يحتل لبنان أعلى المراكز بالنّسبة لدرجة التلوّث البيئي. فحسب دراسة جديدة أعدّت في العام 2019، حصل لبنان والعراق على أعلى معدلات تلوّث لثاني أوكسيد النيتروجين في الشرق الأوسط. ولا بدّ أنه أصبح أكثر تلوّثاً الآن، وخاصّة بعد الحرائق التي التهمت غابات الجبل اللّبناني في مطلع تشرين الأول 2019، و حرق كمية كبيرة من الإطارات من قبل بعض المتظاهرين خلال انتفاضة 17 تشرين الأول التي نعتزّ بها.
فنحن نساهم في زيادة هذه النسبة من التلوّث البيئي من خلال نشاطاتنا اليومية التي تؤدي إلى انبعاثات ضارّة ومؤذية لصحّة المتظاهرين والإنتفاضة في آن معاً. وحرق الإطارات رفع نسبة التلوّث بشكل ملحوظ، ممّا لا يلوّث الهواء فحسب، انما يصل إلى المياه والتربة، خاصة بعد سقوط الأمطار، وبالنتيجة إلى المحصول الزراعي والمأكولات التي نتاولها.
ولكل هذه الملوّثات آثار سلبيّة على الصحّة، فهي من المسبّبات الرئيسيّة لأمراض الرئتين والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة خاصّة السرطان. فنسبة الإصابة بمرض السرطان تزيد يوماً بعد يوم، ويحتل لبنان أيضاً أعلى المراتب في نسبة الإصابات. علينا البدء بتنظيف بيئتنا والعمل لتحسين الوضع البيئي في لبنان. وهنالك العديد من المبادرات التي يمكن أن ننضمّ إليها ونساعدها وندعمها، كل حسب قدرته.
لن أتكلّم عن هذه المبادرات اليوم، لأنها تقوم بعمل رائع وتحتاج إلى وقت طويل لتحقيق النتائج، خاصّة بغياب الدولة، وانشغال الناس بالثورة. لكنني سوف سأشير إلى الموضوع الغذائي وأهميتّه في الحماية من أضرار هذا الواقع البيئي الخطير.
يتمتّع جسم الإنسان بجهاز مناعي، وأنظمة وأعضاء تساهم في إزالة السّموم و تنظيف الجسم. ولكن لهذه الأنظمة قدرة على إزالة السموم لا ينبغي تجاوزها. ويقوم هذا النظام بتحويل السموم إلى مواد غير سامة والتخلص منها من خلال الأمعاء والكبد والكليتين بشكل أساسي. ولهذا السبب يجب أن نقوّيها وندعمها لكي تحمينا من السّموم.
يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً أيضاً في مكافحة السموم. تشير الدراسات أن لبعض العناصر الغذائية القدرة على الحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة من خلال مضادات الأكسدة والإلتهابات. فحسب الدراسات، تخفف الأحماض أوميغا-3 الدهنية الأضرار الناجمة عن تلوث الهواء، من خلال تأثيرها الإيجابي على مستوى الدهون، وخاصة تلك الناجمة عن التعرض لجزيئيات الهواء (particulate matter) والملوّثات.
من ناحية أخرى، تمنع الفيتامينات "ب"، B vitamins، آثار الملوثات السلبيّة على القلب والجهاز العصبي والإصابة بمرض السرطان عن طريق منع الإضطرابات في التخليق الحيوي Biosynthesis للدهنيات، البروتينات والنوكليوتايد nucleotides المرتبط بالعديد من الأمراض.
علاوة على ذلك، فإن فيتامينات (E و C) أهم مضادات للأكسدة. فالمكمّلات الغذائية لهذه الفيتامينات فعّالة في الحماية من الضرر الناتج عن التلوث بسبب قدرتها على منع الأكسدة وتفعيل نظام الدّفاع من الجذور الحرّة Free Radicles المسببة للأمراض.
وقد يكون لتلوث الهواء أيضاً تأثير سلبي غير مباشر على مستوى الفيتامين "د" في الجسم. فتعرض الجلد لأشعّة الشمس هو المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين، وتلوّث الهواء بالجزيئيّات يحجب أشعّة الشمس الفوق بنفسجيّة اللازمة لتكوين الفيتامين "د". لهذا السبب يجب زيادة المأكولات الغنية بالفيتامين "د" مثل الأسماك الذهنية، منتجات الألبان والبيض، أو تناول مكملات غذائية للفيتامين "د" لمنع النقص الذي يمكن أن يعزّز أمراض عديدة كهشاشة العظم، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسّكري والسرطان وغيرها من الأمراض.
