0
تتواصل ردود الفعل الفلسطينية عقب المبادرة التي قام بها عدد من كبرى القيادات في حركة حماس، وتعزيتهم لإيران والذهاب إلى منزل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق الأسبوع الماضي.
وبات من الواضح أن هناك خلافات بين أعضاء حركة حماس بالنسبة للتعاطي مع عملية اغتيال قاسم سليماني، وهو التباين الذي بات واضحا مع متابعة الكثير من الحسابات الخاصة بقيادات الحركة سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك او تويتر) أو حتى عبر المقالات التي تم نشرها في بعض من وسائل الاعلام المختلفة.
وعلى سبيل المثال علق الدكتور مخلص برزق استاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون المقدسية الفلسطيني على كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران أخيرا بابيات من الشعر، قال فيها "وكلٌّ يدَّعي وصلاً بقدسٍ وقدسي لا تقِرُّ لهم بذاكا، وانتهى برزق بالقول في تغريدة له إن من وصفه بالمجرم الهالك قاسم سليماني لا هو شهيد ولا القدس تمتّ له بِصِلة".
واضاف برزق أيضا في كلمة له عبر يوتيوب أن القدس أقدس واذكى من أن تنسب لقاسم سليماني، مستخدما الكثير من المفردات التي تعكس عدم رضاه عن كلمة هنية.
بالاضافة إلى تغريدة أخرى وضعها محمد خير موسى، وهي التغرية التي شكر فيها موسى، وهو من أبرز القيادات في المقاومة، سليماني قائلا إن موت المجرم قاسم سليماني والمجرم أبو مهدي المهندس هو خبر جميل ولا يختلف عن هلاك أبو بكر البغدادي المجرم باليد المجرمة ذاتها، وانتهى موسى بالقول "مبارك هلاك هذين السّفاحين لكلّ الذين ذاقوا من إجرامهما".
وبات من الواضح أن الأحاديث والتوجهات السياسية التي حملتها الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تثير جدالا واسعا في الحركة، الأمر الذي دفع برئيس المكتب السياسي للحركة إلى إصدار بيان عقب موت هنية يطالب فيه بالتوقف عن إصدار اي بيانات على اي مستوى والالتزام بما يتم إصداره من بيانات لقيادات الحركة، وهو الالتزام الذي سينصب في النهاية لصالح الحركة.
ويرى الكثير من الخبراء أن ما حصل يؤكد أن هناك أجنحة تتباين في رؤيتها لحركة حماس إزاء التعاطي مع قضية التعزية بقاسم سليماني، وعلى سبيل المثال قال القيادي الفلسطيني محمد خير موسى في تغريدة له عبر فيس بوك ايضا "فشر" قاسم سليماني أن يكون شهيد القدس.‏. شهيدُ القدس لا يحاصرُ ويدمّر مخيّم اليرموك ويقتل المئات من أبناء فلسطين ‏جوعًا ويحقّقُ أمنية شارون التي قال فيها: "لك يوم يا مخيّم اليرموك"، واضاف أن شهيد القدس لا يصول ويجول بين حواضر المسلمين يعيثُ فيها إجرامًا وإفسادًا ‏كرمى عيون مشروعٍ طائفيّ بغيضٍ ولخدمةِ الطّغاة المجرمين. وانتهى موسى بالقول إن القدسُ أشرف، والقدسُ أطهرُ، والقدسُ أعظمُ، والقدسُ أقدسُ من أن يُنسبَ ‏عنوان الرّجسِ "قاسم سليماني" إليها".
بالاضافة إلى القيادي محمد جميل الذي قال أن الإيراني استرجل فقط على العرب وترك قاسم سليماني يقتل بصورة سهلة. واصفا الإيرانيين بالشعب الجبان.
وبات من الواضح أن التعاطي الفلسطيني أو على الأقل تعاطي حركة حماس مع هذه الخطوة فيه الكثير من اشكال التباين، بداية من رفض عدد من القوى الفلسطينية الصريح لمبادرة التعزية وسفر وفد من الحركة إلى إيران، بالاضافة إلى رفض عدد من القيادات في حركة حماس أيضا لهذه الخطوة لأسباب عدة.
وسبق هذا الأمر إصدار الحركة لبيان سياسي، وهو البيان الذي دعت فيه القيادات الفلسطينية للتروي والالتزام فقط ببيانات التعزية الصادرة رسميا عن الحركة، وهو البيان الذي تداولته الكثير من المواقع والحسابات الفلسطينية المتعددة.
ويشير مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن السبب الرئيسي وراء غضب عدد من كبار القيادات الفلسطينية سواء من داخل حركة حماس أو من خارجها يعود إلى تعهد قيادات الحركة واثناء خروج رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية من القاهرة بعدم السفر إلى إيران، أو الاجتماع مع عدد من القيادات الإيرانية بالمطلق، الأمر الذي يزيد من دقة وحدة هذه الأزمة.
ويضيف هذا المصدر أن القاهرة تحديدا ستشعر بالقلق من اي رغبة فلسطينية وتحديدا رغبة من حركة حماس للتعزية والخروج من القطاع، الأمر الذي سيكون واضحا الان خاصة مع هذه الخطوة الفلسطينية الأخيرة.
جدير بالذكر أن عدد من قيادات حركة حماس وعلى رأسها إسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق فضلا عن صلاح العاروري وعزت الرشق قاموا أيضا، وبجانب التعزية بالاجتماع مع القائد الجديد لفليق القدس، وهو القيادي الإيراني إسماعيل قاآني.
وكان ملحوظا مشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة في هذه الاجتماعات، وهي المشاركة التي يبدو إنها زادت من دقة المشهد الفلسطيني وتعقيده والأهم الجدال المرتبط بهذه الزيارة.
وتصاعدت حدة الجدال بشأن هذه الخطوة عقب الكلمة التي تحدث فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وهي الكلمة التي وصف فيها سليماني بأنه شهيد القدس، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة على الصعيد الفلسطيني ممن رفض الكثيرون منه هذه التسمية وذلك الوصف. 

