0
لا تختلف أفكار القتل كثيراً بين الجماعات التي تعتمد تصفية "الآخر" أسلوباً، على الرغم من اختلاف منشأ تلك الجماعات ومكانه.

فقد أظهر لقاء تلفزيوني لبنانياً قُتل ابنه في حلب، وحين سأل المذيع ضيفه عن سبب موافقته على ذهاب ابنه إلى سوريا، أجاب: "بسبب ولاية الفقيه، التي يمثل خامنئي رأس هرمها"، بحسب وصفه.

ولما سأل المذيع: "إنت خسرت ابنك في سوريا دفاعاً عن ماذا؟"، رد الرجل: "دفاعاً عن عقيدتنا وعن وجودنا، (عن) ولاية الفقيه. السيد الخامنئي حفظه الله"، وفق ما قال.

والضيف رجل لبناني، حاوره طوني خليفة في برنامجه "العين بالعين" على قناة "الجديد"، وكان محل حديث الضيف عن "ولاية الفقيه" العابرة للحدود، فقد صاغتها إيران منذ ثورتها، وزج بها حزب الله شباب لبنان في أتون حرب سوريا.

وهذه الطائفية والولاء الأعمى التي يغذي بها حزب الله أتباعه، جرياً على عادة ولاية الفقيه، وإن كانت بحجة قتال تنظيم داعش في سوريا، تتطابق مع ما يحاول زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي ترسيخه في عقول أتباعه، فالسعوديون يذكرون جيداً الجريمة التي هزت مجتمعهم، حين غدر شاب بابن عمه، إثباتاً لمبايعته لقائد التنظيم المتطرف.

وفي هذه الحوادث يتساوى عند أتباع ولاية الفقيه بإيران، أو أتباع قائد تنظيم داعش، أن يمارس الشخص كل صنوف التطرف من قتل وتخريب وإيذاء، ولو كان بحق أقرب الناس. 


"العربية" - 20 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top