من أهم الخطوات التي يجب أن نتّبعها هي تجنّب التعرّض لهذه السّموم قدر الإمكان، واتّباع هذه الخطوات التي يمكنها وقايتنا من مخاطر التلوّث:
1- شرب 1.5-2 ليتر من الماء يومياً للتخلص من السّموم والحفاظ على صحة الكلى
2- اعتناق نظام غذائي صحّي ومتكامل يعتمد على منتوجات طبيعيّة غير مصنّعة ودون مواد حافظة.
3- تناول الأطعمة الغنيّة بحامض اوميغا 3 الدهني مثل الأسماك، الجوز، بزر الكتان، بزر الشيا وغيرها.
4- تناول ألوان متنوّعة من الخضار والفاكهة الطازجة الغنيّة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. وهذه بعض الأمثلة: الشمندر، الفليفلة بكل ألوانها، البقدونس، الجزر، الأفوكا، الروكا، الكرّات وغيرها. أما بالنسبة للفاكهة: فهي تشمل الحمضيات (برتقال)، الموز، التفاح، المشمش، الكرز، البطيخ وغيرها.
5- تناول الحبوب الكاملة (الأرز الأسمر، الشوفان، القمح الكامل، الكينوا،...) والبقوليات (فاصولياء، حمص وعدس...) لغناها بالألياف المفيدة لصحّة الأمعاء والفيتامين "ب" الذي يساعد بعملية تنظيف الجسم من السّموم.
6- تناول الأطعمة الغنية بال Probiotics مثل اللّبن والمواد المخمّرة لأمعاء صحيّة.
ونعود دائماً إلى أهميّة اعتناق نمط حياة صحّي للوقاية من الأمراض من مختلف مسبّباتها، وهذا يشمل الغذاء الصّحي. الابتعاد عن تناول الملح والسكّر المضاف والدهون المشبّعة التي تساهم في زيادة خطر الأمراض المزمنة، وممارسة الرياضة بانتظام لتقوية الجسم والحفاظ عليه. على أن لا ننسى الرجوع إلى المختصيّن قبل تناول أي مكمّلات غذائية لمنع الإفراط في تناولها.
وأخيراً، ولحسن الحظ أنّنا ننعم بنظام غذائي شرق أوسطي Mediterranean diet غنيّ ومثبت علمياًّ بأنه من أفضل الأنظمة الغذائيّة في العالم. وتتوفّر في لبنان المنتجات والمزروعات المتنوعة على مدار السنة. ونعتزّ بالأطباق اللبنانيّة اللّذيذة والصحيّة مثل المجدّرة والبرغل والسلطات المتنوعة كالفتوش والتبولة.
ولكل هذه الملوّثات آثار سلبيّة على الصحّة، فهي من المسبّبات الرئيسيّة لأمراض الرئتين والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة خاصّة السرطان. فنسبة الإصابة بمرض السرطان تزيد يوماً بعد يوم، ويحتل لبنان أيضاً أعلى المراتب في نسبة الإصابات. علينا البدء بتنظيف بيئتنا والعمل لتحسين الوضع البيئي في لبنان. وهنالك العديد من المبادرات التي يمكن أن ننضمّ إليها ونساعدها وندعمها، كل حسب قدرته.
لن أتكلّم عن هذه المبادرات اليوم، لأنها تقوم بعمل رائع وتحتاج إلى وقت طويل لتحقيق النتائج، خاصّة بغياب الدولة، وانشغال الناس بالثورة. لكنني سوف سأشير إلى الموضوع الغذائي وأهميتّه في الحماية من أضرار هذا الواقع البيئي الخطير.
يتمتّع جسم الإنسان بجهاز مناعي، وأنظمة وأعضاء تساهم في إزالة السّموم و تنظيف الجسم. ولكن لهذه الأنظمة قدرة على إزالة السموم لا ينبغي تجاوزها. ويقوم هذا النظام بتحويل السموم إلى مواد غير سامة والتخلص منها من خلال الأمعاء والكبد والكليتين بشكل أساسي. ولهذا السبب يجب أن نقوّيها وندعمها لكي تحمينا من السّموم.
يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً أيضاً في مكافحة السموم. تشير الدراسات أن لبعض العناصر الغذائية القدرة على الحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة من خلال مضادات الأكسدة والإلتهابات. فحسب الدراسات، تخفف الأحماض أوميغا-3 الدهنية الأضرار الناجمة عن تلوث الهواء، من خلال تأثيرها الإيجابي على مستوى الدهون، وخاصة تلك الناجمة عن التعرض لجزيئيات الهواء (particulate matter) والملوّثات.
