمييز، والتي ينبغي مكافحتها اليوم قبل الغد، وإنني لأتوجه إلى الشركاء المسيحيين بمشاعر التضامن والتعاطف وإحقاق الحق والقسط، فنحن معاً نستطيع القيام بالكثير انطلاقاً من لبنان، وطن الرسالة والإنسان".

غسان حجار - النهار 14\8\2014

إرسال تعليق

 
Top