0
الأربعاء سنحدد الكتير من الأمور الأساسية ومنشوف... خلاصة مقتضبة لنتائج اجتماع ‏قصر بعبدا أمس أعلنها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وعلى وجهه ترتسم علامات ‏استفهام أكثر منها أجوبة يقينية عما ستؤول إليه الأمور خلال الساعات الأربع والعشرين ‏المقبلة. "فالخارج من باب قصر بعبدا بانطباع مفاده أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون عازم ‏على حلحلة عقد التأليف، قد يدخل إليه مجدداً ليلاقي انطباعات مغايرة كما حصل في أكثر من ‏محطة وفي أكثر من مناسبة"، وفق تعبير شخصية نيابية معارضة، مذكرةً بقوة الدفع الرئاسية ‏وزخم الأجواء الإيجابية التي انطلق بها قطار التأليف، لكنه سرعان ما عاد ليصطدم بعقدة ‏‏"بوس تيريز" كمعبر إلزامي لمضي التشكيلة الوزارية قدماً... "ولذلك ليس المهم ما جرى ‏‏(أمس) في لقاء بعبدا، الأهم ماذا سيكون عليه جواب "تيريز" (غداً) على ما حمله الحريري ‏من طروحات إلى عون‎".
‎ ومن هذا المنطلق، لا تزال مصادر مواكبة لملف التأليف تبدي "نقزة" من استمرار رئيس ‏‏"التيار الوطني الحر" جبران باسيل بوضع العصي في دواليب الرئيس المكلف ومواصلة ‏سياسة التلويح بحجب توقيع الرئاسة الأولى عن تشكيلة "حكومة المهمة" الإصلاحية ما لم يتم ‏تفخيخها بـ"ثلث معطل" من الوزراء الاختصاصيين الموالين لباسيل، معربةً عن اعتقادها بأنّ ‏رئيس الجمهورية "وإن كان راغباً بولادة حكومة ترفع عنه الحرج ومسؤولية التعطيل أمام ‏المجتمع الدولي لا سيما عشية زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة أواخر الشهر إلى بيروت، لكنه ‏في الوقت عينه يبدو مستعداً للتضحية "بالغالي والنفيس" إرضاءً لمطالب باسيل الوزارية ‏خصوصاً بعدما فقد حظوظه الرئاسية إثر إدراجه على قائمة العقوبات الأميركية‎".
‎ أما على ضفة المطلعين على أجواء دوائر الرئاسة الأولى، فتأكيد على أنّ لقاء رئيس ‏الجمهورية مع الرئيس المكلف خلص إلى "التفاهم على تحريك عملية التأليف من جديد"، مع ‏الإشارة إلى أن "الحريري لو لم يُقدّم شيئاً يمكن التأسيس عليه خلال اللقاء لما اتُفق على ‏استكمال النقاش الأربعاء". وتشير المصادر المطلعة إلى أنّ "الثابت حتى اليوم لا يزال أنّ ‏التشكيلة الحكومية ستتألف من 18 وزيراً يتم اختيارهم وفق معايير متجانسة، بينما كل ‏المسائل الباقية لا تزال مفتوحة على النقاش، وبشكل أساس ما يتصل منها بمسألة الأسماء ‏والترشيحات الوزارية‎".
‎ وفي هذا السياق، نقلت المصادر أنّ "الرئيس المكلف طرح مروحة من الأسماء الموزعة على ‏عدد من الحقائب، والتي انحصرت في معظمها بالحقائب والأسماء المسيحية، مع إدخال ‏تعديلات تُعنى بتطوير المقاربة في محاولة لرفع مستوى المقبولية لدى رئيس الجمهورية"، ‏لافتةً إلى أنه تم تحديد يوم غد موعداً لاستكمال البحث بغية "إفساح المجال أمام الرئيسين عون ‏والحريري لإجراء اتصالات مع الفرقاء المعنيين من الكتل النيابية وإيجاد توليفة حكومية قابلة ‏للحياة والولادة‎".
‎ وإذ شددت على أنّ "الأمور ما زالت صعبة"، رأت المصادر أنّ أهمية لقاء الأمس تكمن ‏باستئناف التشاور المعلّق منذ نحو ثلاثة أسابيع بين عون والحريري "وهذا عنصر بحد ذاته ‏مهم يدل على إعادة تحريك عملية التأليف"، كاشفةً أنّ "اللقاء العاشر تخلله نقاش في الأسباب ‏التي أدت إلى انقطاع التواصل المباشر وجوجلة للعقبات وسبل تذليلها‎".
‎ في الغضون، وبانتظار إشباع السلطة شهوتها الاستيزارية، يواصل البلد انهياره المتسارع على ‏وقع توالي التحذيرات الأممية من "كارثة اجتماعية وشيكة" في لبنان على عتبة بلوغ مرحلة ‏رفع الدعم، حسبما نبهت ممثلة اليونيسف يوكي موكو والمديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية ‏ريا جرادات في رسالة مشتركة أمس‎.
‎ وعلى نية "ترشيد الدعم" انطلقت أمس اجتماعات ماراتونية في السراي الحكومي من ‏المفترض أن تُستكمل اليوم للبحث في الوسائل الآيلة إلى تأمين "دعم لايت" في المحروقات ‏والغذاء والدواء، وفق ما نقلت مصادر مشاركة في هذه الاجتماعات لـ"نداء الوطن"، كاشفةً أنّ ‏‏"الأجواء لم تكن إيجابية جداً بين المجتمعين وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة الذي ‏شارك في بعض من لقاءات السراي (أمس) واستعرض أرقام كلفة الاستيراد لعامي 2019 ‏و2020‏‎".
‎ وأوضحت المصادر أنّ "كلاً من الوزراء المعنيين عرض لخطة وزارته في موضوع ترشيد ‏الدعم على أن يتم التعاطي "بالمفرّق" في الترشيد وفق كل ملف على حدة"، مشيرةً إلى ‏‏"اقتراح خفض نسبة الدعم التي تبلغ تقريباً 15% وطرح رفعه نهائياً عن الأدوية التي لا ‏تحتاج إلى وصفة طبية والإبقاء على دعم أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة‎".
‎ أما في قطاع الكهرباء، فأشارت المصادر إلى أنّ "التواصل قائم مع العراق ونتائجه ستظهر ‏قريباً لناحية تقديم عرض يساعد لبنان على التزوّد بالمحروقات العراقية"، مؤكدةً في الوقت ‏عينه وجود "اقتراح بخفض ساعات تغذية الكهرباء لتحقيق وفر في المحروقات أو اتباع مبدأ ‏الشطور بمعنى إبقاء الدعم على الفواتير المنخفضة فقط". كما تمت مناقشة موضوع البطاقة ‏التموينية الغذائية للعائلات الأكثر فقراً وتبيّن أنّ "الأمر يحتاج إلى مزيد من الدرس لكن على ‏ما يبدو فإنّ الاتجاه هو نحو اعتماد هذه البطاقة باعتباره الخيار المتاح لتخفيف أعباء دعم السلة ‏الغذائية‎".
 
نداء الوطن - 8 كانون الاول 2020

إرسال تعليق

 
Top