من ناحية أخرى، تمنع الفيتامينات "ب"، B vitamins، آثار الملوثات السلبيّة على القلب والجهاز العصبي والإصابة بمرض السرطان عن طريق منع الإضطرابات في التخليق الحيوي Biosynthesis للدهنيات، البروتينات والنوكليوتايد nucleotides المرتبط بالعديد من الأمراض.
علاوة على ذلك، فإن فيتامينات (E و C) أهم مضادات للأكسدة. فالمكمّلات الغذائية لهذه الفيتامينات فعّالة في الحماية من الضرر الناتج عن التلوث بسبب قدرتها على منع الأكسدة وتفعيل نظام الدّفاع من الجذور الحرّة Free Radicles المسببة للأمراض.
وقد يكون لتلوث الهواء أيضاً تأثير سلبي غير مباشر على مستوى الفيتامين "د" في الجسم. فتعرض الجلد لأشعّة الشمس هو المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين، وتلوّث الهواء بالجزيئيّات يحجب أشعّة الشمس الفوق بنفسجيّة اللازمة لتكوين الفيتامين "د". لهذا السبب يجب زيادة المأكولات الغنية بالفيتامين "د" مثل الأسماك الذهنية، منتجات الألبان والبيض، أو تناول مكملات غذائية للفيتامين "د" لمنع النقص الذي يمكن أن يعزّز أمراض عديدة كهشاشة العظم، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسّكري والسرطان وغيرها من الأمراض.
من أهم الخطوات التي يجب أن نتّبعها هي تجنّب التعرّض لهذه السّموم قدر الإمكان، واتّباع هذه الخطوات التي يمكنها وقايتنا من مخاطر التلوّث:
1- شرب 1.5-2 ليتر من الماء يومياً للتخلص من السّموم والحفاظ على صحة الكلى
2- اعتناق نظام غذائي صحّي ومتكامل يعتمد على منتوجات طبيعيّة غير مصنّعة ودون مواد حافظة.
3- تناول الأطعمة الغنيّة بحامض اوميغا 3 الدهني مثل الأسماك، الجوز، بزر الكتان، بزر الشيا وغيرها.
4- تناول ألوان متنوّعة من الخضار والفاكهة الطازجة الغنيّة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. وهذه بعض الأمثلة: الشمندر، الفليفلة بكل ألوانها، البقدونس، الجزر، الأفوكا، الروكا، الكرّات وغيرها. أما بالنسبة للفاكهة: فهي تشمل الحمضيات (برتقال)، الموز، التفاح، المشمش، الكرز، البطيخ وغيرها.
5- تناول الحبوب الكاملة (الأرز الأسمر، الشوفان، القمح الكامل، الكينوا،...) والبقوليات (فاصولياء، حمص وعدس...) لغناها بالألياف المفيدة لصحّة الأمعاء والفيتامين "ب" الذي يساعد بعملية تنظيف الجسم من السّموم.
6- تناول الأطعمة الغنية بال Probiotics مثل اللّبن والمواد المخمّرة لأمعاء صحيّة.
ونعود دائماً إلى أهميّة اعتناق نمط حياة صحّي للوقاية من الأمراض من مختلف مسبّباتها، وهذا يشمل الغذاء الصّحي. الابتعاد عن تناول الملح والسكّر المضاف والدهون المشبّعة التي تساهم في زيادة خطر الأمراض المزمنة، وممارسة الرياضة بانتظام لتقوية الجسم والحفاظ عليه. على أن لا ننسى الرجوع إلى المختصيّن قبل تناول أي مكمّلات غذائية لمنع الإفراط في تناولها.
وأخيراً، ولحسن الحظ أنّنا ننعم بنظام غذائي شرق أوسطي Mediterranean diet غنيّ ومثبت علمياًّ بأنه من أفضل الأنظمة الغذائيّة في العالم. وتتوفّر في لبنان المنتجات والمزروعات المتنوعة على مدار السنة. ونعتزّ بالأطباق اللبنانيّة اللّذيذة والصحيّة مثل المجدّرة والبرغل والسلطات المتنوعة كالفتوش والتبولة.
يجب المحافظة على هذه المأكولات التقليديّة والابتعاد عن تلك المستوردة والوجبات السريعة الضارّة، وهذا سيساعدنا في الحماية من الأضرار التي تحاوطنا.
وأتمنى على الثوار المتابعة بكل النشاطات البيئية الرائعة التي يقومون بها من فرز للنفايات وتنظيف الطرق ومخلّفات حرق الإطارات.
رنا الهندي - ليب تايم - 15-2-2020
إرسال تعليق