![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhuSBh-EEnvkNH2k14RQPqfr8HBTgKlb7CSe230I8IUOBNBNaAXxvRfPuyhM7fhkHFozuQkMI6urL98lAyHf7szO4DraloNwIe2LGArVAfe2Axu32qOpJVacLvO2poSjygz-YfFJZt_Izw/s400/images.jpg)
لماذا الكلام عن هذه الأخطاء الثلاثة؟ لأن "جماعة" عون وبعد وصوله إلى الرئاسة ترتكب مثلها مع فرنجية ومع شخصيات سياسيّة مسيحيّة منتمية إلى فريق "8 آذار" وأخرى صديقة له أو بالأحرى لزعيمه "حزب الله". ولأن هذا الأمر يثير القلق في نفس قيادة هذا "الحزب" رغم اقتناعها بأن تمسّكها بعون وإيصاله إلى الرئاسة كان قراراً صائباً ووطنياً، وحرصها على مساعدته على تجاوز المطبّات الكثيرة أمامه سواء من فريقه الخاص (التيار الوطني الحر) أو من حليفه الجديد (القوات اللبنانية). والقلق، والعهد العوني لا يزال في أوّله أي في ما يُسمّى "فترة السماح"، يثير تساؤلات كثيرة، منها أن فرنجية يريد أن يتمثّل في الحكومة لأنها حكومة وحدة وطنيّة، وهذا حقّه. لكن الرئيس عون أو ربما "الخليفة" جبران باسيل يرفض أن يكون وزير فرنجية من حصّة الرئيس أو حصّة تيّاره وكتلته النيابيّة. فضلاً عن أن أحداً من المكلّفين التعاطي مع الموضوع من جهة عون لم يتصل حتى الآن بفرنجية لاستمزاج رأيه. كل الاتصالات تجري بالواسطة وخصوصاً عبر الرئيس نبيه برّي. علماً أن الموقف المفضّل عند هؤلاء هو إقصاء فرنجية والهدف الفعلي من ذلك هو رغبة باسيل الشديدة في خلافة عمّه عون في الرئاسة عند انتهاء ولايته بعد ست سنوات أو عندما يستعيد الله أمانته أو وديعته. والناخب الرئاسي الأكبر في الداخل سيبقى على ما يبدو "حزب الله" ومع حليفه الإقليمي المعروف إيران وسوريا الأسد، إلّا إذا حصلت تغييرات كبيرة في المنطقة تطيح كل شيء وتفتح الباب امام خيارات أخرى وإن غير مستحبّة. وأحد المرشّحين للخلافة هو فرنجية الذي استمر وسيستمر حليفاً لـ"الحزب" وحلفائه الخارجيّين. وطبعاً لا يكفي إقصاؤه عن الوزارة لإزاحته من "الدرب الرئاسي"، بل يجب أيضاً إبعاده عن مجلس النواب في الانتخابات المقبلة بعد نصف سنة أو أكثر. وذلك أمر غير مستحيل في ظل تحالف "التيّار" ورئيسه باسيل مع "القوّات" وتعاونهم مع معارضي فرنجية في زغرتا. فضلاً عن أن تحالفاً أوسع يضم "تيار المستقبل" قد يجعل الشمال النيابي كلّه مواجهاً لا لفرنجية وحده بل لـ"الحزب" وحلفائه.
ومن الأمور المثيرة للقلق أيضاً رفض جماعة عون تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي بوزير من حصة "الرئيس" أو "تيّاره" أو كتلته النيابية، ومنها ثالثاً شعور نواب وسياسيّين مسيحيّين حلفاء لـ"الحزب" بعضهم من "التيّار" بالخوف على نيابتهم في ظل اتفاق "التيار" و"القوات" في المناطق المسيحيّة. ومنها ثالثاً الخوف على جزين وتأثير الرئيس نبيه برّي فيها من التحالف نفسه. ومنها رابعاً الخوف على جنبلاط في الشوف والاقليم بل في "الجبل الدرزي" إذا جاز التعبير ومن التحالف نفسه. طبعاً لا يزال سابقاً للأوان الخوض في مصير قلق "حزب الله" وهل يتحوّل خوفاً أو سيتبدّد. لكن طرح بعض أسبابه رغم أنها كثيرة، ضروري كي يقوّم الناس بدقّة الأوضاع الراهنة.
سركيس نعوم - "النهار" - 26 تشرين الثاني 2016
إرسال تعليق