وأثار هذا الوصف جدالا واسعا بين الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال وجه الدكتور إبراهيم حمامي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المعروف سؤالا لـ"هنية" قائلا وفي تغريدة له عبر تويتر "سؤال للسيد هنية الذي وصف سليماني بشهيد القدس.. كيف يمكن أن يكون شهيد القدس وفي معتقده لا قدسية للقدس ولا وجود للمسجد الأقصى - المذكور في القرآن الكريم - على الأرض بل في السماء؟.. كيف يمكن أن يكون شهيد القدس وقد قتل في طريق عودته من سوريا حيث سفك دماء الالاف ولم يكن على أسوار القدس؟".
المثير للانتباه ايضا أن هذا الموقف السياسي بات واضحا ايضا، وقال د. حمامي ايضا إن هذا الموقف وغيره من المواقف الأخرى التي تمجد فيها حركة حماس إيران فإن رصيدها يتآكل أضعافا مضاعفة..
اللافت أن عدد من المواقع الصحفية الفلسطينية انتقد بدوره خطوة حماس حتى في التعزية في سليماني، ورصد موقع أمد انتقاد عدد من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي إقامة فصائل فلسطينية بيت عزاء لـ"سليماني"، خاصة وأن تصريحات كبار قادة المقاومة أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي وفاءً لمن وصفوه بداعم المقاومة الفلسطينية.
ووصف عدد من النشطاء تعزية حماس بأنها تمثل تحولات خطيرة في عقيدة الحركة، وهي التحولات التي باتت واضحة الان.
عموما فإن الواضح أن تعزية حركة حماس في قاسم سليماني وتوجه وفد من الحركة إلى إيران يعكس خلافات واضحة في الحركة، وهي الخلافات التي أظهرتها خطوة التعزية بصورة واضحة الان في ظل التباين السياسي الواضح بين قيادات الحركة الان بشأن هذه الخطوة.

أحمد محمد - ليب تايم 7-1-2020

إرسال تعليق

 
Top