0
تترقّب دائرة "بعلبك - الهرمل" ساعة الإستحقاق النيابي لبلورة صورة الخيارات التي سيتّخذها الناخبون، بصرف النظر عن انتماءاتهم في ضوء تصاعد وتيرة المنافسة بين اللوائح، وارتفاع مستوى التململ في أوساط المواطنين جراء كثرة الوعود الإنتخابية، وتضارب الشعارات ما بين فريقي 8 و14 آذار، اللذين يخوضان الإنتخابات النيابية تحت عناوين سياسية في هذه الدائرة فقط، وذلك خلافاً لكل الدوائر الأخرى، حيث اختلطت التحالفات في ما بينهما، ولو بشكل غير مباشر.

وبرأي أوساط نيابية مواكبة في هذه الدائرة، فإن إجماعاً قد سُجّل على كل المستويات، يتمحور حول وجوب التغيير مما يطرح إشكاليات أمام الوجوه النيابية المعتادة والممثّلة لكل الأحزاب، وليس فقط "الثنائي الشيعي" وحلفائه في "الحزب السوري القومي الإجتماعي" و"التيار الوطني الحر" وبعض العائلات السياسية في المنطقة، ويسهّل في المقابل مهمة الفريق السياسي المنافس مثل "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" اللذين يخوضان المعركة الإنتخابية بتنسيق كامل، خلافاً لما هو عليه المشهد بينهما في دوائر إنتخابية أخرى، حيث اختار "تيار المستقبل" التحالف مع "التيار الوطني الحر".

وتكشف هذه الأوساط النيابية ذاتها، عن أن المتسابقين ينشطون في التحرّك ميدانياً بعد استراحة لأيام معدودة خلال الأسبوع الماضي جراء التصعيد في سوريا، وأن اللوحة الإنتخابية قد ارتسمت بشكل نهائي، حيث تستقر المواجهة في سياق المقعدين الشيعي والكاثوليكي في الدرجة الأولى، في ظل ما يتردّد عن احتمال حصول خروقات بأكثر من مقعدين للائحة "الثنائي الشيعي"، والذي يسعى للحفاظ على مقاعده الحالية من خلال اتباع خطة تهدف إلى توزيع الأصوات التفضيلية بين مرشحيه ومرشحي القوى الحليفة له بشكل يحول دون أية خروقات في أي من المقاعد الشيعية بشكل خاص. لكن هذا التوجّه، يصطدم اليوم بالعوائق ذاتها التي سُجّلت منذ بدء الإستعدادات للإستحقاق النيابي، حيث تلاحظ الماكينات الإنتخابية التابعة لحركة "أمل" و"حزب الله"، أن البيئة البقاعية الحاضنة بامتياز للمقاومة، لم تغفل الحديث صراحة عن ميلها نحو التغيير من خلال تأييد اللوائح التي تركّز على الإنماء ورفع الحرمان عن المنطقة، وإن كانت تمنح صوتها للمقاومة من حيث الخيارات السياسية، والتي تختلف اليوم عن الخيارات الإنتخابية.

وفي هذا السياق، كشفت الأوساط نفسها، عن استراتيجية "من بيت الى بيت" يتبعها أعضاء الماكيناتين الإنتخابيتين التابعتين لـ"الثنائي الشيعي" وحلفائهما، حيث يقومون بالزيارات في كل القرى والبلدات منذ أكثر من شهر ولم يستثنوا أي منزل من منازل الحلفاء والمناصرين، ولا سيما الأصدقاء والمؤيدين، وحتى المعترضين على الأداء الخدماتي لوزراء ونواب المنطقة الشيعة والمسيحيين على حد سواء.

وانطلاقاً من هذه المعطيات التي تسعى اللوائح المتنافسة إلى توظيفها في معركتها المقبلة، فإن الأوساط النيابية نفسها، رجّحت تصاعد وتيرة الإستنفار السياسي كما الإنتخابي، مع الأخذ بالإعتبار الحسابات العائلية والطائفية التي تتقدّم في بعض القرى على الحسابات السياسية، مع العلم أن أهالي هذه الدائرة يدركون أن المقاومة التي استطاعت لعب دور رئيسي في المعادلات الإقليمية تستطيع أن تخرج المنطقة من دائرة المعاناة على أكثر من مستوى إنمائي بشكل خاص. 

هيام عيد - "الديار" - 17 نيسان 2018

إرسال تعليق

 
Top