0
المتابع لانتخابات الرابطة المارونية التي جرت السبت 16 آذار الجاري، لا بد من ان يخرج بالاستنتاجات والانطباعات التالية: 
الاستنتاج الاول: للمرة الأولى في تاريخ الرابطة المارونية، منذ تأسيسها في العام 1952، أي منذ 67 عامًا، تجري انتخابات حقيقية فيها على مستوى الرئيس ونائب الرئيس والأعضاء، من خلال لائحتين متكاملتين. 
الاستنتاج الثاني: اللافت في هذه الإنتخابات أنها شهدت "محادل انتخابية" على غرار ما كان يحدث في الانتخابات النيابية وفق القانون الأكثري، والتي كانت نتائجها تخالف خيارات الناخبين. هذه "المحادل" تألفت من "البلوكات الحزبية" التي من شأنها ان تحرم الرابطة من خيارها وميزتها كجامعة بين الجميع، ومن سلبيات "البلوكات الحزبية" أنه حين تختلف الأحزاب في ما بينها، فإنها ستُدخِل خلافاتها معها إلى الرابطة، ما يتسبب في شل عملها. 
اما حين تكون الرابطة مؤلفة من مستقلين فعندها يكون بإمكانها ان تقوم بدور توفيقي ن تمامًا كما حصل في العام 1989 حين قام الراحل شاكر ابو سليمان بمسعى الوساطة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، أثناء "حرب الأخوة"، فلو كان الراحل ابو سليمان منتميًا إلى أحد الأحزاب او التيارات، هل كان بإمكانه ان يقوم بأي مسعى أو وساطة؟ 
الاستنتاج الثالث: في اكثر من مرة، شهدت العلاقة بين بكركي والأحزاب والتيارات المسيحية تباينات وأحيانًا خلافات وقطيعة، فلو تجدد هذا الأمر، اين يقف رئيس الرابطة إذا كان ينتمي لحزب او تيار؟ هل يقف مع بكركي او مع حزبه او تياره؟ التجارب تقول ان الحزبي غالبًا ما يكون ملتزمًا بحزبه، فهل يكون هذا الالتزام-الوفاء ضد بكركي؟ 
الاستنتاج الرابع: تكتلت أحزاب وتيارات وشخصيات، بشكل مصطنع، في لائحة واحدة غير منسجمة، في مواجهة لائحة من مستقلين منسجمة بين اعضائها، فالعوني والقواتي غير متفاهمَيْن، والعوني والمرده غير متفاهمين، والنائب نديم الجميل في تباين مع التيار ومع حزب الكتائب، فكيف تجمَّع هؤلاء الأضداد في لائحة واحدة؟ وكيف سيستطيعون العمل والإتفاق على خطة عمل إذا كانت مرجعياتهم مختلفة مع بعضها البعض؟ 
الاستنتاج الخامس: الرابطة المارونية بحاجة الى نفضة او انتفاضة لأنها عمليًا في حالة "موت سريري"، فمن أصل 1243 منتسبًا، لم يشارك في العملية الانتخابية سوى نصفهم ممن سددوا اشتراكاتهم، فلم يتجاوز العدد الــ 600. 
الاستنتاج السادس: رئيس اللائحة الفائزة نال 350 صوتًا فقط، مع كل الدعم له من "محادل الاحزاب والتيارات"، فإذا كانت هذه المحادل قد امَّنت له نصف هذا العدد، فهذا يعني انه استطاع ان يؤمن بنفسه 175 صوتًا، فيما رئيس اللائحة المقابلة "رابطة لبكرا" غسان الخوري نال 241 صوتًا، وعليه فإذا كان أبي نصر هو الفائز، فإن الخوري هو المنتصر. هذا "المنتصر" مستقل وليس في "جيب" احد من الاحزاب والتيارات والشخصيات، فيما "الفائز" مرتهن قراره لمَن أوصلوه من الأحزاب والتيارات، وهو مدينٌ لهم، وينتظر ما سيقررونه ليقرر. اما إذا اختلفوا فإن الرابطة تُشل. 
هذا ثمن الارتهان، فهو يضع الرابطة تحت مشيئة الأحزاب والتيارات المتصارعة، وحين ينتقل تصارعها إلى قلب الرابطة.. فعلى الرابطة السلام.

ليب تايم - 19-3-2019

إرسال تعليق

 
Top