0
مع ان سماء العلاقات الاميركية - اللبنانية تلبّدت في الايام الاخيرة بالغيوم بفعل الالتباس الحاصل حول ما سُرِب من مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب وردات الفعل اللبنانية عليها قبل القاء الخطاب على المنبر الاممي، يبقى برنامج الدعم العسكري الاميركي للجيش اللبناني في منأى عن شظايا التوتر السياسي، وفق ما يتبين من حصيلة المواقف والزيارات التي يقوم بها تباعا الى بيروت كبار المسؤولين العسكريين في الجيش الاميركي.

وتؤكد مصادر مطلعة على جوانب مهمة من هذا الدعم لـ"المركزية" ان لا بد للبنانيين ان يتوقفوا امام حجم هذا الدعم للجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والأمنية التي تتجلى بوضوح بزيارات القادة العسكريين لا سيما الكبار منهم، وآخرها محطة قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال دارسي روتر في بيروت وزيارته لقائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، على رأس وفد عسكري في حضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد، حاملا معه المزيد من الدعم العسكري والمعنوي الذي اكد عليه مجددا حينما تناول البحث العلاقات بين جيشي البلدين، خصوصاً في مجال تدريب الوحدات الخاصة اللبنانية وتجهيزها، وهي وحدات النخبة التي لعبت أدوارا كبيرة في العمليات الأمنية الخطيرة والدقيقة وفي مفاصل مهمة من حرب الجرود واماكن اخرى متعددة من لبنان ولا سيما في المخيمات السورية. ولم يكتف الجنرال روتر بتوجيه التهنئة بـ "حرب الجرود" وما سبقها وتلاها من عمليات امنية، بل أكد للقيادة اللبنانية ان برامج الدعم العسكري للبنان لم تتأثر بأي من القرارات التي تهددها عند تخفيض الميزانية الأميركية للدعم والمساعدة الخارجية والتي طالت الميليشيات والقوى السورية التي كانت تحظى بدعمها من قبل واستثنت الجيش اللبناني. ولفت المسؤول العسكري الاميركي الى ان الانتصار الذي حققه الجيش ضد الارهاب على الحدود الشرقية عزز التوجهات الأميركية الجديدة – القديمة بعدما اكد حرص بلاده على مواصلة برنامج الدعم العسكري للجيش اللبناني لتعزيز قدرته على حماية لبنان.

وتشدد المصادر على ان المراجع السياسية العليا في البلاد باتت على قناعة بأن الدعم الأميركي والأوروبي المستمر رفع من معنويات الجيش اللبناني بالقدر الكافي الذي يخوله تحقيق الانتصارات، وهو امر موضوع اميركيا في عهدة القيادة الوسطى التي لها لها هامش واسع من التحرك في مجالات الدعم، حتى انها لا تنتظر تعليمات من القيادة المركزية، اذ لها من العلاقات مع وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي كان قائدا للمنطقة ويعرف دقائق الأمور وتفاصيلها العملية ما يكفي لاطلاق يدها في هذا المجال. وتشير الى ان ربط البعض ما بين هذا الدعم وما يثار في شأن تنويع الجيش اللبناني مصادر تسليحه لتعزيز قدراته القتالية وتوسيع خبراته، ليس في محله، فواشنطن تؤيد كل خطوة تؤدي الى تعزيز الإستقرار في لبنان، خصوصا بعدما جرى ضبط الحدود الشرقية.

وعليه بات واضحا وفق المصادر ان برامج الدعم الأميركي لم تتبدل لا بل هي في الطريق نحو تعزيز قدرات الجيش الجوية والبرية والاسابيع والأشهر المقبلة ستشهد المزيد من الخطوات العملية في اتجاه مدّ الجيش بأسلحة جديدة متطورة جرى اختبارها في حرب الجرود وسيحصل على المزيد منها.

ولا تفوت المصادر الاشارة الى ان تعزيز قدرات الجيش سينعكس مزيدا من الجهوزية والاستعداد للتصدي لأيّ اعتداء إسرائيلي محتمل كما بالنسبة الى امن الداخل ومواجهة الأخطار والتحديات من أي جهة أتت، لحماية كامل حدود لبنان .

"المركزية" - 23 أيلول 2017

إرسال تعليق

 
Top