0
تتواصل ردود الفعل العربية والإقليمية بشأن الزيارة التي ينوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية القيام بها إلى لبنان، وهي الزيارة التي تكتسب أهمية كبيرة لأسباب عدة، ابرزها انها ستشمل الاجتماع مع كبار القيادات في المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من أهمية هذه الخطوة.
وتشير صحيفة انديبندنت في تقرير لها إلى دقة هذه الزيارة، خاصة وإنها تتعلق بسلاح المخيمات، وهي القضية التي ناقشتها الكثير من وسائل الاعلام والصحف سواء العربية أو الغربية على حد سواء.
ويقول مصدر فلسطيني للصحيفة أن هناك جهات لبنانية تنوي الاجتماع برئيس المكتب السياسي من أجل وضع حد لما يمكن وصفه بفوضى السلاح، وهي الفوضى التي لا تتوقف حتى الان.
يذكر أن قضية إزالة السلاح أو ما يعرف لبنانيا بإزالة المظاهر العسكرية من المخيمات يعتبر من أدق القضايا الفلسطينية الخارجية، خاصة وأن البعض ربط هذه الخطوة بالمقترحات الأميركية لمسيرة التسوية أو ما يعرف إعلاميا بصفقة القرن، وهو ما دفع بالكثير من المصادر إلى وصف هذه الخطوة بأنها خطوة سياسية اختلفت عليها الآراء الأمنية والسياسية حول اعتبارها مقدمة لـ"صفقة القرن"، أو كونها "ضرورة أمنية".
يذكر أن عدد من كبار قيادات الفصائل عقدت اتفاقا شهيرا العام الماضي، وهو الاجتماع الذي ضم عدد من كبار المسؤولين في الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية في المخيمات سواء من حركتَي فتح وحماس من أجل الاتفاق على نزع أسلحة المخيمات من الفلسطينيين، وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل، غير أن الكثير من الشواهد الواقعية الان تؤكد عدم تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع.
ورغم أن هذا الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في شهر أيار (مايو) الماضي يبقي على بعض الأسلحة الفردية في المكاتب الحزبية لحمايتها، غير أن الكثير من القيادات العسكرية في المخيمات انتهزت الفرصة وقامت بإخراج أسلحتها العسكرية من جديد، الأمر الذي يضفي أهمية على زيارة إسماعيل هنية الذي سيطالب القيادات العسكرية في المخيمات بضرورة الحذر وعدم استخدام السلاح، والأهم من هذا الحرص عند التعاطي معه.
ويقول مصدر فلسطيني أن حزب الله ينوي الحفاظ على السلاح، وبالأصح احتفاظ قيادات وجماعات معينة من داخل المخيمات بالأسلحة الخاصة بها.
وعن السبب في هذه الخطوة يقول المصدر إنها تعود لأسباب عدة، أولها أن حزب الله يعتبر عناصر حماس في المخيمات بمثابة سند له، خاصة وأن الحزب ومعه سوريا وإيران يرغبون في استخدام ورقة حماس كحركة مقاومة في علاقاتهم السياسية وكورقة مناورة مع الإدارة الأميركية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، ورغم العلاقات المتوترة بين حركة حماس وسوريا إلا أن الأخيرة ترى ضرورة استغلال علاقات حلفائها مع حماس لتفعيل عمل السلاح بما يحقق أهدافها الخاصة.
بالاضافة إلى رغبة عناصر حزب الله في تنفيذ عمليات عسكرية محددة سواء من خلال عمليات فعلية أو استعراضية، وسيكون سلاح حماس هو الوسيلة أو الأداة لتنفيذها بالنهاية.
ويوضح هذا المصدر أن الكثير من قيادات حماس تعمل على تطبيق سياسات حزب الله والراعي الأول له إيران في الدولة اللبنانية، موضحا أن الخوف الان يتعلق بطرح بعض من القيادات الفلسطينية لتساؤلات عن موقف عناصر حماس في حال اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل؟ وهل يمكن أن تجتاح إسرائيل المخيمات كما حصل في حرب بيروت الأولى في بداية الثمانينيات؟
يذكر أن بعض من التقارير الدولية اشارت إلى أن حزب الله تحديدا وقف كثيرا أمام الرغبات الخارجية سواء من تل أبيب أو واشنطن من أجل نزع سلاح حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية في لبنان.
وأعلن حزب الله من قبل إن السلاح الفلسطيني في لبنان هو سلاح مقاومة، ولم يرتكب أخطاء تجاه سيادة الدولة اللبنانية، أو تجاه سيادة واستقرار البلاد، وبالتالي فإن المس به قبل حلّ القضية الفلسطينية هو بمثابة تقديم أوراق اعتماد لإسرائيل دون أي مقابل.
عموما فإن هذه القضية تعتبر واحدة من أخطر وأهم القضايا المعقدة التي سيناقشها هنية أثناء تواجده في لبنان قريبا، الأمر الذي يزيد من خطوة هذه القضية وحساسيتها الان.

أحمد محمد - ليب تايم - 3-3-2020

إرسال تعليق

 
Top