0
أطلّ النائب حكمت ديب في تصريح «شرق أوسطي»، يُبشِّر من خلاله اللبنانيين أن «اللقاء بين عون والحريري ليس الأول ولن يكون الأخير»، واضعاً تكراره في «إطار السعي إلى تحقيق المصالحات بين اللبنانيين».

ويضيف الصديق الرهيب مستغرباً أن «ينظر البعض إلى ذلك باستغراب وأن يلجأ للتذكير بالخلافات، لا سيما أن لبنان، كما بات معروفا لا يبنى إلا على التوافق»..

«تعيش وتفوق» حكمت أفندي أن لبنان لا يبنى إلّا على التوافق.. شكراً على هذه
«البشارة الطيّبة». لطالما اعتقدنا أن لبنان يُبنى على الـ«وان واي تيكت» والـ«إبراء المستحيل» الذي سرعان ما تبيّن أنه كان «مزيّفاً»، كبعض الخطابات التي ما عادت تنطلي على عاقل، ما وضع لبنان سنوات عديدة رهينة الكيد السياسي والعجز الأمني - الإقتصادي والتعطيل.

ويُشدد النائب ديب أن «مجرد حصول لقاءات ثنائية مماثلة أمر جيد، ووفق معلوماتي جرى التفاهم على ملفات استراتيجية كبرى بين العماد عون والرئيس الحريري»... قلت «الرئيس الحريري»؟.. أوليس هو نفسه «سعد الدين» الذي كان بالأمس القريب «ربيب بندر بن سلطان والوجه الآخر لأحمد الأسير» ولماذا لا تُعلن أن الاتفاق الجديد إن كُتب له النجاح، سيكون اقتصادياً بحتاً؟ «تعيش وتفوق».

ويشير ديب إلى «إحراز تقدم في موضوع الاستحقاق الرئاسي، لا سيما بعد ما يحصل في المنطقة من حولنا»، لافتاً إلى أنه «يبدو من الواضح ارتياب كثير من الأفرقاء المؤثرين للوضع، ومن هنا المطالبة بوصول رئيس كالعماد عون قادر على التعامل مع الاستحقاقات المهمة لكي لا نقول الخطيرة، عدا عن إعادة توازن الداخلي وإعادة تصحيح مسار عدد من الملفات».


أهضم ما في الأمر تشديد النائب ديب على خبرة الجنرال في التعامل مع الاستحقاقات المهمة، وهذا ما لمسناه لمس اليد بين عامي 1988 و1990 يوم تسلّم الحكومة الانتقالية التي كانت أولى مهامها «الاشراف على انتخاب الرئيس وتقصير أمد الشغور الرئاسي». «(ليش تا الواحد يحكي).. تعامل الجنرال بكل مسؤولية مع الشغور الرئاسي واستدرك الوضع وسرّع في اتمام عملية انتخاب الرئيس كما دعاه الواجب الوطني من خلال حكومته الانتقالية»..

أليس الجنرال يا حضرة الفاقد للذاكرة من استغل منصبه وقتذاك وفي أصعب الظروف وأخطرها، ليُدمّر لبنان على رؤوسنا بعد أن خاض حرباً تبيّن لنا فيما بعد أنها كانت «دونكيشوتية بسكاكين المطبخ» معلناً نيّته تكسير رأس حافظ الأسد، فكانت النتيجة «إجتياح عسكري سوري» واحتلال دام 15 سنة اغتيل على أثره داني شمعون ونُفي أمين الجميل وميشال عون واعتقل سمير جعجع وهاجَر من تهجّر من الشباب اللبناني جرّاء تلك الحروب العبثية، التي كانت نتيجتها تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية وتهميش الدور المسيحي عبر تلزيم أزلام الاحتلال الأسدي المناصب المسيحية نيابياً ووزارياً ومؤسساتيّاً بعد إقناع عون خيرة الشباب المسيحي بضرورة المقاطعة؟

وفي موازاة إشارته إلى أن «الفرصة لا تزال سانحة حتى موعد الجلسة النيابية يوم الأربعاء المقبل». يدعو النائب ديب «كل القوى السياسية وبينها رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى القيام بخطوات من شأنها نسج التفاهمات بين القوى السياسية بدل فتح الملفات القديمة ونكء الجراح». ويشدد على أن «المطلوب اليوم مد الجسور بين القوى السياسية، فإذا بادر جعجع إلى دعم وصول العماد عون، فهذا سيكون بمثابة موقف راق وإنجاز كبير يحسب له».

أولاً، لا بد من سؤال النائب ديب: «كم كانت سياسة كتلته النيابية بعيدة عن فتح الملفات، وأحياناً فبركتها، وهل التصرفات الصبيانية التي مارسها بعض رفاقه النواب وانتخابهم أمواتاً لرئاسة الجمهورية بعيد عن نكء الجراح». أم أن انطوان زهرا وايلي كيروز وشانت جنجنيان هم الذين انتخبوا رشيد كرامي وجيهان طوني فرنجية وطارق داني شمعون؟
 

ثانياً، نسأل النائب ديب ومن خلاله كلّ أصحاب هذا المنطق:

- هل العماد عون مُرشّح لينتخبه سمير جعجع؟ هل أعلن ذلك؟

- هل أطلع الجنرال الرأي العام على «رؤيته» الحالية لمستقبل لبنان؟

- أي كتاب من كُتب ميشال عون الثلاث يُعبِّر عن «أخر نظريّاته» لإرشاد التائهين على الطريق الوطني المستقيم؟ «الطريق الآخر2005» - «رؤيتي للبنان 2007» - «الإبراء المستحيل 2013».

- هل يستطيع أن يُخبر البنانيين عن «أخر موقف» من المحكمة الدولية، هل هي إسرائيلية أم لا؟

- اللبنانيون في إسرائيل «عملاء» كما يصفهم «حزب الله» أم لا يزال الجنرال متمسِّكاً بالبند السادس من ورقة التفاهم الذي يدعوهم للعودة إلى ربوع الوطن؟

- هل يعتبر «اعلان بعبدا» (تهريبة) أم أنه يرمي إلى تحييد لبنان عن الجحيمين السوري والعراقي، وهل يوافق الجنرال على تدخل «حزب الله» في العراق كما سبق له أن فعل في سوريا؟

- هل وليد جنبلاط لا يزال «سائق تكسي» و«رئيس جمعية الانعزاليين في لبنان»، كما سبق للعماد عون أن قال أم هو رئيس كتلة نيابية وزعيم شريحة أساسية لها دورها وتأثيرها في الحياة السياسية منذ القِدم؟

- سبق للعماد ميشال عون أن قال سنة 2012 أن «الرئيس التوافقي» هو «الرئيس المشلول» بهدف التصويب على مواقف الرئيس ميشال سليمان التي أعادت للرئاسة رونقها وهيبتها وموقعها المحوري والسياديّ.. هل للجنرال أن يُسمّي العيادة التي خضع فيها للتطعيم ضد الشلل؟  «تعيش وتفوق».. مودتي.


بشارة خيرالله - الأحد 15 حزيران 2014

إرسال تعليق

 
Top