مع تصاعد وتيرة العقوبات الأميركية على "حزب الله" وأعوانه في لبنان، بدت ملفتة حملة "المحور الإيراني" على دولة الإمارات العربية المتحدة التي افتتحها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتهديد الإمارات، وانسحبت على المنظومة التابعة له عبر وضعها في خانة العداء وتصويرها هدفاً من أهداف هذا "المحور".
والمثير للاستغراب أكثر، إصرار هذا الفريق على جرّ لبنان عنوةً إلى صراع إقليمي يبدأ بموقف سياسي، ويتدرج ليصل إلى استعمال لبنان منصّة لرفع الإصبع الإيراني لتهديد فراشة العالم العربي، الدولة المحبة للبنان والحاضنة لجزء كبير من شعبه المنتشر، دولة "الأخوَّة الإنسانية" في زمن "قايين وهابيل". دولة البحث عن سعادة المقيمين على أراضيها من دون ملل، في زمن الحروب الرمادية. دولة الأكسبو 2020 في زمن الانهيارات المالية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يسمح لبنان الرسمي والشعبي بتهديد دولة شقيقة لم تميّز يوماً بين مسلم ومسيحي ولا بين سني أو شيعي أو درزي أو علوي من بين اللبنانيين المقيمين على أرضها الصاخبة بمواكبة التطور على الصعد كافة.
"الإمارات بلدنا الثاني"... لسان حال كل عائلة لبنانية لديها فرد أو أكثر يعيش في أبو ظبي أو في دبي بين أهله وناسه معززاً مكرماً. فهل يجوز القبول بتهديدها من لبنانيين لأسباب ومصالح غير لبنانية.
كان لي الحظ بمرافقة الرئيس ميشال سليمان في زيارة إلى الامارات. خلال الاستقبال الرسمي أبلغ حاكم إحدى الامارات الرئيس سليمان إن الدولة قررت إعمار المزيد من الكنائس إيماناً منها بحرية المعتقد فعاجله الرئيس سليمان بالرد: هذا عظيم لكن هناك مطلب إضافي يوازي هذه الخطوة. نتمنى عليكم عدم تدفيع أي لبناني ثمن مواقف زعيمه حتى لو كانت عدائية تجاهكم. أجابه الحاكم مبتسماً: "تكرم فخامة الرئيس".
نعود إلى ربط لبنان بصراعات المحاور ونسأل عن المصلحة الوطنية العليا التي تضع البلاد بحكامها وناسها موضع "العدو" لدولة عربية شقيقة بادلتنا لعقود خلت كل المحبة والاحترام.
إذا كان للإمارات العربية مشكلة مع اليمن أو فيها، فهذا شأن إماراتي - يمني يجب ألا نتدخل فيه. والحكومة اللبنانية لم تكلف السيد نصرالله التحدث بإسمها للتهديد تارةً، وزجّ لبنان في المحور الإيراني المعاقب دولياً والمعادي للدول العربية الشقيقة تارةً أخرى.. لكن الصمت الرسمي مريب.
إن قوة لبنان تكمن في تحييده عن صراعات المحاور. أما مقبرة لبنان فعبر ربطه بمحور يصدِّر الأزمات ويتصدَّر واجهة الصراع ويعتمد قواعد تدميرية لا يحتملها الكيان اللبناني، وهي ليست من شيمه ولم تكن يوماً في صلب سياساته الخارجية تجاه الدول الصديقة.
لبنان مرتع الحرّيات بفرادته وقيمه يتدحرج إلى الدرك الأسفل.. سامح الله من رماه في حضن "الولي الفقيه"، أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي!
والمثير للاستغراب أكثر، إصرار هذا الفريق على جرّ لبنان عنوةً إلى صراع إقليمي يبدأ بموقف سياسي، ويتدرج ليصل إلى استعمال لبنان منصّة لرفع الإصبع الإيراني لتهديد فراشة العالم العربي، الدولة المحبة للبنان والحاضنة لجزء كبير من شعبه المنتشر، دولة "الأخوَّة الإنسانية" في زمن "قايين وهابيل". دولة البحث عن سعادة المقيمين على أراضيها من دون ملل، في زمن الحروب الرمادية. دولة الأكسبو 2020 في زمن الانهيارات المالية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يسمح لبنان الرسمي والشعبي بتهديد دولة شقيقة لم تميّز يوماً بين مسلم ومسيحي ولا بين سني أو شيعي أو درزي أو علوي من بين اللبنانيين المقيمين على أرضها الصاخبة بمواكبة التطور على الصعد كافة.
"الإمارات بلدنا الثاني"... لسان حال كل عائلة لبنانية لديها فرد أو أكثر يعيش في أبو ظبي أو في دبي بين أهله وناسه معززاً مكرماً. فهل يجوز القبول بتهديدها من لبنانيين لأسباب ومصالح غير لبنانية.
كان لي الحظ بمرافقة الرئيس ميشال سليمان في زيارة إلى الامارات. خلال الاستقبال الرسمي أبلغ حاكم إحدى الامارات الرئيس سليمان إن الدولة قررت إعمار المزيد من الكنائس إيماناً منها بحرية المعتقد فعاجله الرئيس سليمان بالرد: هذا عظيم لكن هناك مطلب إضافي يوازي هذه الخطوة. نتمنى عليكم عدم تدفيع أي لبناني ثمن مواقف زعيمه حتى لو كانت عدائية تجاهكم. أجابه الحاكم مبتسماً: "تكرم فخامة الرئيس".
نعود إلى ربط لبنان بصراعات المحاور ونسأل عن المصلحة الوطنية العليا التي تضع البلاد بحكامها وناسها موضع "العدو" لدولة عربية شقيقة بادلتنا لعقود خلت كل المحبة والاحترام.
إذا كان للإمارات العربية مشكلة مع اليمن أو فيها، فهذا شأن إماراتي - يمني يجب ألا نتدخل فيه. والحكومة اللبنانية لم تكلف السيد نصرالله التحدث بإسمها للتهديد تارةً، وزجّ لبنان في المحور الإيراني المعاقب دولياً والمعادي للدول العربية الشقيقة تارةً أخرى.. لكن الصمت الرسمي مريب.
إن قوة لبنان تكمن في تحييده عن صراعات المحاور. أما مقبرة لبنان فعبر ربطه بمحور يصدِّر الأزمات ويتصدَّر واجهة الصراع ويعتمد قواعد تدميرية لا يحتملها الكيان اللبناني، وهي ليست من شيمه ولم تكن يوماً في صلب سياساته الخارجية تجاه الدول الصديقة.
لبنان مرتع الحرّيات بفرادته وقيمه يتدحرج إلى الدرك الأسفل.. سامح الله من رماه في حضن "الولي الفقيه"، أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي!
بشارة خيرالله - نداء الوطن - الجمعة 27 أيلول 2019
إرسال تعليق