0
بات من الواضح أن هناك أرتباطا وثيقا يتجلى بين صفقة القرن من جهة وبين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من الدول العربية وتحديدا لبنان من جهة أخرى، وهو ما بات واضحا من خلال أسلوب التعاطي الفلسطيني مع هذه الصفقة.
وكشفت مصادر صحفية أن هناك حالة من القلق تعتري القيادات اللبنانية من أن يتحول الاهتمام بقضيتهم الرئيسية ومطالبهم الاحتجاجية التي تتلخص في حل الأزمة الاقتصادية وفض اي شكل من أشكال التوترات العرقية ومكافحة الفساد لصالح التعاطي مع صفقة القرن.
اللافت أن هذه الرغبة باتت واضحة عقب التغريدة الأخيرة التي كتبها السفير الأميركي في إسرائيل والتي انتقد فيها باسلوب غير مباشر نتنياهو، مطالبا إياه بعدم الإقدام على اي خطوة سياسية لضم اي جزء من أراضي الضفة الغربية إلا عقب الرجوع إلى الولايات المتحدة واستشارتها في هذا المجال.
ويشير مصدر لبناني مسؤول إلى أن تصاعد الحديث عن صفقة القرن بات واضحا الان خاصة مع التطورات الدولية المتعلقة بالصفقة، فضلا ايضا عن إن الحديث الان عن هذه الصفقة وتداعياتها بات يغلب على المطالب الاجتماعية أو السياسية التي يطالب بها الاف المتظاهرين بالشارع اللبناني، وهو ما يمثل تهديدا سياسيا انتبه إليه البعض.
وما يعزز ذلك التخوف هو تصدي حركة حماس، المتواجدة بقوة في الساحة اللبنانية، لهذه الصفقة، الامر الذي يأتي على حساب المطالب السياسية اللبنانية، خاصة وان وضعنا في الاعتبار وجود الكثير من القيادات المسؤولة لحركة حماس في لبنان، وهي القيادات التي تسع إلى حصد المكاسب السياسية بأي طريقة ولو على حساب التحرك الجيوسياسي في الشارع اللبناني.
وتشي صحيفة تايمز البريطانية في تقرير لها إلى دقة هذه القضية، خاصة مع طرح التباين الأميركي الإسرائيلي أخيرا بشأن تطبيق هذه الأزمة، وسعي حماس إلى استغلال هذا التباين من أجل حصد اي قدر من المكاسب أو النقاط لتحقيق هذا الغرض حتى ولو على حساب الشارع اللبناني ومطالبه.
وتتفق مع هذا المعنى صحيفة مترو الشعبية البريطانية التي اشارت إلى أن للكثير من القيادات التابعة لحركة حماس مطالب، وهي المطالب التي لن تتوقف لأي تطور سياسي مهما كان، وستعمل قيادات حماس على تنفيذها وبقوة مهما كان الثمن في ظل تصاعد حدة الجدال سواء العربي أو الإقليمي أو الدولي المرتبط بها.
عموما فإن من الواضح أن قيادات حماس في لبنان تسع إلى استغلال هذه التطورات السياسية المتعلقة بالصفقة على حساب الشارع الغاضب، وهو ما بات واضحا الان في ظل دقة المشهد السياسي المتعلق بهذه القضية.

أحمد محمد - ليب تايم - 10-2-2020

إرسال تعليق

 
Top