0
طرحت دوائر فلسطينية عدة، تساؤلات متعددة منذ الأمس بشأن الإمكانية الواقعية أو العملية لتنفيذ "بنود" صفقة القرن، وهو الطرح الذي بات يمثل تحديا مهما خاصة مع رهان بعض من الدوائر السياسية في فلسطين على صعوبة تنفيذ هذه الصفقة. والأهم من هذا صعوبة إخراج الكثير من الأطروحات التي نادى بها وأعلنها الرئيس الأميركي إلى الواقع. 
وتشير صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها إلى أن غالبية الفلسطينيين ممن يعيشون في الضفة الغربية يرون أنه لن يتغير شيء في الحياة اليومية لهم، موضحين في النهاية بأن الخطة لن تنفذ. وفي هذا الصدد تشير الصحيفة إلى أنه وبمراجعة الكثير من الفلسطينيين فإن الالاف منهم لا يعرفون بكواليس الصفقة، والأهم من هذا لا يكترثون بها ويرون إن هناك الكثير من العراقيل التي تعترضها، غير أن ما يهم الفلسطينيين الان وبالأساس هو المردود الاقتصادي، والاستقرار التوظيفي ومقاومة الفساد، وتوفير فرص العمل. 
وأوضحت الصحيفة أن هذه البنود وبالأساس هي ما يهم المواطن الفلسطيني وليس أي شيء أخر. اللافت أن ذات النقطة اهتمت بها يومية ايفننج ستاندر الشعبية، والتي أشارت إلى دقة هذه النقطة المتعلقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بادر بالإعلان عن مبادىء أطروحته للتسوية أو ما يعرف بصفقة القرن. 
وقالت الصحيفة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي معرض رده على ترامب اشار إلى نقطة مركزية وهي أن الصفقة ترتبط باسم ترامب وليس الولايات المتحدة، وبالتالي فإن السؤال المركزي الان "ما هو مصير هذه الصفقة حال عدم وجود ترامب على الساحة السياسية"، سواء ان كان هذا لاسباب سياسية حال خسارته للانتخابات الرئاسية، أو انتهاء فترة رئاسته أو حتى محاكمته قانونيا لأنه متهم ببعض تهم الفساد السياسي. الأمر الذي يثير الكثير من الشكوك بشأن تنفيذ هذه الصفقة أو مبادىء ترامب للتسوية. 
وتضيف الصحيفة أن هناك الكثير من بنود الصفقة المتشعبة، والتي يستحيل تطبيقها او تنفيذها إلا بالعودة للفلسطينيين والتفاوض للتحاور معهم، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي المتعلق بهذه القضية. عموما، فإن الكثير من الدراسات أو التقديرات الاستراتيجية تشكك في إمكانية تطبيق هذه الخطة وإخراجها إلى حيز الوجود، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار وجود الكثير من المشاكل التقنية والالية المتعلقة بها، وإنها لم تخرج إلا لمساعدة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقط لمواجهة مشكلاتهم السياسية.

أحمد محمد - ليب تايم - 29-1-2020

إرسال تعليق

 
Top