0
ازاء التطورات الحاصلة في العالم جراء الإصابة بفيروس كورونا، بات من الواضح أن لهذا الفيروس الكثير من التداعيات السياسية والاستراتيجية في العالم، في ظل استغلال بعض الأطراف الإقليمية والدولية لهذا الظرف المستجد.
وأخيرا تطرقت وائر غربية للحديث عن قيام حركة حماس بتوزيع المساعدات التي تصل إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان بصورة غير عادلة أو أخلاقية وفقا لانتمائاتهم السياسية، موضحة أن تلك المساعدات يتم توزيعها على اللاجئين طبقا لانتمائاتهم السياسية، وتحديدا عناصر حركة حماس الحاصلة على القسط الأكبر من هذه المساعدات.
وكشفت صحيفة التايمز في تقرير لها أن عدداً من مسؤولي حركة حماس في لبنان قاموا بتحويل الأجزاء الرئيسية من أموال المساعدات لأنصارهم، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه القضية. واشارت مصادر فلسطينية إلى الدور الذي يقوم به أحمد عبد الهادي ممثل حركة حماس في لبنان في هذا الصدد، حيث يقوم وبمساعدة بعض من نشطاء الحركة على تحويل الجزء الرئيسي من الأموال لمساعدة الناشطين وأنصار الحركة في المخيم.
واشارت مصادر فلسطينية مسؤولة إلى أن الكثير من عناصر المنظمات الفلسطينية الأخرى مثل فتح او الجبهة الشعبية أو غيرها من المنظمات لا تحصل على اي مساعدات ولا على اي تمويل مخصص لها من قيمة المساعدات الدولية التي توزعها بعض دول العالم على اللاجئين مع استئثار حماس بهذه المساعدات، وهو ما يزيد من معاناتهم الصحية والمادية ويزيد من نسب الفقر بينهم.
اللافت أن صحيفة إيفننج ستاندرز البريطانية اشارت إلى تكوين حركة حماس ما يشبه التنظيم المعني بالأساس بالحصول على اي مساعدات يتم توزيعها على المخيمات، وهو التنظيم الذي يتواجد في الكثير من المواقع المركزية وله شبكة من العلاقات داخل مختلف المخيمات، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
اللافت أن هذا الجدال المرتبط بهذه القضية يأتي مع تصاعد الجدال الحاد اليوم فيما يتعلق بعودة الكثير من الفلسطينيين إلى لبنان، وهو الجدال الذي اشتعل عقب إعلان بعض من الدول العربية رفض لبنان تحديدا عودة الكثير من اللاجئين ممن يعيشون على أراضيها مع قدومهم من بعض الدول العربية نتيجة لتفشي وباء كورونا في العالم.
وأصدرت المديرية العامة للأمن العام اللبناني خلال الساعات الأخيرة قرارًا يقضي بعدم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان على متن طائرات الإجلاء، التي تقوم بها السلطات اللبنانية لمواطنيها في مختلف دول العالم، على إثر فيروس كورونا، الأمر الذي أوقف عودة العشرات منهم حتى الآن.
عموما فإن من الواضح أن تداعيات جائحة كورونا تتصاعد هذه الايام في شتى أنحاء العالم، وهو التصعيد الذي بات واضحا في التعاطي مع الكثير من القضايا الدقيقة المرتبطة بالكثير من الأمور الاستراتيجية الأخرى.

أحمد عزت - ليب تايم - 5-5-2020

إرسال تعليق

 
Top