0
هي الدكتورة رندا رشو عاقوري من العاقورة في جبيل، نقلها القدر والحرب اللبنانية مع أهلها عام 1980 الى السويد حين كانت في العاشرة من العمر، لتستقر هناك وتزرع سنواتها وطموحها بعيداً عن لبنان في تربة خصبة أمّنت لها كل سبل التقدم والنجاح... فأبدعت.

وكان " للمهاجر" مقابلة عبر الهاتف تحدثت رندا عن رحلتها في عالم الطب وعن الفريق الذي عملت معه لسنوات حتى توصلوا الى هذا الإنجاز العلمي الممهور بإمضاء أول من بادرت مع أستاذها الى الفكرة، وهي رندا رشو المتزوجة من رجل الأعمال اللبناني ميشال عاقوري وأم لستة اولاد.



ماذت تخبرينا دكتورة رندا عن رحلتك في عالم الأبحاث والطب ؟

أتينا صغاراً مع أهلنا الى السويد عندما كان لبنان يتخبط في حربه البشعة، لم يكن امامنا الا العلم كوننا غرباء وأردت أن أعمل على بناء مستقبلي ومهنة ترفعني الى الأعلى. درست كل شيئ ( وتضحك ). بدأت بدراسة علوم المخبرية، ثم تخصصت في العلوم الإنسانية، بعدها دخلت كلية الطب حيث تخصصت في الطب النسائي في مدينة غوتنبرغ في السويد، كما نلت أيضاً شهادة في جراحة المنظار للنساء.



منذ متى بدأت البحث في فكرة نقل رحم المرأة من سيدة الى أخرى، وكيف وردتك الفكرة أساساً ؟

بدأت الفكرة بحادثة وقعت مع أستاذي الدكتور ماتس برانشتروم الذي كان في زيارة عمل الى استراليا حيث أجرى في إحدى المرات عملية جراحية لإستئصال رحم صبية . وحين سألته الصبية اذا ما كان باستطاعتها الإنجاب بعد هذه العملية، أجابها الدكتور ماتس بالنفي، فبادرته الصبية بالقول: ولم لا تزرعوا لي رحماً طالما أن زراعة الأعضاء أمر واقع.

حفظ الدكتور ماتس هذا الجواب وحمله لي بعد انقطاع سنتين من العمل معاً، وطلب مني أن أفكر في الموضوع ولنبدأ البحث سوياً. كان ذلك عام 1999 حين بدأت بالأبحاث الشاقة ليلاً نهاراً حتى انتهى بنا الأمر هذه السنة عام 2014 بالإنجاز العلمي لصالح البشرية جمعاء.



من كان الى جانبك في الأبحاث ؟

عندما بدأت بالأبحاث، كنا اثنين ، انا وأستاذي. لكن مع الوقت كبر فريق العمل حتى أصبحنا ثلاثين. بدأنا ننفذ تجارب على الفئران، ونجحنا في نقل رحم من فأرة الى أخرى وأجرينا عملية تلقيح إصطناعي، وحملت الفأرة. نقلنا التجربة الى الجرذان فأتممنا نفس العملية، ثم طبقناها على الخروف الأنثى، ثم على القرود لأننا ندرك أن القرد هو الكائن الأقرب شبهاً للإنسان. بعدما نجحت تجاربنا، طلبنا الإذن من وزارة الصحة في السويد كي تسمح لنا بتنفيذ اكتشافنا على السيدات في السويد.



وماذا حصل بعد ذلك ؟

كان ذلك عام 2012 عندما أنهينا تجاربنا على الحيوانات وأردنا نقلها للإنسان. كان لنا كل الدعم المادي والمعنوي من الحكومة السويدية. أجرينا عمليات نقل رحم لعشرة سيدات، نجحت تسع منهم. بعدها أجرينا عمليات تلقيح اصطناعي للبويضة، فتمّ حمل ثلاثة منهن حتى الساعة، الثالثة وضعت طفلها الشهر الفائت، وهو كان الدليل لإعلان نجاح الأنجاز العلمي الذي بدأته مع أستاذي الدكتور ماتس برانشتروم بمعاونة لاحقة من فريق طبي وصل الى الثلاثين متخصصاً.



هل كرّمتك دولة السويد بعد هذا الإنجاز العلمي الكبير ؟

نعم لقد نلت جائزة آرفيد كارلسون الذي حصل على جائزة نوبل للطب عام 2000.



كيف تشعرين اليوم بعد هذا النجاح الكبير ؟

انا فخورة بما حققت، ليس للتباهي امام الناس، انما لأنني شعرت أنني أدّيت رسالة إنسانية ووطنية. إنسانية لأنني نجحت في مساعدة البشرية في أمر أساسي في الحياة، وأعدت الأمل الى نفوس كثيرات فقدن امكانية الإنجاب بسبب المرض. وفخورة بأنني حققت شيئاً لوطني لبنان، الذي يستحق أن نقدم له التضحيات ونرفع اسمه في الخارج.



ماذا تخبرينا عن مدينة غوتمبرغ في السويد حيث تعيشين مع عائلتك، وهل من جالية لبنانية هناك او قنصلية لبنانية ؟

في مدينة غوتنبرغ تعيش حوالي مئتي عائلة لبنانية، أغلبيتهم وصلوا خلال الحرب اللبنانية التي بدأت عام 1975. نعيش مع بعضنا، نجتمع في المناسبات الوطنية والدينية. لا وجود لقنصلية لبنانية هنا، انما لدينا سفارة لبنانية في العاصمة استوكهولم، وهي تهتم بكافة معاملاتنا الحكومية مع لبنان.

المهاجر - 7\10\2014

إرسال تعليق

 
Top