صحيح أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أقر، في محاضرة ألقاها أمام طلاب الماستر في العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، بأنه زار لبنان مرارا بناء على دعوة من "صديقه" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط. لكن الصحيح أيضا أن هذه الصداقة حملت بين سطورها مدلولات سياسية جسدتها "الجمعة السياسية والاعلامية الكبيرة" التي شهدها قصر المختارة التاريخي أمس.
ذلك أن التمعن في الوجوه المشاركة كما في الكلمات التي ألقيت يؤكد، أن وراء الحفاوة التي حظي بها الرئيس الفرنسي السابق رسائل سياسية وسيادية مشفرة بدا الزعيم الاشتراكي حريصا على إرسالها إلى الحلفاء والخصوم على السواء.
وفي السياق، بدت لافتة مشاركة أبرز الوجوه المعارضة للنهج السياسي السائد في البلد كالرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ورئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، المعارض الشرس لـ "حزب الله" وخياراته، إلى جانب عدد لا يستهان به ممن اعتبروا يوما صقور الحركة السيادية التي ولدتها ثورة 14 آذار الشعبية ضد الوجود السوري في لبنان.
وفي هذا السياق، تلفت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى أن الحشد السياسي الذي سجل أمس أتى في وقت لا تزال المواجهة "ولعانة" على أشدها بين الزعيم الجنبلاطي وخصومه المحليين وحلفاء حزب الله. كيف لا والمفاوضات الحكومية ماثلة في الأذهان، لا سيما منها الشق المرتبط بالضغط الذي مارسته الضاحية لدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى ضم ممثل عن أعتى خصوم جنبلاط إلى الفريق الوزاري، في محاولة لتقليص الحجم السياسي والشعبي لجنبلاط، على رغم النتائج الانتخابية الباهرة التي حققها وثبت من خلالها مجددا زعامته في معقله الدرزي والشوفي. وتنبه المصادر إلى أن إذا كانت ضغوط حزب الله قد نجحت في ضم الوزير الارسلاني الهوى صالح الغريب إلى الحكومة، فإنها أحدثت ندوبا مهمة في العلاقات التاريخية على خط المختارة- بيت الوسط، لكن هذا لم يمنع المختارة من استعادة دورها كرأس حربة الفريق السيادي، الحريص على الاستقرار السياسي في الجبل وفي لبنان عموما، بدليل تشديد جنبلاط، في كلمته على ضرورة صون مصالحة الجبل التاريخية، التي سبق أن تلقت سهاما من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو الذي اعتبرها منقوصة وتحتاج استكمالا سياسيا.
غير أن المصادر تتوقف أيضا عند ما يحكى عن أن المواقف الجنبلاطية ذات الطابع السيادي قد لا تجد لها تطبيقا عمليا، وإن كانت ذات سقوف عالية. وتعلل ذلك بما يمكن اعتبارها براغماتية سياسية يتعاطى بها جنبلاط مع ملفات الداخل. وليس أبلغ إلى ذلك إلا عضه على جرح التسوية الرئاسية إلى حد ابرام تفاهم حكومي مع الرئيس ميشال عون الذي لم يعطه صوته في الانتخابات الرئاسية، وقراره عدم الخوض في سجالات غير مجدية (شعبيا مع حزب الله)، وإن كانت السيادة خطا أحمر لا يُسكت عن تجاوزه.
ذلك أن التمعن في الوجوه المشاركة كما في الكلمات التي ألقيت يؤكد، أن وراء الحفاوة التي حظي بها الرئيس الفرنسي السابق رسائل سياسية وسيادية مشفرة بدا الزعيم الاشتراكي حريصا على إرسالها إلى الحلفاء والخصوم على السواء.
وفي السياق، بدت لافتة مشاركة أبرز الوجوه المعارضة للنهج السياسي السائد في البلد كالرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ورئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، المعارض الشرس لـ "حزب الله" وخياراته، إلى جانب عدد لا يستهان به ممن اعتبروا يوما صقور الحركة السيادية التي ولدتها ثورة 14 آذار الشعبية ضد الوجود السوري في لبنان.
وفي هذا السياق، تلفت مصادر مراقبة عبر "المركزية" إلى أن الحشد السياسي الذي سجل أمس أتى في وقت لا تزال المواجهة "ولعانة" على أشدها بين الزعيم الجنبلاطي وخصومه المحليين وحلفاء حزب الله. كيف لا والمفاوضات الحكومية ماثلة في الأذهان، لا سيما منها الشق المرتبط بالضغط الذي مارسته الضاحية لدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى ضم ممثل عن أعتى خصوم جنبلاط إلى الفريق الوزاري، في محاولة لتقليص الحجم السياسي والشعبي لجنبلاط، على رغم النتائج الانتخابية الباهرة التي حققها وثبت من خلالها مجددا زعامته في معقله الدرزي والشوفي. وتنبه المصادر إلى أن إذا كانت ضغوط حزب الله قد نجحت في ضم الوزير الارسلاني الهوى صالح الغريب إلى الحكومة، فإنها أحدثت ندوبا مهمة في العلاقات التاريخية على خط المختارة- بيت الوسط، لكن هذا لم يمنع المختارة من استعادة دورها كرأس حربة الفريق السيادي، الحريص على الاستقرار السياسي في الجبل وفي لبنان عموما، بدليل تشديد جنبلاط، في كلمته على ضرورة صون مصالحة الجبل التاريخية، التي سبق أن تلقت سهاما من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو الذي اعتبرها منقوصة وتحتاج استكمالا سياسيا.
غير أن المصادر تتوقف أيضا عند ما يحكى عن أن المواقف الجنبلاطية ذات الطابع السيادي قد لا تجد لها تطبيقا عمليا، وإن كانت ذات سقوف عالية. وتعلل ذلك بما يمكن اعتبارها براغماتية سياسية يتعاطى بها جنبلاط مع ملفات الداخل. وليس أبلغ إلى ذلك إلا عضه على جرح التسوية الرئاسية إلى حد ابرام تفاهم حكومي مع الرئيس ميشال عون الذي لم يعطه صوته في الانتخابات الرئاسية، وقراره عدم الخوض في سجالات غير مجدية (شعبيا مع حزب الله)، وإن كانت السيادة خطا أحمر لا يُسكت عن تجاوزه.
المركزية - 8 اذار 2019
إرسال تعليق