0
تناولت بعض الصحف الغربية ما أسمته بأزمة الجيل الثاني في بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، ومنها على سبيل المثال حركة الجهاد الإسلامي.
وتشير مصادر سياسية مطلعة مقربة من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في سوريا إلى وجود حوار أو ما يمكن وصفه بالتجاذب بين الحركة وبعض من الدول وعلى رأسها سوريا بسبب التباين الاستراتيجي في بعض المواقف، بالاضافة إلى التباين بين الحركة ايضا وبين حركة حماس، وهو أمر اعترفت به بعض الآراء والكتابات الفلسطينية.
وعن هذه النقطة تشير هذه الكتابات إلى أن عملية اغتيال القيادي البارز في "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا كشفت عن خلاف بين الجهاد وحماس، موضحة أن حماس لم تشارك في "الرد على العدوان إلى جانب المقاومة تاركة إسرائيل تنفرد بها"، على حد وصف أحد الكتاب الفلسطينيين.
وأشارت هذه المصادر إلى أن السبب الرئيسي من وراء هذا الأمر هو التباين في التعاطي مع بعض من الموضوعات والقضايا، وعلى رأسها التعامل المسلح وكيفية رصد التوجهات السياسية المختلفة إزاء أكثر من قضية.
ويقول "مركز واشنطن للدراسات" ان الخلافات التي نشبت بين الحركتين في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، تعود إلى حد كبير للاختلافات الأيديولوجية المتعلقة بتقارب الجهاد الإسلامي - ورفض حماس - للخمينية الإيرانية ومبدأ ولاية الفقيه.
و"في الثمانينات كان الصراع شديداً حول المساجد بين الحركتين إلى درجة الاشتباك بين عناصرهما، علماً أن هناك مسجداً في منطقة الزيتون في غزة تم قسمه جزءين وكانت تقوم فيه صلاتان وأذانان وفيه إمامان وجماعتان".
وقال المركز إن أكثر فترات التوتر وضوحاً بين حماس والجهاد كانت بين عامي 1994 و1995 عندما دخلت "الجهاد" في المنافسة في مجال نشاط الرعاية الاجتماعية، وباتت تدير عدداً صغيراً من منظمات الدعوة التي توفر الدعم اللوجستي والمالي والشعبي للحركة.
في تلك الفترة، اتهمت حماس الجهاد بنسب عمليات جهادية لمقاتليها بينما كانت هي الأصل في تنفيذها.
اللافت أن قضية التجاذبات والجيل الثاني والعلاقات الخارجية للحركة باتت مطروحة منذ استشهاد القائد العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا في غزة، والذي شغل في الماضي منضب قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في المنطقة الشمالية.
وتشير صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن هذه القضية باتت واضحة منذ اللحظة الأولى للاعلان عن أغتيال أبو العطا، خاصة وأن قضية الجيل الثاني أو الجيل الذي سيتولى القيادة المستقبلية بالحركة باتت واحدة من أهم وأدق القضايا المختلفة الأخرى.
وتوضح الصحيفة أن هذا الجيل، والمقصود هنا جيل بهاء أبو العطا أو غيره من القيادات الأخرى في الجهاد، كان يعرف بالتحديد متى يستطيع ضرب وتوجيه العمليات العسكرية، والتوقيت المناسب لها.
وتصاعدت هذه القضية، وهو ما نبهت إليه صحيفة "لونج وور جورنال" الدولية البحثية، والتي اشارت إلى أن منظومة العلاقات الخارجية لحركة الجهاد الإسلامي باتت دقيقة وضرورية عقب موت رئيس الحركة الشيخ رمضان شلح، الأمر الذي يزيد من دقة هذا الأمر.
اللافت أن هذا الأمر أيضا ذهبت إليه صحيفة "آ ب س نيوز"، مشيرة إلى دقة هذه التطورات والأهم التفاعل الجيوسياسي معها، مشيرة في هذا الإطار إلى شكوى بعض من القيادات من أن حركة الجهاد الإسلامي لا تعمل بالشكل المطلوب منذ أغتيال بهاء أبو العطا.
وتشير الصحيفة إنه ومنذ اغتيال بهاء ابو العطا والرياح في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني ما زالت تعصف والظاهر ان عدم الهدوء يقود الحركة الى الفئوية، موضحة أن هذه الحالة تظهر الحالة بجلية في لواء الوسطى بقيادة اشرف عبدالله جودة.
وتزعم مصادر سياسية في لواء الوسطى لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني ان العناصر تهدد بحلّ الواء في حال عدم تجاوب مصطفى سهلي وقادة المجلس العسكري مع طلبهم المكرر حول ضرورة فصل اشرف عبدالله جودة وانصاره من قيادة لواء الوسطى في قطاع غزة ليحلّ محلّهم قادة مناسبون من صفوف المقاتلين ذوي الخبرة العسكرية الميدانية والمؤهلات القيادية.
وبعيدا من هذه النقطة الجدلية، هناك أزمات تعضف بالجيل الثاني من حركات المقاومة بوضوج وجلاء.
وتوضح دورية "ناشيونال إنترست" إلى أهمية ودقة هذه القضية، خاصة مع ارتباطها بإيران والأهم من كل هذا تفاعلها وتصعيدها الواضح على الساحة السياسية.
وتقول صحيفة "ايلبيريوديكو الدولية" إلى صعوبة هذه القضية خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية الحالية.
عموما فإن هذه القضية باتت دقيقة في ظل التطورات التي تعيشها الساحة الفلسطينية الان من تجاذبات، وهي الحالة التي باتت صعبة للغاية مع التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية سواء على الصعيد الدولي أو الداخلي.

أحمد محمد - ليب تايم - 18 حزيران 2020

إرسال تعليق

 
Top