0
نجحت المساعي بالواسطة في احتواء "الحرب" الكلامية التي نشبت بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"تيار ‏المستقبل"، واتفق الجانبان بعد تهشيم اصابهما، على ان العلاقة بينهما تحتاج الى مراجعة عميقة. وعلمت "النهار" ان ‏الخط الساخن الذي دخل عليه الرئيس نبيه بري، فتح بين الوزير وائل أبوفاعور والوزير السابق غطاس خوري، وأدى ‏التواصل بينهما الى ضبط جزئي للردود والردود المقابلة، وعمل كل جانب على ضبط صفوفه بعد تبادل التهم ‏والكلمات التي تجاوزت الحدود المتعارف عليها. وغرد رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط: "أتوجه الى جميع الرفاق ‏والمناصرين مطالبا بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل". ‎ ‎
وكان أبوفاعور أكد "ان العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام، لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار ‏السياسي الحالي، والمآل الطبيعي بالاستناد الى العلاقة التاريخية بين الطرفين ان يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار ‏المستقبل لتبيان الخيط الابيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصاً ان الامر يتعلق بأساسيات ‏نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف". وقال ان "الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي لديهما رأي اعتراضي ‏حول ما سمي التسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على البلاد‎".
‎ في المقابل، أفادت أوساط "المستقبل" انه "اذا كان هدف جنبلاط اعادة الحريري الى تموضعه مع حلفائه الاسبقين في ‏‏14 اذار، مع ما يستتبع ذلك من تخليه عن تحالفه مع الرئيس ميشال عون، فانه اعتمد الطريق الخطأ، ويرفض ‏الاعتراف انه خسر الرهان، لان الرئيس الحريري عقد اتفاقاً مع رئيس الجمهورية لا عودة عنه، وهو لم يتنازل عن ‏الاساسيات بعكس ما يحاول البعض تصويره‎".‎
‎ وخلاف أمس لم يكن وليد ساعته، بل هو نتاج احتقان حاول أبوفاعور احتواءه الاسبوع ما قبل الماضي بلقاء مع ‏الحريري لم يحصل بسبب تغريدات جنبلاطية استبقت الموعد. وقد احتدم الخلاف قبيل التعيينات الادارية المتوقع ان ‏تبدأ بشائرها هذا الاسبوع، او ربما تأخرت بعد التوترات المتنقلة، خصوصا بعد اعلان الوزير السابق وئام وهاب ان ‏ثلث المواقع التي تخص الطائفة الدرزية ستذهب اليه وحلفائه في قوى 8 اذار، وان زمن الاحادية والاحتكار ولى الى ‏غير رجعة، في رسالة ضمنية الى جنبلاط‎.‎
‎ و"الحصار على جنبلاط" في رأي مؤيديه، انطلق منذ مدة غير قصيرة، وترى أوساط تحالف قوى 14 اذار السابق ان ‏تدميراً ممنهجاً يصيب اطرافه من الاشتراكي الى "القوات" والكتائب، وان العملية تتم بعزلها عن "تيار المستقبل" ‏بعدما "أخذ" الى مكان اخر بعيد. وهذا الامر ساهم في اضعاف تلك القوى واستفرادها. وقد ظهر هذا الخطاب في ‏تغريدات المؤيدين أمس، فذكر كثيرون بدور وليد جنبلاط في "انتفاضة الاستقلال" عام 2005، فيما رد مستقبليون ‏بانه لا ضرورة للتذكير الدائم، خصوصاً ان التيار الازرق "لم يقصر" مع زعيم الاشتراكي‎.‎
‎ ومن التغريدات التي اطلقت أمس‎:‎
‎ غرد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري: "‏مشكلتكم يا اخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم ‏لما تعرفوا خبروني".‎
وعلق رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب: "يا شيخ سعد الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد ‏بك كان أبوك الله يرحمو كان عندو الدوا هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران بدك تتحمل‎".
‎ وأعاد الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، نشر تغريدة وهاب معبراً عن اعجابه بها‎.‎
‎ وغرد النائب بلال عبدالله: "مشكلتنا معك دولة الرئيس للاسف، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد وبماذا تفرط، خاصة بشيء ‏ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لاضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر‎". رد عليه عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجار: "عزيزي بلال الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حدا ‏ولا بيقلب ألف قلبة وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها ‏وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس انو عنا رئيس حكومة معبي مركزه بس ما عاد ‏قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف‎".‎
وغرد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس رداً على الحريري: بدنا رئيس حكومة.

النهار 24 حزيران 2019

إرسال تعليق

 
Top