0
ذُهلت اليوم، لا بل صُدِمت عندما قرأت على الصحيفة الإلكترونية للتيّار الوطني الحرّ tayyar.org وكأنه تبنّي، مقالا" للأستاذ جورج عبيد الذي لم يحصل لي شرف التعرّف عليه ولا على أرائه من قبل.

البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وما يمثّل من قيمة وطنيّة وكنسيّة في لبنان والخارج أرفع من أن يتناوله أحدا"، حتى من باب المديح، فكيف إذا كان من باب الإنتقاد السيّاسي الرخيص.

على علمي ومتابعتي، لم يدعم نيافة الكاردينال غبطة البطريرك الراعي الحاكم رياض سلامة، بل طالب بما طالب به كلّ مواطن مخلص شفّاف مؤمن بالعدالة، أنّه لا يجوز أن يطال التحقيق رياض سلامة فيكون وحده كبش فداء عن قوى وزعامات تحكّمت بكل مفاصل الدولة من أعلى المسؤوليات الى أدناها، ومنهم رؤساء وزعماء ووزراء وذريتهم ورجال أعمالهم ومحاسيبهم وما أكثرهم، إضافة الى سطوتهم على المجالس والصناديق والمؤسسات والهيئات والجمعيات وو....

أهل ما يزعجك سيّد عبيد في أن تطال المحاسبة كلّ من دخل الى "جنّة السلطة " مباشرة او بصورة غير مباشرة؟

أمّا بموضوع العقوبات على رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل فما هو المطلوب من السيّد البطريرك ان يفعل؟

هل يقول للأميريكيين وللأمم المتحدة وللإتحاد الأوروبّي ولجامعة الدول العربيّة، نحن اللبنانيّين عامة والمسيحيّين خاصة نتنكّر لكلّ تاريخنا الذي يعود ال حوالي الفي عام او ألف وخمسمائة عام وننسى دور لبنان الرسالة، الحيادي، المنفتح على الشرق والغرب، وصلة الوصل بينهما، ومركز تلاقي الأديان والحضارات بكلّ رقيّ وانفتاح؟ لبنان المطبعة والمكتبة والمدرسة والجامعة والثقافة والفنّ والمستشفى والمصرف والفندق وو.....
نتنكّر لكل تاريخنا ونتوب ونلتحق بخيارات بعيدة كلّ البعد عن حضارتنا وعلّة وجودنا، ومن يقودنا ويمثّلنا في هذا الطريق المستجدّ رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب باسيل وكل عقوبة عليه هي عقوبة على ما أصبحنا نؤمن به في العام ٢٠٢٠ وقد كان كلّ ماضينا خطأ وخطيئة؟

مهلا" سيّد عبيد، حُرٌّ النائب جبران باسيل في الخيارات المؤمن بها، وبما أنني أصدّق كل ما كان يقوله قبل العقوبات الأخيرة عليه، فهو مؤمن بخطّ الممانعة والمحور الممتد من أيران الى فنزويلا مرورا" باليمن والعراق تماما" كما المنتمين الى فلسفة الزعيم انطون سعادة الذين يؤمنون بسوريا الكبرى وأتباع الزعيم ميشال عفلق المؤمنين بدولة واحدة من المحيط الى الخليج، وبأتباع الحزب الشيوعي في وقت ما، بأن الكرة الأرضية دولة واحدة الخ الخ....

الكنيسة ورأس الكنيسة وشعب الكنيسة، ومنذ الأزل، مؤمنون بلبنان الواحد لجميع ابنائه، الحرّ السيّد على أراضيه بقواه الذاتية، المستقلّ قولا" وفعلا" عن كل المحاور المفتعلة والتي لا يهمّها إلّا مصلحة قائد المحور.

فلنعُد حميعا"، رؤساء وزعامات ونواب ووزراء وو.... الى وطننا والى كنيستنا الوطنية، التي لم تطلب يوما" شيئا" لنفسها فكلّ ما تطمح إليه لبنان الاستقرار والإزدهار.
 
الدكتور شربل عازار - 18 تشرين الثاني 2020

إرسال تعليق

 
Top