0
فشل لقاء بعبدا قبل ان ينعقد. وبدا ان الرئاسة لم تكتب له النجاح عندما أصرّت على ‏التمثيل الشخصي للمدعوين، ما دفعهم الى الاعتذار الجماعي، وبات الحضور يقتصر على ‏اهل بيت الحكومة من حزب العهد وحلفائه. حتى الرئيس نبيه بري، استبق مشاركته، بلقائين ‏في عين التينة، مع رئيس الحكومة حسان دياب، ورئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل، ‏يحملان معاني ودلالات "سلبية" الى العهد والحكومة معاً، خصوصا ان اللقاءين جاءا بعد ‏تأييد علني للخطة من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ما اسبغ على اللقاء ‏والخطة الرضى والغطاء الشيعيين، وهو ما حذر منه السفير الاميركي السابق لدى لبنان ‏جيفري فيلتمان الذي قال "بما أن الحكومة تعتمد على حزب الله وحلفائه لدعمها البرلماني ‏فإن التبرير التقليدي للحصول على المساعدة الخارجية لم يعد صالحًا هنا، والتحدي الذي ‏يواجه الرئيس حسان دياب سيكون في إقناع المانحين بأن هذه الخطة لا تعزّز هيمنة حزب ‏الله في دولة متصدّعة ومختلة بشكل متزايد، إن لم تكن غير موجودة أصلا‎."‎
‎ اذاً لقاء بعبدا الذي عوّل عليه العهد، ومعه الحكومة، لتحصين الخطة الاقتصادية المسماة ‏انقاذية، لن يحقق الهدف المنشود منه داخلياً، في ظل غياب الرئيس سعد الحريري ‏والرئيس نجيب ميقاتي ورئيس التقدمي وليد جنبلاط، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه، ‏ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل. فيما ظلت مشاركة رئيس "القوات اللبنانية" سمير ‏جعجع معلقة من دون جواب واضح مع ارجحية حضوره وعدم الاعلان عنها امس لاسباب ‏امنية غالبا ما يعتمدها جعجع. وفيما يعتبر "القوات" انه لا يجوز مقاطعة الرئاسة الاولى ‏واضعافها، وتلبية لدعوة البطريركية المارونية، فان حلفاء جعجع السابقين يرون ان له ‏حسابات مختلفة، ووفق مصادرهم، ذهب بها بعيدا‎.‎
‎ وقد اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي عن خشيته من "أن تكون الخطة التي جرى اقرارها تشكل ‏انقلابا على كل الاسس الاقتصادية التي قام عليها لبنان، وأهمها حماية الملكية الخاصة، ‏ومصادرة موارد الناس واللجوء الى تأميم مقنع لممتلكاتهم"..‎ ‎
اما النائب سامي الجميل فغرد قائلا "بعدما تم تفريغ الاجتماع من مضمونه وتحوله ساحة ‏لتصفية حسابات سياسية تقف عند احتساب عدد المشاركين من غير المشاركين، قررنا عدم ‏المشاركة رفضا لدخولنا شركاء في المهاترات السياسية الجارية".. ‎ ‎
لقاء السفراء
‎ في المقابل، نجح الرئيس حسان دياب في استباق لقاء اليوم بدعوة سفراء دول غربية ‏وعربية الى اجتماع في السرايا امس، خلصت مواقفه الى اظهار الدعم للخطوة الحكومية ‏المتمثلة بخطة مترافقة مع طلب مساعدة صندوق النقد الدولي. فقد اعتبرت السفيرة ‏الاميركية "إن الولايات المتحدة ترحب بطلب الحكومة اللبنانية مساعدة صندوق النقد ‏الدولي، وتعتبرها بادرة مهمة على طريق الاصلاح، والصندوق ينتظر في المقابل الشفافية ‏في الممارسة، خصوصا أن هناك مجالات اخرى ضمن خطتكم الاقتصادية يمكن اعادة ‏النظر بها". اما السفير الفرنسي فنقل رضى السلطات الفرنسية عن الخطة الاقتصادية وعن ‏الطلب الرسمي إلى صندوق النقد الدولي، مرحبا بالجهود التي تبذلها الحكومة‎.‎
‎ ورأى سفير الاتحاد الأوروبي أن "الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية متينة ودقيقة، ‏والطلب الرسمي من صندوق النقد هو قرار صحيح، ولكن هناك الكثير من الافعال التي ‏على الحكومة ان تقوم بها على الصعيد المحلي"‎.‎
‎ واعتبر سفير بريطانيا ان وضع الخطة يشكل خطوة صحيحة ومهمة في الاتجاه الصحيح، ‏لكنها تتطلب دعما سياسيا داخليا ومجتمعيا من كل الاطراف والفئات، وعلى الحكومة اتخاذ ‏القرارات الصعبة في بمهلة زمنية سريعة على صعيد الاصلاح"..‎ ‎
المصارف
‎ من جهة ثانية، وفيما يتضاعف عدد القطاعات الرافضة الخطة الانقاذية، لانها اقرت قبل ‏التشاور مع القطاعات، واخرها نقابة المحامين في بيروت، تحدث رئيس جمعية ‏مصارف لبنان الدكتور سليم صفير لـ"النهار" فقال "نقول بكل إيجابية للحكومة بان لا بديل ‏من التعاون مع المصارف من اجل ايجاد حلول واقعية لازمتنا الاقتصادية. فالمصارف تمثل ‏ثروة لبنان ورافعة القطاع الخاص والوحيدة القادرة على تحريك عجلة الاقتصاد‎."‎ واكد ان "لا حركة اقتصادية او خلق أموال دون المصارف. والمصارف مستعدة ان تتعاون ‏مع أي مشروع اقتصادي يساعد لبنان ويحافظ على سمعته الاقتصادية في المنطقة ‏والعالم‎.."‎ واعتبر "ان الظروف الاقتصادية العالمية والإقليمية تجعل من الصعب الحصول على ‏مساعدات من الخارج، وخصوصا بعد أزمة كورونا، ما يستوجب النظر الى الداخل حيث ‏تمتلك المصارف القدرة على جذب الثروات شرط ان يتوافر لها الحد الأدنى من الاستقرارين ‏الأمني والسياسي في ظل ورشة الإصلاحات الموعودة".. وأسف صفير لان الحكومة لم تأخذ في خطتها حقيقة أن القطاع المصرفي يخلق المال ‏والاستثمار، والقطاع الخاص هو عامل مضاعف لهذه العملية"..
‎ وفي شأن مرتبط، لفتت تغريدة للممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان ‏كوبيتش يناشد فيها المصارف "أن تقوم بالإفراج الفوري وتحويل الأموال اللازمة للطلاب ‏اللبنانيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج‎"..
‎ الحكومة
‎ من جهة ثانية، مددت الحكومة حالة التعبئة العامة مدة اسبوعين الى 24 ايار الجاري بناء ‏لتوصية المجلس الاعلى للدفاع، وطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في تطبيق الإجراءات ‏والقرارات المتخذة. وأشار وزير الداخلية محمد فهمي إلى استمرار العمل بتدبير المفرد ‏والمزدوج في حركة السيارات. وفي هذا الاطار، وبعد اقفال طويل فتح امس كل من معبر ‏المصنع ومعبر العبودية الحدوديين مع سوريا امام الوافدين من اللبنانيين العالقين في ‏سوريا او القادمين عبر مطارها. وشهد المعبران حركة تدقيق وتعقيم وفحص من قبل ‏الاجهزة الامنية والصحية المختصة..

النهار - 6-5-2020

إرسال تعليق

 
Top