0
كيف سيكون واقع العلاقات بين حركة حماس وتركيا عقب إنتهاء أزمة كورونا؟
سؤال بات محل اهتمام الكثير من الدوائر البحثية والاستراتيجية، خاصة مع طرح دوائر في تركيا توقعاتها بحصول تباعد مع حركة حماس، وهو التباعد الذي يأتي على إثر تباين في أكثر من قضية وموقف سياسي، وهو ما سينعكس في النهاية على منظومة هذه العلاقات بين الجانبين.
وتشير تقارير صحفية إلى توجيه دوائر في تركيا إنتقادات إلى حماس متهمة إياها بأنها السبب وراء نشر فيروس كورونا في إسطنبول تحديدا، موضحة ان اسلوب التعاطي التركي مع هذه الاتهامات وتوجيه الانتقادات إلى حركة حماس يعكس تباعدا وتباينا وخلافا واضحا بين دوائر تركية وجهات في حماس، الأمر الذي بات واضحا في أكثر من دراسة تحليلية.
ويشير المعهد السياسي الدولي في دراسة له صدرت مؤخرا إلى توقع دوائر سياسية أوروبية بتقلص دور تواجد حماس في تركيا، وهو ما يأتي لأسباب عدة.
وأشارت الدراسة إلى أن ابرز هذه الأسباب هي: 
1- تأكيد بعض من الجهات التركية أن وجود حركة حماس في البلاد سينعكس سلبا على تركيا في النهاية، خاصة وأن الحركة تعادي الكثير من الأطراف سواء العربية أو الإقليمية أو الدولية، الامر الذي سيجعل من وجودها في تركيا بمثابة عبء ستسع أنقرة، وعقب انتهاء أزمة كورونا، إلى التخلص منه.
2- بالاضافة إلى انتقاد بعض من الدوائر التابعة للحركة لسياسات تركيا، وتوجيه اتهامات لها بأنها لم تساعد وبالقدر الكاف حماس أو قطاع غزة، وهو ما أثار انتقاد تركيا بالنهاية. وأوضحت الدراسة إن هناك بعض من ملامح هذا التباعد والتباين بين حماس وتركيا، ولعل أبرزه اتهام مصدر تركي لعناصر حماس بنشر فيروس كورونا في البلاد وتحديدا في مدينة اسطنبول، وتوجيه الاتهام لعناصرها بأنها تواصلت مع عناصر إيرانية ودولية مصابة بالفيروس، وهو ما أدى إلى انتشار الفيروس في اسطنبول وفي بعض المناطق التركية السياحية.
سوريا
بالاضافة إلى هذا فإن بعض الجهات التابعة لحركة حماس وجهت انتقادات قوية إلى تركيا بسبب الحرب المشتعلة في سوريا. وعن هذه النقطة أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى دقة هذه الاتهامات، حيث انتقدت مصادر في حماس سياسات تركيا العسكرية التي تنتهجها في الشمال السوري، الأمر الذي أدى لهجوم مصادر تركية بدورها على الحركة واتهاما بنكران الجميل والدعم الكبير الذي تقدمه أنقرة إليها.
وتضيف الصحيفة أن بعض من الجهات التركية وتحديدا الأجهزة الأمنية توجست من تقارب حركة حماس مع مصر، وهو التقارب الذي تزايد خلال الفترة الأخيرة بوضوح، الأمر الذي سيساهم في هذا التباعد. ورغم اتفاق رئيس المكتب السياسية لحركة حماس في لقاء اخير له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن العلاقات مع مصر تمثل أهمية استراتيجية لحماس، خاصة إزاء التفاهم مع إسرائيل أو وضع منظومة مرنة لعبور ودخول الفلسطينيين من وإلى القطاع عبر معبر رفح، إلا أن هذه الأجهزة التركية تنتقد حماس وترى أنها تؤسس لبناء منظومة علاقات وثيقة مع مصر، التي ترتبط الان بعلاقات متوترة مع تركيا.
وتشير مصادر مسؤولة تحدثت للصحيفة أن تركيا خسرت كثيرا الان بسبب أزمة كورونا، وهي الخسائر التي تنوعت بين الخسائر الاقتصادية والسياحية والمالية، فضلا عن تأثر الكثير من القطعات الأخرى بسبب هذا الفيروس.
وصرحت مصادر سياحية للصحيفة أن "متوسط خسارة قطاع الفنادق في تركيا بسبب فيروس كورونا بعشرات الاف الدولارات، وهو مبلغ مرشح للزيادة خاصة وأن عودة السياحة ليست بالأكيدة الان في ظل عدم التواصل إلى مصل أو علاج فعال لهذا الوباء الفيروسي.
عموما فإن الأزمة الاقتصادية سواء التي تواجه تركيا أو العالم ستغير من صورة التعاطي الاستراتيجي والسياسات التي تنتهجها الكثير من الدول والمنظمات الدولية، الأمر الذي بات ماثلا الان بوضوح مع قراءة منظومة هذه العلاقات بين حماس وتركيا تحديدا.

أحمد عزت - ليب تايم - 21-4-2020

إرسال تعليق

 
Top