0
تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية عقب تأخر اي خطوة تتم بشأن إبران، اي صفقة تبادل الأسرى بين الحوثيين والسعودية، وهو التأخر الذي يحمل الكثير من الدلالات التي تشير إلى إمكانية عدم القيام باي خطوة أو تفاعل سعودي ردا على العرض الحوثي الأخير الذي يعرض على السعودية إمكانية مبادلة عدد من أسرى المملكة المتواجدين في قبضتهم مقابل الافراج عن بعض من القيادات الفلسطينية الموجودة في السعودية.
وتتهم الرياض هذه القيادات الفلسطينية بأنهم أعضاء في حركة حماس، وقاموا بأنشطة مخالفة للقانون، الأمر الذي تطلب اعتقالهم في النهاية عقب فترات من المراقبة ومتابعة انشطتهم.
المثير للانتباه أن بعض القيادات التابعة لحماس أشارت وفور الإعلان عن هذا العرض إنه مجرد عرض دعائي الهدف منه فقط الترويج للحوثيين دون تحقيق أي مكاسب سياسية على ارض الواقع.
بدورها ابرزت بعض الدوائر ما وصفته بالتأخير في إبرام هذه الصفقة أو حتى اي تفاعل سعودي للموافقه عليه، الأمر الذي بات ملاحظا الأن رغم الهدوء الحذر الذي تعيشه اليمن منذ تفشي وباء كورونا ومساهمته في الإعلان عن هدنة تقارب الشهر بين الحوثيين وقوات التحالف.
واهتمت بعض الصحف الغربية بهذه النقطة، مشيرة في الوقت عينه إلى عدم واقعية هذه الصفقة ووجود الكثير من العقبات أمامها.
وقال مصدر فلسطيني لصحيفة الغارديان إلى أن جماعة الحوثي ومع الإعلان عن هذه الصفقة كانت ترغب ففقط في تحقيق عدد من الأهداف، أولها محاولة تحسين صورة هذه الجماعة عربيا وظهورها في صورة الجماعة الوطنية العربية التي تناضل من أجل القضية الفلسطينية بعيدا عن أي أجندات خارجية، وهذا هو ما أعلنته الكثير من المصادر السياسية التي وصفت هذا العرض من جماعة الحوثي بالمناورة السياسية التي تهدف فقط إلى حصد المكاسب.
بالاضافة إلى أن الهدف من هذه الخطوة تمثل في محاولة الترويج للحركة على الصعيد الشعبي العربي ولا يمثل بأي حال من الأحوال خطوة جادة للإفراج عن عناصر حركة حماس، ومحاولة تحقيق أي مكسب سياسي للحوثيين بين القوى العربية وإظهارها في صورة الحركة التي تدافع عن القضية الفلسطينية وليس الحركة السياسية المرتبطة بإيران والتي تنفذ اجنداتها الخارجية أو الإقليمية في الشرق الأوسط.
وأوضح المصدر أن الحركة كانت تدرك أيضا أن شعبيتها تنهار في الكثير من الأوساط العربية، الأمر الذي دفعها لاستغلال هذه القضية والتلويح بإمكانية قبولها بعملية مبادلة الأسرى رغبة منها فقط في حصد اي مكاسب سياسية، وهو ما بات واضحا من خلال التصريحات التي أدلى بها مسؤولين حوثيين تعليقا على هذه الصفقة.
اللافت أن الرد السعودي الرسمي كان متحفظا في التعاطي مع هذا العرض الحوثي، باستثناء تغريدة كتبها الأمير عبد الرحمن بن مساعد معقبا على هذا العرض، قائلا "حوثي إيران التي بها فيلق القدس الذي قاتل في كل مكان إلّا القدس ورئيسه سليماني الذي قتل 500 الف سوري وأسمته حماس شهيد القدس رغم أنها بررت خروجها من سوريا برفضها لتعامل بشار مع شعبه.. حماس نفسها هي من زار رئيس الموساد قطر طالبًا دعمها شهريًا بملايين الدولارات ونفذت قطر طلبه.. ياللعبث!"..
من جهته قال رئيس تحرير صحيفة "عدن اليوم" فتحي بن لزرق: "إن العرض لا يتجاوز كونه مناورة سياسية بائسة"، مضيفًا أن الحوثي يريد تحقيق مكاسب سياسية "عبر دغدغة العواطف والمشاعر العربية في ما يخص قضايا المقاومة الإسلامية (حماس)، والمقاومة بشكل عام في فلسطين".
وتابع بن لزرق في تصريحات إعلامية له قائلا: "نحن أمام حالة متاجرة سياسية لا أكثر ولا أقل، فهناك عديد من القضايا التي يمكن أن يتفاوض فيها الحوثي مع السعودية".

أحمد عزت - ليب تايم - 29-4-2020

إرسال تعليق

 
Top