0
في قلب كسروان وتحديدا في مدرسة «الليسيه اللبنانية ـ الفرنسية» في المعيصرة صدح نشيد «حركة أمل». لا يتعلق الأمر بمناسبة دينية هذه المرة، كما كان يحصل أحيانا في زيتون والحصين المجاورتَين، بل بالسياسة من بابها العريض الى مستوى «فكر الإمام موسى الصدر».
 
على عكس السنوات الماضية، إذ كانت الحركة تحيي ذكرى تغييب الإمام في جبيل، وقع الاختيار هذا العام على كسروان. للمرة الأولى فعالية سياسية لـ «امل» في قلب «عاصمة الموارنة»، أما السبب، بحسب أوساط إقليم جبل لبنان في الحركة، فهو «أن الوجود الشيعي في هذه المنطقة وتعايشه مع المسيحيين في محبة وتلاق هما الأقرب الى تجسيد فكر الإمام الصدر. وهذا ينطبق عليهم قبل الحرب وبعدها لناحية تمسكهم بأرضهم إيمانا بهذا الفكر القائم على ان لبنان وطن نهائي ولا بديل عنه ولا مشروع خاصا لديهم الا مشروع لبنان».
 
فكرة رسالة «امل» ولدت من مهرجان صور حيث كانت المشاركة المسيحية والإسلامية واسعة. الذكرى كانت تقام كل سنة في جبيل ابتداء من دير الانطش الى دير البنات ودير سيدة المعونات وصولا إلى دير مار ماما، الى ان تمددت هذا العام الى كسروان. تقول الاوساط إن «المسألة تتعلق بتمتين العلاقات وترسيخ العيش المشترك القائم». ولعل هذا ما يفسر المشاركة السنوية الدائمة لنواب المنطقة مثل: وليد الخوري وجيلبرت زوين وعباس هاشم، بالاضافة الى النائب السابق منصور غانم البون، وفعاليات بلدية وانمائية وروحية وحزبية.
 
لم تخلُ الندوة من «العجائب» كتلك التي أتى على ذكرها مسؤول «الحركة» في جبيل وكسروان علي خير الدين الذي وجد مفارقة زمنية غريبة في تلاقي مناسبتَين في يوم واحد بين كسروان والجنوب: «تقديس الأم تيريزا وتوافد المؤمنين لتجديد العهد بفكر الإمام المغيب»!
 
تخللت الندوة كلمتان: الاولى للمحامي رشاد سلامة الذي عرض لفكر الإمام المغيب الذي «كان يخاف على وحدة لبنان، فحذر من جهل حقيقة الاديان السماوية». والثانية كونه اعتبر انه أخطأ في «حسن ظنه ببعضهم، ورهانه على العروبة الحضارية، ولم يأخذ بالحسبان عرب الاعتدال مصطلحا لفظيا شريرا، يعني في حقيقته التطبيع مع العدو، والاستسلام والانصياع للعبة الامم».
 
ثم تحدث رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، عارضا لـ «شخص الإمام كما عرفته ولقضيته الفكرية ولتقاطع هذه النظرية مع الحركة الشبابية التي تسعى الى إصلاح هذا النظام وترجمتها في الواقع الحالي، خصوصا انها ارتكزت الى فكرة الدولة المدنية العادلة القادرة، فكرة لبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه».


غراسيا بيطار الرستم - "السفير" - 19 أيلول 2016

إرسال تعليق

 
Top